عادي
مفاهيم مغلوطة تؤثر سلباً في حالتهم الصحية

مرضى سرطان يتعلقون بـ «قشة» العلاج بالأعشاب

00:27 صباحا
قراءة 7 دقائق

تحقيق: قسم المحليات

حذر أطباء من المفاهيم الخطأ المتداولة عن مرض السرطان، وعدم الفحص المبكر وتجاهل الأعراض المبكرة للمرض، وشددوا على أهمية الالتزام بالعلاج الطبي، وعدم استخدام المنتجات العشبية أو المكمّلات الغذائية أو الطرائق البديلة بدلاً من العلاجات الطبية، خاصة أن الشعور الشائع هو أن المنتجات العشبية «طبيعية»، وقد تكون أكثر أماناً، ويمكن تحمّلها بشكل أفضل، علاجاً محتملاً للسرطان أو بناء جهاز المناعة. وأكدوا أهمية الخضوع للفحوص في مرحلة مبكرة؛ لأنها ستُسهم في تحسين الصحة الكلية للمريض بضمان بقائه في صحة جيدة، وعلى الأطباء والمستشفيات التشديد على تنظيم جلسات توعية بأهمية الفحوص المبكرة للمجتمع.

الصورة

أكد د. إسكندر العوضي، رئيس المركز الدولي للسرطان في «مايو كلينك»، أن هناك العديد من المفاهيم الخطأ الشائعة حول السرطان والعناية به، وبعض أبرز هذه المفاهيم الخاطئة تشمل أن «السرطان مرض معدٍ»، والحقيقة أنه لا يمكن أن تنتقل تشخيصات السرطان من شخص إلى آخر كما أنه غير معدٍ. هناك بعض الحالات النادرة التي يمكن أن ينتقل فيها السرطان عن طريق زرع الأعضاء، في حال وجود سرطان بالعضو المزروع من قبل. ولكن هذه الحالات نادرة واحتمالية حدوثها منخفضة للغاية، وأن «السرطان هو حكم بالإعدام»، بينما ارتبط تشخيص السرطان في الماضي بنتائج سيئة كانت وشيكة بدرجة أكبر، فإن معدلات الوَفَيات الناجمة عن تشخيصات السرطان تتراجع باطراد، وذلك في معظم الحالات في جميع أنحاء العالم. وهذا بسبب التقدم الطبي وتحسين طرائق العلاج والخيارات للمرضى في السنوات الأخيرة. ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة 5 سنوات حالياً لجميع أنواع السرطان مجتمعة في الولايات المتحدة نحو67%، ما يعني أن ثلثي مرضى السرطان الذين شخّصوا من المرجح أن يعيشوا في 5 سنوات أو أكثر.

وأضاف: من المفاهيم الخطأ أيضاً أن «الهواتف المحمولة أو خطوط الكهرباء تسبّب السرطان»، ولا دلائل طبية تدعم هذه النظريات؛ حيث لا يؤدي انبعاث الطاقة من هذه المصادر إلى حدوث السرطان أو نموه. و «إذا كان أحد أفراد عائلتي مصاباً بالسرطان، فسأصاب به أيضاً»، هذه ليست هي الحال دائماً، وفي حين أن هناك بعض السرطانات الوراثية، فإن معظم أنواع الحالات لا تنتج من الوراثة. يجب مناقشة تاريخ الأسرة مع الأطباء المتخصصين؛ حتى يتمكنوا من تقييم أي خطر في حال المريض المحددة.

وأكد أنه يلجأ كثير من المرضى الذين شخّصت إصابتهم بالسرطان إلى استخدام المنتجات العشبية أو المكمّلات الغذائية أو طرائق الإدارة البديلة، بدلاً من العلاجات الطبية باستخدام الأدوية (العلاج الكيميائي والعلاج المناعي)، أو الجراحة أو العلاج الإشعاعي. والشعور الشائع هو أن المنتجات العشبية «طبيعية»، وقد تكون أكثر أماناً ويمكن تحمّلها بشكل أفضل كعلاج محتمل للسرطان أو بناء جهاز المناعة. في حين أن المكملات الطبيعية يمكن أن تساعد في التغذية العامة وفي بعض الأحيان قد تعزز المناعة أيضاً، لكن لا يوفر العلاج بالأعشاب السيطرة الفعلية على السرطان. على الرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى أن العلاجات البديلة أو التكميلية، بما في ذلك بعض الأعشاب، قد تساعد المرضى في التغلب على الآثار الجانبية لعلاج السرطان، إلا أنه لم تظهر أي منتجات عشبية فعالة بشكل قاطع في علاج السرطان. وفي الواقع، قد تكون بعض المنتجات العشبية ضارة عند تناولها أثناء العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي؛ لأنها قد تتداخل مع طريقة عمل هذه العلاجات. يجب على مرضى السرطان التحدث إلى أطبّائهم عن أيٍّ من منتجات الطب التكميلي والبديل - بما في ذلك الفيتامينات والمكملات العشبية - التي يمكنهم استخدامها. قد يكون من الجيد تناول العديد من هذه الأدوية مع العلاج، ولكن يجب أن تظل على علم الطبيب المعالج.

