قدمت مجالس الضواحي في الدولة، مبادرات عدة لخدمة المجتمع، وفعّلت مجموعة من الأدوار الرئيسية، التي تحقق الاستقرار الأسري وتدعمه في عدد من المجالات، وخاصة بتخصيص تلك القاعات، لإقامة الأفراح للرجال، وتحويلها إلى مجالس لاستقبال التعازي أيضاً.
تلك اللفتة الاجتماعية تقلل على الأسرة كلف الأعراس، وتمنح الأسر الفرصة لإقامة حفلات أعراس الرجال في الضواحي ما يجعلهم يجتمعون في المنطقة، والاحتفال وسط الأهل والأصدقاء وبأقل الكلف.
نقترح أن يكون للنساء نصيب من تلك المجالس، بحيث يستطعن استخدام القاعات لإقامة حفلات الخطوبة أو الأعراس، أو حفلات التخرج وغيرها، خاصة أن ذلك لا يشكل عبئاً على إدارة مجالس الضواحي، بل يفعّل دورها للرجال والنساء، ولا يكون مقتصراً على الرجال فقط.
بقاء أبواب الضواحي مفتوحة أمام أبناء الحي من الرجال والنساء والشباب، سيكون له دور أكبر في تعزيز الهوية الوطنية، والحفاظ على عادات المجتمع وتقاليده، وتعزيز التلاحم بين أبناء المنطقة، وتعزيز فكرة التزاور والتراحم والتواصل، خاصة أن تلك العادات بدأت تتلاشى، ولم يعد الجار يزور جاره كما كان في السابق، ولم يعد أبناء المنطقة يعرفون شيئاً عن أحوال جيرانهم، إن لم تكن تربطهم صلة قرابة.
تفعيل دور مجالس الضواحي ضرورة، ولا تكون مقتصرة على تحويلها لمجالس للعزاء فقط، بل فرصة أن تكون منصة مهمة للأفراح والتواصل والتلاحم.
نقترح أن تتحول تلك المجالس إلى منصة تفاعلية تشاركية في الحيّ، وتستعيد أدوارها كما كانت في السابق، وأن تنظم فيها الفعاليات والمبادرات على مدار الشهر، عبر تنظيم نشاطات للأطفال والشباب والنساء والرجال ورواد الأعمال، وتقديم ورش تفاعلية تفيد الحاضرين، وتعيين مسؤول عن كل ضاحية من النساء والرجال، ليكون التواصل سهلاً ومنظماً.
وفتح المجال لأبناء الحي بإقامة الفعاليات التي تناسبهم، والحرص على التنوع الذي يضيف حيوية وروحاً إليها، ومثال على ذلك تنظيم فعالية عرض أزياء في المجلس بما يتناسب مع اهتمامات المرأة، أو تنظيم مزاد للأرقام بحسب اهتمامات الرجال، فضلاً عن فعاليات أخرى تناسب الأطفال من تنظيمهم وإداراتهم، وهذا يجعل المجالس أكثر قرباً من المجتمع، وتلبّي احتياجات الجمهور المختلفة، وتكون مفعّلة على مدار العام، وتكون أبوابها مفتوحة دائماً للجميع، لتحقق الهدف المرجوّ منها.
مجالس الضواحي لها دور عظيم في المجتمع، وأدوارها كانت وما زالت فعّالة، وتفعيلها بشكل تكاملي سيُسهم في تحقيق المزيد من الفائدة لأفراد «الفريج».
