نلمس ونعيش قوة المال

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

أن تمر علينا جميعاً لحظات أو أوقات من القلق والكآبة والخوف، هو أمر طبيعي، وبالتالي، هي حالة تتلبس بالجميع وفق الموقف الذي يمر به الإنسان، الحال نفسها في مشاعر أخرى، مثل خيبة الأمل، أو الحزن، عندما تسخر طاقتك لإنجاز عمل ما، أو تعزل نفسك للاستذكار والمراجعة، ثم لا تأتي النتائج وفق تطلعاتك، فإن هذه تسمى خيبة الأمل، والحال نفسها في مشاعر مثل الحزن، وهي حالة لا فكاك منها ولا عنها، قدرها أن تمر وتسير وتجري كالماء، والسؤال البديهي، الذي يمكن طرحه، أين ستكون السعادة، وسط كل هذه المشاعر المتسلسلة، من القلق والكآبة والخوف وخيبة الأمل والحزن؟ فضلاً عن هذا فإن السعادة تكون مضيقاً عليها- إذا صح التوصيف- مع تكالب هموم الحياة، ومع الجدية، والعمل المستمر، مع الضغوط المادية، والتطلعات والطموحات والرغبات، حتى الترفيه، وخلال لحظات الاستراحة والإجازة، نحتاج إلى المال الذي قد لا يتوفر لدى الكثير من الناس، وكما هو واضح فإن ما يحدث هو محاصرة السعادة والفرحة، بمتطلبات وشروط وحاجات، قد نقف عاجزين عن تحقيقها، وهو ما يعني أن الشعور بالسعادة لن يبقى، وكأنها عملية طردية، كلما تزايدت الهموم والحاجات والمتطلبات، وما يرافقها من جهد ذهني وجسدي ومادي، كلما تدنت مشاعر السعادة وانخفضت. لكن هل هذه هي السعادة؟ أو هل هي وفق هذا التوصيف، وربطها بالحاجات الحياتية؟ فإذا لم تكن الحال كما هي عليه وفق هذا التوصيف، كيف يمكن لإنسان، أن يكون سعيداً، وهو بحاجة للاطمئنان على مستقبله، أفهم تماماً عندما يقال بأن السعادة ليست في الماديات، لكن عندما يعاني أحدهم المرض، وتتعثر خطة العلاج، بسبب عدم توفر المال، فهل يمكن أن يكون سعيداً؟ سطوة المال قوية على حياتنا، وله تأثير بالغ على جودة حياتنا وسعادتها. ومع وضوح هذه السطوة، فإن البعض، لا يدير محفظته المالية بطريقة صحيحة، ولا يخفض سقف تطلعاته ورغباته وفق دخله المادي، بل لا يهتم بثقافته المالية، ولا ينمي قدراته ومعرفته في إدارة المال، مع أننا نرى ونلمس ونعيش سطوة وقوة هذا المال. الذي أريد الوصول له، أن الماديات، يمكن أن تساهم في قوة السعادة وحضورها، ولا يعني هذا أنه يجب عليك أن تكون ثرياً، بل أن تعرف كيف تتعامل مع هذه الماديات، وتخفض من ربط حياتك بها، وتهتم بصحتك النفسية، وتبتعد عن الشعور بالعجز أو الحاجة.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4m92n72a

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"