عادي
خلال مؤتمر الطاقة العالمي

وزيرا الطاقة الإماراتي والقطري: الغاز ضروري لفترة طويلة

17:11 مساء
قراءة 5 دقائق
المزروعي والكعبي

أبوظبي: عدنان نجم

قال المهندس سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، إن الدورة السابعة من منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي تعقد في سنة هامة تشهد استضافة الدولة فعاليات كوب 28. وأضاف: لقد ارتأينا أن نتحدث عن الاستثمارات في قطاع الغاز خلال منتدى الطاقة العالمي، كونه مهماً جداً للوصول إلى الحياد الكربوني، والاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة، خاصة في منطقتنا التي تتمتع بالطاقة الشمسية.

وأضاف: لقد تشرفنا بحضور سعد الكعبي، وزير الطاقة القطري، الذي تحدث عن خططهم في قطر كأحد أهم المنتجين العالميين للغاز المسال، ورأينا أن هناك ثغرة في عدم الاستثمار الكافي في الموارد، وكنا نتحدث عن هذا الأمر في مجال النفط واليوم نراه في مجال الغاز، ونتمنى في هذا العام والأعوام المقبلة أن نشهد اتزاناً في أسعار الغاز لأنها وصلت إلى مستويات خيالية وأثرت على اقتصاديات الكثير من الدول، ونأمل أن نرى توازناً في الأسعار، ولن يأتي هذا التوازن بدون استثمارات جديدة.

وأكد المزروعي أنه مع القرارات التي تسمح بتحقيق التوازن في الأسواق وتلبي الطلب العالمي، معرباً عن أمله في أن تهدأ الأوضاع الجيوسياسية العالمية التي تؤثر على قطاع الطاقة، وأن يكون لها نهاية هذا العام.

لفت سهيل المزروعي إلى أن دولة الإمارات ماضية في تعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقة، الأمر الذي ساهم في الإعلان عن نية الدولة رفع حجم إنتاجها إلى 5 ملايين برميل يومياً في العام 2027، حيث إن هناك تحديات مستقبلية. وذكر أن الإمارات سباقة في وضع الخطط والاستثمار في قطاع الطاقة ولتكون لاعباً رئيسياً عالمياً في هذا القطاع والتمكن من مواجهة أي تطورات. 

 وأوضح أن الارتفاع الكبير الذي حدث في أسعار الغاز عالمياً قد سرّع نحو استخدام الطاقات المتجددة التي تحتاج بدورها إلى استثمار، مشيراً إلى أن التحول نحو السيارات الكهربائية سيحتاج إلى بعض الوقت، كون هذه السيارات تحتاج إلى الطاقة، مشيراً إلى وجود طلب مرتفع على الكهرباء ما يتطلب البحث عن مصادر لتلبية هذا الطلب.

 وتدارك بالقول: نحتاج إلى زيادة الاستثمار والعمل بالطاقة المتجددة والنظيفة، لكن لا يعني ذلك تقليل الاعتماد على الطاقة الأحفورية أو التقليدية. واختتم بالقول: يقلقني تغير الأسعار، ويعتقد البعض أنه يجب وجود ثبات فيها، ونأمل أن تنتهي الحرب سريعاً ويعم الاستقرار.

وقال سعد الكعبي، وزير الطاقة القطري، خلال مؤتمر الطاقة العالمي في أبوظبي، «إن الشتاء المعتدل في أوروبا أدى إلى انخفاض الأسعار، لكن هذا التقلب سيستمر لبعض الوقت نظراً لعدم تدفق الكثير من الغاز إلى السوق حتى عام 2025». وأضاف «المهم هو ماذا سيحدث عندما يريدون (أوروبا) تجديد مخزوناتهم في هذا العام الجديد والعام المقبل»، مضيفاً أن منتجي الطاقة قلقون إزاء تضرر الطلب.

 وقال الكعبي، بعد ذلك للصحفيين، إن قطر التي تعمل على زيادة إنتاجها من الغاز لديها كميات محدودة توجهها إلى أوروبا لن تحولها بعيداً «لكن هناك حدوداً لما يمكننا فعله». كما أضاف الوزير القطري أنه يعتقد أن الغاز الروسي سيعود في نهاية المطاف إلى أوروبا.

 وخلال المؤتمر نفسه، أيد سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي تصريحات الكعبي، وقال «لفترة طويلة جداً سيظل الغاز موجوداً»، وأشار إلى أنه على الرغم من تدشين المزيد من الطاقة المتجددة فإن هناك حاجة لمزيد من الاستثمار في الغاز كمصدر لتلبية الحد الأدنى من الطلب.

