عادي
بمناسبة مرور 140 عاماً على ميلاده

«بيت الحكمة» يطلق أول معرض افتراضي لجبران خليل جبران

00:20 صباحا
قراءة 4 دقائق
15
جانب من المعرض

الشارقة: «الخليج»

أطلق «بيت الحكمة» في الشارقة أمس، الجمعة، أول معرض افتراضي للأديب والشاعر والفنان التشكيلي جبران خليل جبران، ويضم مجموعة مختارة من أبرز أعماله ومقتنياته، بما يعكس تجربته الأدبية والفنية وحضوره البارز في قائمة أعلام الأدب العالمي، حيث تُرجمت أعماله إلى أكثر من 110 لغات.

تأتي هذه المبادرة، التي أُطلقت بالتزامن مع ذكرى مولد جبران في السادس من يناير/كانون الثاني 1883، بعد التنظيم الناجح لمعرض «إطلالة على الروح: جبران خليل جبران»، الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في «بيت الحكمة» وتواصلت فعالياته على مدار أربعة أشهر بمعدل زيارة كبير وصل إلى 12956 زائراً. ويتيح المعرض الافتراضي للزوّار، الذين لم يتمكنوا من زيارة المعرض الواقعي الذي استضافه بيت الحكمة، وكذلك الجمهور الشغوف بالتعرف إلى أعمال جبران خليل جبران من جميع أنحاء العالم، فرصة للاطلاع على 34 عملاً فنياً أصيلاً له، منها 15 لوحة تُعرض للجمهور للمرة الأولى، بالإضافة إلى مخطوطات تكشف ملامح من عبقرية تجربته الفنية والأدبية، وتجسد رسالته الإنسانية والقيم الروحية التي شكّلت استثناءً فنياً ومعرفياً في مسيرة الثقافة العربية والعالمية.

وقالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة: «نحرص على أن يكون بيت الحكمة ملتقى للإبداع بضروبه المختلفة، فصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أسس هذا الصرح ليكون بيتاً تتلاقى فيه ثقافات العالم، وتجتمع في أروقته آداب الأمم لتشكل جميعها وحدة عنوانها جمال الثقافة والمعرفة وأثرهما في البناء والنهضة والحضارة».

وأضافت: «يأتي إطلاق هذا المعرض الافتراضي ضمن جهودنا للاستفادة من التطورات التقنية في الوصول بالقيم الإنسانية والروحية والمعاني الأدبية والفنية إلى قاعدة أوسع من الجمهور على مستوى العالم؛ ذلك أن المعارض الافتراضية تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتتيح لمحبي هذا الرمز الاستثنائي التعرّف إلى مقتنيات ربما لم يتسنَّ لهم الاطلاع عليها من قبل، من أي مكان وفي الوقت الذي يناسبهم».

وسيتاح لزوار المعرض الاطلاع على لوحات ومقتنيات الفنان من الألوان المائية، ومسند الرسم، إلى جانب أربعة دفاتر مخطوطة، منها مسودات لأبرز أعمال جبران كتاب «النبي»، الذي يمثل دليلاً على المنجز الفكري والفلسفي الذي حققه الأديب الراحل، وتجاوز فيه حواجز اللغة والثقافة؛ حيث نشر جبران الكتاب في العام 1923 عندما كان في العقد الرابع من عمره، مؤكداً أنه وضع كامل كيانه ووجدانه في كتاب «النبي»، وأن كل ما سبق كتابته كان مجرد مقدمة له. ويتضمن المعرض كذلك المخطوطة الأصلية باللغة العربية لكتاب جبران المعنون «حدائق النبي»، وهو الجزء الثاني من كتاب «النبي»، إلى جانب مخطوطة لكتاب «الأرواح المتمردة» الذي يتألف من ثلاث قصص شعرية رمزية تمثل صرخة من أجل حرية وطنه. وبإمكان محبي أعمال جبران زيارة المعرض الافتراضي من خلال الصفحة المخصصة لذلك عبر الموقع الرسمي لبيت الحكمة في الرابط التالي: https://gkg.houseofwisdom.ae/

وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد وجّه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بتقديم منحة مدتها خمس سنوات لترميم وتحديث متحف «جبران خليل جبران» في بلدة بشري اللبنانية، والعمل على صون مقتنياته وترميم قطعه الفنية، بالإضافة إلى تزويده بأحدث تقنيات العرض.

إضاءة

ولد جبران خليل جبران في قرية بشَّري التابعة لمتصرفية جبل لبنان، وعاش معظم حياته بعيداً عن بلده الأم، فبعد أن بلغ الثانية عشرة من العمر هاجرت به أمّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأ تعليمه الرسمي فيها، وبعد فترة قصيرة لاحظ موهبته رائد الرسم والتصوير الفوتوغرافي فريد هولاند داي، وبدأ جبران بتطوير موهبته تحت إشرافه، وتابع الرسم ليقيم أول معرض له وهو في الحادية والعشرين من عمره، بعدها بدأ بالكتابة حيث كتب أولاً بالعربية وبعدها بالإنجليزية، دمجت كتاباته بين ثقافتيه الشرقية والغربية.

عام 1905 نشر جبران أول أعماله «نفثة في فن الموسيقا»، وفي عام 1906 نشر عمله الثاني «عرائس المروج» واحتوى هذا الكتاب على ثلاث قصص قصيرة تمت ترجمتها فيما بعد إلى الإنجليزية تحت عدة عناوين، وفي العام نفسه بدأ عموداً خاصّاً به في الصحيفة التي كان يكتب لها تحت عنوان «دمعة وابتسامة».

نشر كتابه الثالث «الأرواح المتمردة» عام 1908 والذي تناول مجموعة من القضايا الاجتماعية مثل تحرر المرأة.

وفي تلك الفترة أثناء تواجده في باريس قام برسم سلسلة من الصور الشخصية «بورتريه» لعدد من الممثلين العظماء أمثال أغسطس رودين، كما التقى مجموعة من المشاهير، على الرغم من كونه لم ينه فصوله الدراسية قام بجولة في انجلترا قبل عودته إلى الولايات المتحدة في أواخر عام 1910.

انتقل جبران إلى نيويورك عام 1911 حيث عاش هناك ما تبقى من حياته القصيرة، بعدها بدأ بالعمل على كتابه الجديد «الأجنحة المتكسرة».

في عام 1911 أسس جبران الرابطة القلمية وهي جمعية تعنى بتشجيع الكتاب والآداب العربية، لم تساعد هذه الجمعية الكتاب العرب فقط وإنما ساعدت جبران نفسه بشكل كبير من خلال صلاتها وجماهيريتها.

بعد إصدار كتابه «الأجنحة المتكسرة» بدأت شهرة جبران بالانتشار، عندها أصبح واحداً من أبرز أدباء وشعراء المهجر، وهي مكانة ترسخت بعد إصدار كتابه «النبي» عام1923. وتوفي في عام 1931.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/284r9nrk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"