(سيانتفيك أمريكان)
كشفت دراسة جديدة لمحة من التاريخ الوراثي في الدول الاسكندنافية، التي تشمل حالياً كلاً من السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا، على مدار ال2000 سنة الأخيرة، وحتى يومنا هذا.
واعتمد الباحثون بقيادة جامعة ستوكهولم على تحليل 48 جينوماً بشرياً قديماً، و249 جينوماً بشريّاً جديداً، تمثل مواقع أثرية متعددة، إضافة إلى بيانات وراثية لأكثر من 16500 شخص يعيشون في الدول الاسكندنافية حالياً.
وتقدم الدراسة التي نشرتها دورية «سيل»، نظرة ثاقبة لأنماط الهجرة وتدفق الجينات خلال عصر الفايكنج الذي مثّل جزءاً أساسيّاً من تاريخ شمال أوروبا، إذ استكشف «الفايكنغ» أوروبا بمحيطاتها وبحارها في أثناء التجارة والحرب، وصولاً إلى غرب آسيا.
ولم يخطط الباحثون في الأصل لتجميع التاريخ الاسكندنافي عبر الزمان والمكان، وبدلاً من ذلك، كانوا يعملون على ثلاث دراسات منفصلة تناولت أحداثاً تاريخية في مواقع أثرية مختلفة بالسويد، الأولى في ساندبي بورج في جزيرة أولاند، والثانية ركزت على مذبحة وحشية وقعت في القرن الخامس الميلادي في ساندبيبورغ رينغفورت، والثالثة اختصت بأفراد من السفينة الحربية السويدية الملكية كرونان في القرن السابع عشر.
واستهدف الباحثون توثيق كيف أثرت الهجرات السابقة في مجموعة الجينات الاسكندنافية عبر الزمان والمكان لفهم التركيب الجيني الاسكندنافي الحالي على نحوٍ أفضل، ووجد الباحثون تبايناً إقليميّاً في توقيت وحجم تدفق الجينات من 3 مصادر، هي شرق البلطيق، والجزر البريطانية الأيرلندية، وجنوب أوروبا.
ويوضح الباحثون أن الأصل البريطاني الأيرلندي كان منتشراً في الدول الاسكندنافية من فترة الفايكنغ، في حين أن أصل شرق البلطيق تركز بشكل أكبر في جزيرة جوتلاند ووسط السويد، وأن المهاجرين القدامى أسهموا بشكل نسبي أقل، في تجمع الجينات الاسكندنافية الحديثة.
ويقول أنديرس جوثرستروم، أستاذ علم الآثار الجزيئية بجامعة ستوكهولم، وقائد فريق البحث: «هذه النتائج تُعْلمنا بما حدث في هذه المنطقة على مدى 2000 سنة الأخيرة، وتخبرنا عن متى وصل الناس ومن أين وماذا فعلوا، وتتيح لنا معرفة كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم».
كما أظهرت النتائج أن فترة الفايكنغ في الدول الاسكندنافية كانت فترة ديناميكية للغاية؛ إذ كان الناس يتنقلون ويفعلون العديد من الأشياء المختلفة التي جلبت الناس من مناطق مختلفة إلى الدول الاسكندنافية في أوقات مختلفة.