 وقال المزروعي «على العالم كله أن يفكر في الموارد وكيفية تمكين الشركات من إنتاج المزيد من الغاز لجعله متاحاً وبأسعار معقولة». وأضاف أنه من غير المنصف بالنسبة للبعض في الغرب القول، في إطار الضغط من أجل الطاقة الخضراء، إنه لا ينبغي للبلدان الإفريقية أن تنقب عن النفط والغاز وسط أهمية ذلك لاقتصاداتها وحاجة العالم للمزيد من الإمدادات.

 وأشار إلى أن الاستراتيجية «غير الواضحة» للعديد من الدول جعلت من الصعب عليها الالتزام بعقود غاز طويلة الأجل تصعب بدورها على شركات الطاقة تأمين التمويل للاستثمار في تطوير الطاقة الإنتاجية.

 ومع احتدام المنافسة على الغاز الطبيعي المسال، أبرمت ألمانيا العام الماضي صفقة مدتها 15 عاماً للحصول على إمدادات من شركة قطر غاز اعتباراً من عام 2026، وهي الأولى من نوعها إلى أوروبا من مشروع توسعة حقل الشمال القطري. ووقعت شركة قطر للطاقة صفقة مدتها 27 عاماً لتوجيه إمدادات لشركة سينوبك الصينية.

 وقال الكعبي، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، «إن المفاوضات جارية مع العديد من الأطراف حول العالم، وهناك الكثير من المشترين الأوروبيين والآسيويين، وهناك احتمالية أنه بحلول نهاية العام، سيتم بيع إنتاج التوسعة القطرية بالكامل».

 وتتضمن خطة توسعة حقل الشمال القطري المكونة من مرحلتين ستة خطوط لإنتاج الغاز الطبيعي المسال ستزيد من قدرتها على التسييل من 77 مليون طن سنويا إلى 126 مليون طن بحلول عام 2027. 

تلبية الطلب

 من جهته، قال سعد الكعبي، وزير الطاقة القطري: إن الطلب كان كبيراً على استيراد الغاز المسال قبل وقوع الحرب الأوكرانية الروسية، ويوجد الآن طلب مرتفع على الغاز مع اهتمام بتلبية الطلب على الطاقة من مصادر أخرى منها المصادر المتجددة، حيث حدثت تحولات كبيرة عقب الحرب لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة خاصة في أوروبا خلال فصل الشتاء.

 وأضاف: إن الحرب القائمة لن تستمر طويلاً، وعقبها سنشهد تعاوناً في مجال الطاقة مع حدوث استقرار في أسعار النفط والغاز في المستقبل.

الطاقة النظيفة

 بدوره، قال فريدريك كيمب، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الأطلسي: لقد بدأت الجائحة بالتلاشي، وبدأنا نعود مرة أخرى إلى أبوظبي لتنظيم هذه الدورة من المنتدى، ولقد أصبحت أبوظبي مركزاً لاستضافة الأنشطة والفعاليات المتعددة.

 وأضاف كيمب: لقد شهدنا مؤخراً تغيراً كبيراً في الأحداث، واهتماماً بالطاقة، وان ما حدث في الحرب الروسية الأوكرانية كان له تأثير على الطاقة وانتقالها، ونسعى إلى حل هذه المشكلات كوننا نمر بمحنة، ونحاول أن نحقق التوازن وتأمين الطاقة.

 من جهة اخرى أكد سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن دولة الإمارات تعمل وفق منظور شامل يستهدف تعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك مع مختلف دول العالم، بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة، وتنفيذ العديد من المشاريع الرائدة عالمياً في مجال الطاقة، وتعزيز دورها كمزود مسؤول للطاقة المستدامة.

 وقال المزروعي، خلال مشاركته في الجلسة الرئيسية لمنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي الذي تستضيفه أبوظبي وحملت عنوان «نقطة انعطاف الطاقة: إمدادات موثوقة في وقت الأزمات»: «إن الإمارات حريصة على العمل مع شركائها حول العالم تحت مظلة المنظمات الدولية، بهدف تسريع تحول الطاقة ووصولها إلى الأسواق العالمية بمرونة أكبر بعيداً عن المتغيرات الجيوسياسية، وإن المرحلة الحالية والمقبلة تتطلب تكثيف جهود حكومات العالم لتطوير الخطط والاستراتيجيات المستقبلية لتسريع التحول العالمي في قطاع الطاقة، وزيادة التركيز على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة لاسيما الغاز المسال».

 وبحث سهيل بن محمد المزروعي، مع فيرجيل بوبيسكو بود، وزير الطاقة الروماني والوفد المرافق تعزيز أطر التعاون المشترك في مجالات الطاقة والعمل المناخي. جاء ذلك خلال استقبال الوفد الروماني في مقر الوزارة بأبوظبي، وذلك على هامش أعمال منتدى الطاقة العالمي الذي تستضيفه إمارة أبوظبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/6yxuhrc2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"