عادي

تقلص التنوع البيولوجي

21:41 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

على الرغم من الصلة المهمة بين تغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، يشير الباحثون إلى أنه لا تتوافر معلومات كافية عن العلاقة بينهما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأنه ثمة حاجة إلى صرف المزيد من التركيز إلى هذه المسألة، ولا تزال هناك فجوات معرفية كبيرة تتعلق بمحاولة التنوع البيولوجي التكيف مع تغيّر المناخ وكيفية تأثّره به، وهناك حاجة ماسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

وعلاوة على ذلك، يؤثر التنوع البيولوجي، الضروري للعمليات اللازمة لاستمرار الحياة على الأرض، في القدرة على مواجهة تغيّر المناخ، أو قابلية التأثّر به، كما يُسهم في التخفيف من آثاره والتكيّف معه، فعلى سبيل المثال، تعمل الأراضي الرطبة والغابات السليمة كمصارف للكربون تسحب ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، في حين تُسهم أشجار المانجروف السليمة في حماية السواحل من الفيضانات وهبوب العواصف.

وأفضل الحلول الطبيعية لمواجهة تغيّر المناخ تتمثل في الحفاظ على الأراضي الرطبة والغطاء الحرجي، فطالما أن هذه المناطق تتلقى حماية كافية سيُمكن التخفيف من آثار تغيّر المناخ بسهولة أكبر، وستزداد قدرة النظام الإيكولوجي على المواجهة.

وبالرغم من كونها المنطقة الأكثر جفافاً في العالم، تُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا موطناً لنظم إيكولوجية أرضية ونظم إيكولوجية لمياه عذبة وبحرية متنوعة، مثل الصحاري والسهوب والجبال والغابات ذات الأوراق العريضة والغابات الصنوبرية والأراضي الرطبة والشعاب المرجانية وأشجار المانجروف، وغيرها من النظم الإيكولوجية. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن التنوع البيولوجي الغني الموجود في هذه النظم الإيكولوجية يتعرض لضغط هائل ناجم عن الأنشطة البشرية، ويشمل ذلك فقدان الموائل بسبب الزراعة المكثفة والتوسع الحضري والتنمية الصناعية وبناء السدود والإفراط في استغلال الموارد المائية والنباتية والحيوانية والتلوث.

وأدى تغيّر المناخ إلى تفاقم جفاف الأراضي الرطبة في المغرب، إذ يعاني أكثر من 80% من الأراضي الرطبة في الأطلس المتوسط من الجفاف التام بسبب سوء استخدام المياه والإفراط في استغلالها لأغراض الزراعة المكثفة، وبينما تتمكن الطيور المهاجرة من البحث عن الماء والغذاء والمأوى في مكان آخر، ولا تتمكن من ذلك الأنواع التي لا تستطيع الطيران مثل ثعالب الماء وأسماك المياه العذبة، وتتقلص أعدادها.

وعلى صعيد آخر، في جنوب العراق، جفت الأهوار الشاسعة التي كانت تُعد في السابق واحدة من أهم مناطق انتشار الطيور المائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

(نيتشر)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yfpu97ek

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"