د. عبد الدائم مندو
التهاب المفاصل أو ما يعرف ب«خشونة المفاصل»، هو مرض يحدث فيه خلل في التوازن الطبيعي بين عمليات تحلل وتجديد الغضروف في الجسم.
كيف نحافظ على صحة المفاصل ونجعلها أكثر قدرة على مقاومة الالتهاب؟ وهل تلعب التغذية والحركة دوراً في ذلك؟
التهاب المفاصل من أكثر أمراض المفاصل شيوعاً عند التقدّم في السن، ويحدث عندما تصبح الطبقة الواقية من الغضروف التي تغطي نهايات العظام في المفصل رقيقة وضعيفة. إذا كان الغضروف متهالكاً لدرجة احتكاك العظام بعضها ببعض، فقد يتألم المفصل حتى في حالة الراحة، وهذا ما يطلق عليه خشونة المفاصل.
وغالباً ما تكون الإصابة في الركبتين والوركين، لكن بقية المفاصل كالموجودة في العمود الفقري، أو الأصابع، يمكن أن تصاب أيضاً وهذا ما يؤدي إلى آلام، وكذلك تيبّس، وتحدّد حركة.
تظهر هذه المشاكل عادة من سن الخمسين، ولكن حتى الأشخاص الأصغر سناً قد يعانون مشاكل في المفاصل لأسباب متعددة، منها الإصابات والتشوهات الولادية، ومن عوامل الخطورة أيضاً، سوء التغذية وقلة ممارسة الرياضة.
لماذا ننتظر علاج المرض إذا كان بالإمكان الوقاية منه، مع بعض التعديلات البسيطة؟
مع النظام الغذائي الصحيح، يمكنك فعل الكثير للتأثير بشكل إيجابي في مشاكل المفاصل أو منع التهاب المفاصل.
الأحماض الدهنية: أحماض «أوميغا 3» الدهنية الموجودة بشكل أساسي في بذر الكتان والجوز أو زيوتهما، تدعم الجسم في مكافحة الالتهابات.
حمض السيليكا: يمكن أن يساعد السيليكون الموجود في حمض السيليكا في تثبيت الغضروف. يوجد هذا الحمض المهم في الشوفان والأرز البني والشعير.
المواد النباتية الثانوية: تحتوي الفواكه والخضراوات والأعشاب على مواد كيميائية نباتية مضادة للالتهابات، مثل السبانخ (الفلافونويد)، والثوم (الأليسين)، والتوت (الأنثوسينيدين)، والبرتقال (الكاروتينات)، والبروكلي (زيوت الخردل).
أيضاً ينبغي عدم الإكثار من منتجات اللحوم؛ لأنها تزيد من الأعراض بسبب احتوائها على حمض «الأراكيدونيك» الداعم للالتهابات.
حافظ على مفاصلك بالحركة بدلاً من الراحة
النسيج الغضروفي هو نسيج خاص لا يحتوي أوعية دموية، ويحصل على المواد المغذية من خلال عملية الارتشاح، وهذه تحدث بشكل أساسي أثناء تعرّض المفصل للضغط؛ لذلك فإن صعود الدرج نزوله أو المشي يومياً بشكل روتيني سيكون مساعداً للحفاظ على صحة وكثافة الطبقة الغضروفية للمفاصل، على عكس ما يحدث عند الراحة وتجنّب الحركة، حيث تصبح رقيقة وأكثر عرضة للإصابة.
في الحالات المتقدّمة من التهاب المفاصل أصبح، بفضل الله ومنّه من خلال تطور الإجراءات الطبية والصناعات الدوائية، هناك العديد من الحلول التي يمكن تقديمها للمرضى لتخفيف المعاناة، وتحسين نوعية الحياة، كحقن حمض «الهيالورينك» أو حقن البلازما الغنية بالصفيحات المأخوذة من دم المريض PRP.
وفي الحالات النهائية يمكن اللجوء إلى عمليات تبديل المفصل بشكل كامل أو جزئي، حسب الحالة، وفي مثل هذه الحالات يجب استشارة طبيب العظام لتحديد الخيار الأمثل للعلاج.
مع تمنياتنا للجميع الصحة والعافية.
استشاري جراحة العظام- مستشفى «أن أم سي رويال» الشارقة