وأضاف: قد لا يؤثر تناول المكملات العشبية في الانتكاس السرطاني، ولكن في بعض الحالات قد تقلل الأعشاب من فعالية علاج السرطان، عند تناولها بشكل متزامن أو تسبب آثاراً جانبية قد تؤدي إلى خروج المرضى من العلاج في وقت أقرب مما هو مقصود. هذا يمكن أن يؤدي إلى فاعلية أقل في العلاج الكيميائي أو الإشعاعي القياسي مما هو مقصود. وبالمثل، فإن بعض الأعشاب التي تتناول بالتزامن مع العلاج الكيميائي أو الإشعاعي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الآثار الجانبية وتؤثر سلباً في الصحة العامة للمريض. ولذلك، من المهم توعية الطبيب المعالج بأي علاجات بديلة أو مكملة قد يستخدمها المريض بشكل متزامن أو يخطط لاستخدامها.

وعن سبب تأخر الكشف واكتشاف المرض، قال: قد يكتشف المرضى مرضهم لاحقاً، وهناك بعض أنواع السرطان التي يرجح أن يكون التشخيص فيها متأخراً. عادة ما تكون هذه السرطانات التي لا تحتوي على إرشادات فحص قياسية أو قد يكون لها أعراض يمكن أن تحاكي المشاكل الصحية العامة مثل آلام الظهر أو البطن، وما إلى ذلك. قد يكون لدى المرضى أيضاً تشخيص متأخر إذا لم يكن لديهم وصول جاهز إلى موارد الرعاية الصحية (على سبيل المثال، في المناطق الريفية أو البلدان النامية). ويجب أن يكون هناك وعي متزايد فيما يتعلق بتشخيص السرطان وإدارته؛ حتى لا يعدّ موضوع مناقشة محظوراً في بعض التركيبة السكانية للمرضى. ويجب تشجيع المرضى على اتباع خيارات الرعاية الصحية الوقائية ونمط الحياة الصحي. بينما يتم زيادة الوعي بين المرضى، يجب توفير المزيد من التثقيف لأطباء الرعاية الأولية؛ حتى يتمكنوا من معالجة أي أعراض من تشخيص السرطان المحتمل بشكل فعال.

الصورة

لم يعد قاتلاً

قال الدكتور فادي النحلاوي، أخصائي جراحة الأورام والجراحة العامة في مستشفى «ميدكير»، إن هنالك الكثير من المفاهيم الخطأ عن السرطان في هذا الجزء من العالم. يتعلق المفهوم الأول بالنجاة، فالسرطان لم يعد قاتلاً كما كان في السابق. في هذه الأيام، تحسنت العلاجات على نحو ملحوظ، وهناك الكثير من الاختصاصات التي تقدم نتائج رائعة. وإذا تمكنا من تشخيص السرطان في مرحلة مبكرة، وتقديم خطة علاجية مناسبة، فمن المرجح أن يحصل المريض على نتائج إيجابية.

وأكد أن استخدام الأدوية العشبية خطأ كبير، معظم الأدوية تأتي بالفعل من منتجات طبيعية، وينبغي عدم تشويه سمعتها. فيما يتعلق بالأدوية العشبية، فإنه يستحيل معرفة الجرعة المناسبة، وإلى أي مدى يمكن أخذ الدواء والتأثير الذي سيتركه على المدى الطويل. الأدوية العشبية تعدّ ببساطة مهدّئات وفوائدها نفسية تماماً. قد يُظهر الجهاز المناعي بعض النتائج الإيجابية، ولكنها ستكون مؤقتة.

وأشار إلى أن الخيار الأمثل لعلاج السرطان، اكتشافه في مرحلة مبكرة. ولذلك، ينبغي لنا الخضوع للفحوص في مرحلة مبكرة؛ لأنها ستُسهم في تحسين الصحة الكلية للمريض، بضمان بقائه في صحة جيدة. على الأطباء والمستشفيات التشديد على تنظيم جلسات توعية بأهمية الفحوص؛ ليتعرّف المرضى إلى الفوائد المتأتية عن هذه الفحوص، والعواقب الناجمة عن عدم الخضوع لها. وعلى مستوى شخصي، ينبغي للأطباء التوصية بإجراء اختبارات الكشف للمرضى، وتوعيتهم بشكل فعّال حول سبب حاجتهم لهذه الفحوص.

