عادي
شارك في الأمسية سبعة شعراء عرب

قصائد تبدد ستائر الوهم وتحتفي بالحياة

00:37 صباحا
قراءة 4 دقائق
عبدالله العويس ومحمد القصير ومحمد البريكي يتوسطون شعراء الأمسية

الشارقة: «الخليج»

تتواصل فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته ال 19، حيث شهد قصر الثقافة، مساء الأربعاء، الأمسية الشعرية الثالثة بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، والعديد من الشعراء والفنانين والإعلاميين ومحبي الشعر.

شارك في الأمسية 7 شعراء عرب تلألأ بهم مسرح قصر الثقافة، وهم: روضة الحاج / السودان، وهزبر محمود / العراق، ود. طلال الجنيبي / الإمارات، وحوراء الهميلي / السعودية، ومولاي علي ولد الحسن / موريتاتيا، وحسام الشيخ / سلطنة عمان، ورابح فلاح من الجزائر.

قدم الشعراء وعرف بهم الشاعر السعودي مفرح الشقيقي.

استهلت الأمسية روضة الحاج وهي إعلامية وبرلمانية ووزيرة سابقة للإعلام والثقافة في السودان، وقد حصلت على وسام العلم والآداب والفنون، والعديد من الجوائر والأوسمة الرفيعة.

بدأت الحاج مشاركتها بقولها: «إلى الشارقة سلام لها وعليها وعلى سلطانها»، ثم أهدت قصائدها لروح الإعلامية والأديبة السودانية الراحلة نعمات حمود، فأثارت المشاعر بكلماتها وقافيتها الساحرة وصوتها الذي تردد صداه من بين أبيات قصائدها، وفي واحدة منها تقول:

يا موطني لو كان لي أن أرتديك عباءة/ ثوباً وملفحة وشالاً من ضياء/ لفعلت.

وفي قصيدة أخرى مشحونة بالعاطفة قالت:

لم تنقض العهد الوثيقَ

لم تفلت الكف التي اعتادت عليك

وإنما كفي تراخت وحدها

لما أحست أن قلبي مُثقلُ

حدس برق مثل الوميض

أسر لي فعرفت ماذا أفعلُ

وتابعت:

نقّل فؤادك حيث شئت من الهَوى

فالحب لي وأنا الحبيب الأول.

العراقي هزبر محمود الذي قدمه مفرح الشقيقي بكلمات تصف كيف انتصر الشعر بداخله على عمله كمهندس، قرأ قصيدة جاء فيها:

يا أم شعري فاطمئني

رغم كل تشابه

فالتاء في النساء مجرة

وبدوره أثرى د. طلال الجنيبي، الأمسية بجمال قصائده الشاعرية المحبة لوطنه والمعبرة عن طموحه وأحلامه وما يؤمن به من أخلاق نبيلة ورائعة، ومال الجنيبي إلى استحداث طريقة إلقاء شعرية موحية في قصيدته «ثمة من» أطلق عليها التوقيع الصوتي، وكأنه يشدو مغنياً بأبيات قصيدته، فقال:

أبديت ما لا كان يعلمه سوى

من باع خوف الخوف للآلام

من بات يحفظ عذر موت مراده

ليحيل جمر الفقد للإضرام

أما حوراء الهميلي، التي وصفها مقدم الأمسية بقوله: «هي قادمة من الإحساء في نجد، وهي أرض الشعر والشعراء، وكأن الأرض هناك تنبت القصائد».. فشاركت بعدة قصائد بينها «لحظة ضوئية» وجاء فيها:

لي أن أحبك حد اليأس والأمل

حتى أخلد هذا الحب للأزل

فندت كل افتراض لا يليق به

ما كان محتملاً أو غير محتمل.

مولاي علي ولد الحسن الذي يقف للمرة الأولى على منصة مهرجان الشارقة للشعر العربي، وهو حاصل على المركز الثاني في مسابقة «سدنة الحروف» الأدبية في موريتانيا عام 2019، قدم عدداً من القصائد التي نالت استحسان جمهور الأمسية قال في إحداها:

على شارع أوما لي الشعر واكتفى

فقلت لعل الأفق لكنه اختفى

صديقي كيف الدرب صوب قصيدة

تشف عن المعنى الذي قد تكثفا.

ومن ولاية صلالة العمانية كان للشاب حسام الشيخ والذي حاز عدة جوائز شعرية مشاركة تفاعل معها جمهور الأمسية، وقال في قصيدة «وأما الجدار»:

هل كنت صوتاً من الغيب البعيد أتى

لما تلفت لكن لم أجد جهة

مررت بالحقل كان السور مهترئا

بجانبيه وكان الجوع قد نبتا

ثم استقبلت الأمسية الجزائري رابح فلاح الذي فاز بالعديد من الجوائز الشعرية، وقد وصل إلى نصف نهائي «جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم» و«جائزة محمود درويش العالمية للشعر الحر» في الأردن عام 2015. يقول رابح فلاح في قصيدته عشق:

للعاشقين بباب الله متسع

إن ضاق بالروح جسم ثم يتسع

للعاشقين سماء ما لها أفق

إلا سماء تغطيهم فترتفع

في نهاية الأمسية، قام عبدالله العويس، ومحمد القصير، بتكريم الشعراء المشاركين في الأمسية الأولى والثانية، كما تم تكريم النقاد المشاركين في فعاليات المهرجان.

«الشعر بين التعبير والتأثير»

ضمن فعاليات المهرجان، شهد بيت الشعر ندوة فكريّة تحت عنوان «الشّعر بين التّعبير والتّأثير»، بحضور عدد كبير من الشعراء والمثقفين والأدباء.

جاءت النّدوة في جلستين علميّتين تخلّلتهما ست مداخلات شارك فيها نقّاد ومحاضرون من مصر والمغرب والأردن والسّعوديّة والعراق. أدارت الجلسة الأولى النّاقدة التّونسيّة لامعة العقربي، فيما أدار الدّكتور محمود الضّبع فعاليات الجلسة الثّانية.

شارك في الجلسة الأولى ثلاثة نقاد، هم: د. محمد أبو شوارب (مصر)، ود. محمد الديباجي (المغرب)، ود. سالم الدهام (الأردن)، وفي الجلسة الثانية شارك: د. ريم الفواز (السعودية)، ود. سعد التميمي (العراق)، ود. صباح الدبي (المغرب)..

وتطرّقت المداخلات في مجملها إلى فكرة التّواصل الجماليّ مع التحوّلات الجديدة في المجتمعات، وسط تفاعل جمهور الشّعر العريق.

حسن الزهراني يوقع ديوانه «سرنمة»

الصورة

وقع الشاعر السعودي حسن الزهراني ديوانه «سرنمة» الحائز جائزة الشارقة للشعر العربي 2023 ضمن «مهرجان الشارقة للشعر العربي» في دورته ال 19، وذلك في حفل أقيم بقصر الثقافة بالشارقة، حضره جمهور من المشاركين في المهرجان من النقاد والباحثين والشعراء.

وجسد العمل الأدبي فلسفة الشاعر في بناء قصائده التي تتميز بأسلوبها المحكم في الصياغة التعبيرية، رغم تباينها في خطابها ودرجات تأويلها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5e36bh9n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"