الشارقة تحلق بالشعر العربي

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد عبدالله البريكي

تتجلى القصيدة في إمارة الشارقة، وتكشف عن دهشتها وجمالها الذي لا يشيخ، لأنها وجدت قلباً صنع الثقافة فيها، وجعل الشارقة الوجهة الثقافية في هذا الزمان، فصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رأى بعين اليقين أن الثقافة هي الملاذ الحقيقي للإنسانية، وأن اللغة العربية هي الهوية والحضارة للعربي، وأن الشعر العربي هو الذي يعيد للروح الطمأنينة، حيث إنه يزخر بكنوزٍ عظيمة، فالشعر هو الصديق الذي يهدئ من روع صديقه، والقصيدة هي السكن والطمأنينة للروح، ولذلك أعطى صاحب السموّ حاكم الشارقة دعمه كله، ولم يبخل على «ديوان العرب» وأمده من روحه ونفخ فيه من عطائه، فوجد الشعراء واحاتٍ خضراء وأنهاراً تجري، وأغصاناً وارفة ظليلة، فطاروا شوقاً إلى الشارقة، فاستقرت أرواحهم في كلماتهم، ونبتت أشجاراً مثمرة نالت خيرها الذائقة العربية التي لا تبتعد عن الجمال.

في الشارقة أمسيات تتناغم مع الإبداع، وتمضي مع المسيرة الشعرية معبرة عن الأحلام والطموحات، ففي مهرجان الشارقة للشعر العربي في هذه الدورة ستحلق أسراب الشعراء في أرجائه، حيث ستتواصل أمسياته على ضفاف الجمال، وسيعبر الشعر الحدود ويمضي ليؤكد أنه بخير، وأن الأمسيات الشعرية قادرة على أن تعيد الحياة إلى فن القريض، وإلى جمهور يتذوق القصائد ويتناغم معها، وفي هذه الأثناء ستكون فيه صولات الشعراء والنقاد وكل إبداع ارتبط بهذا الفن العربي الذي يسير إلى فضاءات رحبة من الألق ذات مغزى إبداعي حرك المشاعر، وحرك المياه الساكنة في بحيرة الشعر العربي، وهو ما يؤكد أن المهرجان يسعى من خلال الأمسيات التي تقام إلى تقديم لونٍ من الإبداع المتناغم، من خلال ظهور الشعراء على المنابر بأصواتهم التي تخترق أجواء المكان والزمان، حتى تمضي كلماتهم إلى غاياتها، وفي ظل هذا التوافق الشعري والتقارب الحميم مع فن ارتبط به الجمهور العربي نجد الشعراء من مختلف الأعمار يصدحون بشكل متمايز، إذ تعبر كل قصيدة عما يرتبط به الشاعر من آمال وطموحات، وفي الوقت نفسه تأخذ هذه القصيدة حيزها الجمالي لدى المتلقي في هذا المحفل الشعري العريق الذي تتسع فيه الرؤى وتلتقي، لتتواصل أجيال الشعراء بالحكمة والنغم والتألق.

قالت الشارقة كلمتها، واحتضنت الكثير من الشعراء الذين جاؤوا إليها لتسكن أشعارهم الوجدان، ويسافر الجمهور معهم، فالمهرجان واحة من الإبداع الحقيقي وفرصة للتعارف الإنساني والالتقاء الحضاري تعبيراً عن أن الشعر في الشارقة له مذاق آخر وله جمهوره المحب، وأن المهرجان يواصل رسالته في تقديم أمسيات مختلفة تعبر عن الحضور الأثير للشعر بكل تجلياته، ويكفي أن الإقبال على الأمسيات يشهد هذا الحضور النوعي الذي يثلج الصدور ويؤكد أن الشعر برعاية صاحب السمو حاكم الشارقة ومعيته بخير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ep6kaft

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"