برازيليا - أ ف ب
في حادثة على غرار «هجوم الكابيتول» الشهير في الولايات المتحدة، اقتحم مئات من مناصري الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو، الأحد مبنى الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي، بعد أسبوع على تنصيب اليساري إيناسيو لولا دا سيلفا رئيساً للبلاد.
وهاجم مد بشري من المتظاهرين الذين ارتدوا الأصفر والأخضر مرافق السلطة الرئيسية للبلاد في برازيليا، وهي صور تذكر باقتحام مناصري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس عام 2021.
وأظهرت فيديوهات متداولة، على مواقع التواصل، مكاتب البرلمانيين محطمة أو متظاهرين واقفين على مقاعد مجلس الشيوخ.
ويبدو أن الأضرار كبيرة في هذه المباني التي تعتبر تحفاً معمارية من الطراز الحديث، وتضم أعمالاً فنية كثيرة.
* محاولة عبثية
وكانت السلطات أغلقت المنطقة القريبة من ساحة المقار ال3، حيث يوجد قصر بلانالتو الرئاسي قرب المحكمة العليا ومبنى الكونغرس، لكن أنصار بولسونارو خرقوا الطوق الأمني. وحاولت الشرطة صد الحشود عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع، لكن بدون جدوى.
وقال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو على «تويتر»: «هذه المحاولة العبثية لفرض إرادة بالقوة لن تسود. حكومة المقاطعة الفيدرالية (برازيليا) سترسل تعزيزات، والقوات التي لدينا تتحرك».
وكان دينو سمح السبت، بنشر عناصر من الشرطة الخاصة إلى الولايات في حال حصول تهديد ضد القانون والأمن.
وفي ردود الفعل الدولية، ندد نواب فرنسيون من معسكر الرئيس، ومن المعارضة اليسارية مساء الأحد ب«هجمات اليمين المتطرف» في البرازيل وعبروا عن دعمهم للرئيس لولا.
* طلب تدخل عسكري
وقالت سارة ليما (27 عاماً)، وهي مؤيدة لبولسونارو: «علينا إعادة النظام بعد الانتخابات المزورة».
وكان لولا (77 عاماً) غائباً عن برازيليا، الأحد، حيث توجه إلى مدينة أراراكوار التي شهدت فيضانات مدمرة في نهاية العام.
وكان أنصار بولسونارو يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمته أمام لولا في 30أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وطالبوا بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي السلطة.
ونصب لولا (77 عاماً) خلال حفل في الكونغرس أدى خلاله اليمين الدستورية، بعد 12 عاماً من ترك السلطة بعد ولايتين رئاسيتين (2003-2010). وشكلت عودته إلى قصر بلانالتو خطوة استثنائية، خاصة أنه كان قابعاً في السجن قبل أربع سنوات فقط لاتهامه بالفساد.
وترأس، الجمعة، اجتماعاً لوزرائه ال37 للمرة الأولى متحدثاً عن «مهمة صعبة»، لكن «نبيلة» ل«إعادة بناء البلاد» بعد أربع سنوات من حكم بولسونارو. وتبدو مهمة الحكومة صعبة في بلد منقسم بشدة بعد انتخابات شهدت استقطاباً شديداً، وأفضت إلى فوز لولا بفارق ضئيل.
وغادر بولسونارو عقب هزيمته، البرازيل في نهاية السنة متوجهاً إلى ولاية فلوريدا التي يقيم فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.