الأدوية البديلة

أكدت الدكتورة دانة حداد، استشارية تصوير أشعة الثدي ورئيسة قسم تصوير الثدي في عيادات «هيلث باي دبي»، أنه على الرغم من أن الأدوية البديلة، مثل الأعشاب، أصبح لها شعبية متزايدة هذه الأيام، للأسف لا يوجد دليل علمي ملموس يشير إلى أن هذه الأعشاب يمكن أن تعالج السرطان. ويرجع ذلك أيضاً إلى عدم وجود تجارب علمية تثبت ذلك، وهي أفضل طريقة لتحديد ما إذا كان العلاج فعالاً. والمعلومات الخطأ والوعود الخطأ المتعلقة بالعلاجات العشبية مشكلة كبيرة في المشهد الصحي لدينا. قد تساعد علاجات الأعشاب في تقليل بعض الأعراض من العلاجات التي ثبتت علمياً، مثل الصداع أو الغثيان. لكنها ليست علاجاً للسرطان. وقالت، إن تأثير هذا في انتكاس صحة المرضى كبير، فإذا لم يعطَ العلاج المناسب للمرضى الذين يعانون تشخيص السرطان، فإن احتمال نمو السرطان كبير، وربما ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، فضلاً عن أن معدلات التكرار، تصبح أكبر بكثير. تعريف السرطان هو النمو غير المنضبط. لذلك، إذا لم تعط العلاجات الجراحية أو الجهازية، فسيستمر السرطان في النمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ليحل محل الأنسجة الصحية الطبيعية.

وقالت: كلما اكتشف السرطان مبكراً، كانت فرص العلاج أفضل. هذا هو السبب في أن الفحص المبكر والوقاية مهمان للغاية. يمكن فحص السرطانات الشائعة، مثل البروستاتا والثدي، بسهولة باستخدام الفحص السريري، واختبارات الدم والتصوير الإشعاعي. ومع ذلك، يمكن أن تظهر بعض أنواع السرطان بشكل مفاجئ، مثل سرطان البنكرياس والمبيض، وعادة ما تكتشف في مراحل لاحقة. إذا كان لديك تاريخ عائلي قوي من السرطان، فمن المهم استشارة طبيب مختص بالأمراض الوراثية، من أجل تحديد ما إذا كان الاختبار الجيني و/أو الفحص ينطبق على صحتك. لا يخضع كثير من المرضى الذين تم تشخيصهم بسرطان المرحلة المتأخرة لفحوصات صحية منتظمة. وعن سبب التأخير في اكتشاف المرض، قالت: يعدّ عدم وجود الرعاية الصحية، ونقص التثقيف الصحي والوعي، من أكبر العوامل لوصول السرطان إلى المرحلة المتقدمة. بعض المرضى لديهم خوف من رؤية الطبيب والفحص. ومع ذلك، أودّ أن أخبر المرضى أن الخوف الحقيقي هو عندما لا تقوم بالفحص، على الأرجح إذا تم الاكتشاف المبكر، فسيكون العلاج ناجعاً. كما يُسهم عدم وجود برامج لتقييم المخاطر في الكشف عن السرطان؛ حيث قد يستفيد هؤلاء المرضى من الفحص المبكر والفحوصات الصحية.

عدم الوعي

أكد الدكتور براسانتا كومار داش، اختصاصي طب الأورام في مستشفى متخصص كندي دبي، أنه يختار كثير من المرضى خيارات العلاج البديلة؛ بسبب المفاهيم الخاطئة حول السرطان وعدم الوعي. يستخدمون الأعشاب والأدوية الطبيعية الأخرى التي ليست مثبتة علمياً. وقال: اللجوء إلى الطب البديل واستخدام الأعشاب يؤدي إلى التأخر في العلاج الطبي المناسب، مما يسبّب انتشار السرطان إلى المرحلة الرابعة، مما يقلل من فرص العلاج، والوعي بالعلامات المبكرة للسرطان مفتاح اكتشاف هذا المرض المميت في المرحلة المبكرة ويزيد فرصة العلاج. السبب الرئيسي للتأخير هو تجاهل العلامات المبكرة، والوعي العام بالفحص والاكتشاف المبكر للسرطان مطلوب للكشف عن السرطان في المرحلة المبكرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/272rkd25

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"