عادي

الانتقال إلى نظام صرف أكثر مرونة.. ماذا يعني للجنيه المصري؟

00:04 صباحا
قراءة 3 دقائق

فقد الجنيه المصري أكثر من 13% من قيمته وهوى إلى مستويات قياسية جديدة عند نحو 32 جنيهاً مقابل الدولار الأمريكي، الأربعاء، مع انتقال البنك المركزي إلى نظام صرف أكثر مرونة بموجب شروط حزمة دعم مالي من صندوق النقد الدولي. وأثار انخفاض الجنيه، تكهنات بشأن حجم التراجع الذي قد تصل إليه العملة في نهاية المطاف، ويأمل بعض المحللين في عودة بعض المستثمرين الأجانب إلى السوق المصرية وأن يبدأ المصريون العاملون في الخارج إرسال مزيد من مدخراتهم إلى الوطن.

ولجأت مصر إلى صندوق النقد الدولي طلباً للمساعدة بعد أن أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى ارتفاع فواتير واردات القمح والزيت بينما وجهت ضربة للسياحة، وهي مصدر رئيسي للعملة الصعبة، من اثنتين من أكبر أسواقها: أوكرانيا وروسيا.

وأظهرت بيانات رفينيتيف، تراجع الجنيه إلى أدنى مستوى له عند 32.14 للدولار من نحو 27.6 عند بدء التداول، الأربعاء. وبلغت النسبة الإجمالية لانخفاض الجنيه 51 في المئة مقابل الدولار منذ مارس/آذار، مع حدوث انخفاضات حادة في بعض الأيام تليها حركة أكثر مرونة منذ الأسبوع الماضي.

واسترد الجنيه بعضاً مما فقده في وقت لاحق ووصل لنحو 29.6 مقابل الدولار.

وقالت مصر إنها ستتحول إلى سعر صرف «مرن بشكل دائم» عندما توصلت إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة دعم مالي بقيمة ثلاثة مليارات دولار في أكتوبر/تشرين الأول.

وفي تقرير مُقدم إلى صندوق النقد الدولي نشره الصندوق، الثلاثاء، قالت الحكومة المصرية إن البنك المركزي قد يتدخل أحياناً في أوقات التقلب المفرط في أسعار الصرف، لكن دون اللجوء لاستخدام الأصول الأجنبية الصافية للبنوك لتحقيق استقرار العملة.

وقال بعض المحللين إن من المؤشرات الرئيسية التي يجب البحث عنها مدى لجوء المستثمرين والأسر لاستخدام الدولار في شراء الجنيه المصري بمعدلاته المنخفضة الحالية، في إشارة إلى اعتقادهم بأن هبوط العملة ربما يكون قد وصل إلى أقصى حد.

  • توازن السوق

وقال فاروق سوسة من بنك جولدمان ساكس: «عندما يبدأ مستثمرو المحافظ في العودة، هذه هي اللحظة التي يكون فيها السوق قد أصدر حكمه (فيما يتعلق بحدوث) التوازن. لكن لا توجد طريقة مباشرة لمراقبة التوازن».

وبالمثل، سينخفض الطلب المحلي على الدولار بشكل كبير مع ارتفاع أسعار الواردات بالجنيه المصري.

وقالت مونيكا مالك، الخبيرة الاقتصادية في بنك أبوظبي التجاري، إنها لا تزال ترى المزيد من المخاطر على العملة بعد التراجع الأحدث.

وأضافت: «قد لا يكون هذا بحد ذاته كافياً لإعادة رأس المال الخاص إلى أن تظهر دلائل على تراجع التكدس المتراكم على طلب العملات الأجنبية، الأمر الذي يتطلب سيولة جديدة بالدولار الأمريكي. لا يوجد حالياً إمكانية لرؤية من أين ستأتي هذه السيولة».

الصورة

 

  • العقود الآجلة

وبلغت قيمة الجنيه المصري في العقود الآجلة غير القابل للتسليم، التي يستخدمها المصرفيون والمستثمرون لتوقع التحركات المحتملة للعملة على مدى يتراوح بين 3 و12 شهراً قادمة، بين 32.64 و35.4 جنيه للدولار، ما يشير إلى توقع مزيد من الضعف.

وبدأت البضائع في التكدس بالموانئ المصرية بعدما فرض البنك المركزي قيوداً على الواردات في فبراير/شباط. ورفع البنك تلك القيود الشهر الماضي وبدأ المستوردون في جمع الدولار للإفراج عن بضائعهم.

وقال مجلس الوزراء المصري في بيان، الأربعاء إن بضائع قيمتها 1.5 مليار دولار غادرت الموانئ في العشرة أيام الأولى من يناير/كانون الثاني لتبلغ القيمة الإجمالية للبضائع المفرج عنها منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول 8.5 مليار دولار.

وأظهرت بيانات صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الثلاثاء، أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية ارتفع في ديسمبر/كانون الأول إلى 21.3 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ أواخر 2017، متجاوزاً توقعات المحللين. (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wjv9jnju

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"