عادي
في زيارة ترسخ الشراكة بين البلدين

الرئيس الكوري الجنوبي يصل إلى أبوظبـي اليـوم

00:04 صباحا
قراءة 5 دقائق

تمثل الزيارة المرتقبة ليون سوك يول رئيس جمهورية كوريا الجنوبية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم السبت، والتي يلتقي خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، محطة بارزة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين اللذين تربطهما شراكة استراتيجية راسخة أسهمت في دفع مسيرة التنمية المستدامة وتحقيق مزيد من الازدهار والتقدم والتطور لكلا البلدين. 
وأكدت وكالة الأنباء الكورية «يونهاب» على لسان مستشار الأمن الوطني في المكتب الرئاسي كيم سونغ - هان أن اختيار الإمارات كأول محطة للرحلة الخارجية هذا العام، يعكس نية الرئيس الكوري الجنوبي القوية لتركيز الجهود الدبلوماسية على التنشيط الاقتصادي وتوسيع الصادرات، والسعي لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع الإمارات بشكل كبير في المجالات الأربعة الرئيسية، وهي الطاقة والاستثمار والدفاع والطاقة النووية. 
وأكدت الوكالة أن الوفد سيضم مسؤولي 100 شركة كورية على رأسهم رؤساء مجموعات الأعمال الرئيسية في كوريا الجنوبية.. فيما ستركز المباحثات على مجالات الطاقة النووية، وتغير المناخ، والفضاء، والصحة، والزراعة الذكية، والقطاع الثقافي.. بينما كشف الاتحاد الكوري للشركات الصغيرة والمتوسطة (KBIZ) عن نيته دعم ما يقرب من 170 شركة للمشاركة في 8 معارض تستضيفها الإمارات خلال العام الجاري. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة لأنها تأتي في إطار الحرص المشترك على تطوير العلاقات الثنائية التي بدأت رسمياً منذ عام 1980 وإعطائها قوة دفع جديدة لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين. 
وتشهد العلاقات بين البلدين تطوراً ونمواً مستمراً بفضل دعم وحرص قيادة الدولتين على توثيق أواصر التعاون في المجالات كافة، حيث ترتكز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدولتين على الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي الدولتين للارتقاء بمسار العلاقات في جميع المجالات، وتوافق الرؤى إزاء مجمل القضايا الإقليمية أو الدولية، والإدراك التام لطبيعة المصالح المشتركة. 
ويمثل مشروع «براكة» للطاقة النووية السلمية نموذجاً متميزاً للتعاون التنموي بين البلدين الصديقين، ليس فقط من حيث قيمته المادية، بل أيضاً لأنه أول مشروع بناء محطات للطاقة النووية خارج كوريا الجنوبية، ويعد المشروع أول المحطات النووية السلمية في العالم العربي، حيث تمكنت كوريا الجنوبية من الحصول على عقد بناء المشروع بفضل الثقة العميقة بين البلدين. وعلى المستوى الاقتصادي تترجم المشروعات العملاقة في قطاعات الطاقة والابتكار والتكنولوجيا والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطب والتعليم والرعاية الصحية حجم الشراكة الواعدة التي تربط البلدين، فيما تعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية، وثاني مستورد من كوريا في منطقة الشرق الأوسط، ويمثل سوق دولة الإمارات منذ عام 2018 الوجهة الأكبر عالمياً لشركات البناء الكورية، وكذلك أكبر مستورد للسلع الكورية في الشرق الأوسط. وحقق التعاون في المجال الصحي بين الإمارات وكوريا الجنوبية نقلة نوعية ترجمتها العديد من مذكرات التفاهم والتعاون الموقعة بين البلدين في مجالات تبادل الخبرات في التعليم وبرامج التقييم والترخيص الطبي والتعرف إلى المنظومة الطبية الرائدة في كلا البلدين، بالإضافة لإدارة المستشفيات في الدولة، وعلاج المرضى وتبادل الخبرات.
 ويتلقى ما يزيد على 3500 مريض إماراتي العلاج سنوياً في كوريا الجنوبية في مختلف العلاجات الطبية منها علاج السرطانات، وزرع الأعضاء التي تشمل زرع الكلى والكبد والبنكرياس والقلب والرئة والقرنية، وعلاج العظام وأمراض القلب، وذلك في أرقى عشرة مستشفيات بكوريا الجنوبية، منها مستشفى سانت ماري بسيؤول، مستشفى جامعة سيؤول الوطنية، مركز سامسونغ الطبي وغيرها من المستشفيات الرائدة في مختلف العلاجات. 
وفي يناير الماضي وقّعت دائرة الصحة أبوظبي، مذكرة تفاهم مع مركز أبوظبي للصحة العامة بالمعهد الكوري، لتطوير القطاع الصحي، وتعزيز التعاون في مجال لوجستيات وصناعات علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية بما في ذلك بحث فرص التعاون لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز لوجستي لتصدير منتجات علوم الحياة والصيدلة والرعاية الصحية من كوريا الجنوبية ودعم التطوير والاستثمار في شركات علوم الحياة في دولة الإمارات.
وتشهد العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية تطوراً نوعياً في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية بفضل حرص القيادة في البلدين على دعمها وتطويرها وتحقيق الشراكة الكاملة خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
وفي دلالة على عمق العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل والتوافق في العديد من القضايا، احتفت دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية في 2020 بمرور 40 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي تعود لعام 1980 الذي شهد تدشين سفارة جمهورية كوريا الجنوبية في أبوظبي.
ومنذ ذلك التاريخ، ظلت العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تطوراً ملحوظاً، حيث تم ترفيع هذه العلاقات إلى «شراكة استراتيجية» في العام 2009، ثم إلى «شراكة استراتيجية خاصة» في عام 2018.
زيارات متبادلة 
لعبت الزيارات المتبادلة المتعددة التي تمت على مستوى القادة والمسؤولين رفيعي المستوى بين الجانبين دوراً مهماً في توطيد وتقوية العلاقات، وتبادلاً واسعاً للزيارات بين كبار المسؤولين، في إطار سعي البلدين إلى تطوير العلاقات وتعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتعاون العلمي والتقني بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية.
وكان أبرز الزيارات وأهمها على مستوى القادة الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في يونيو 2006م، ومايو 2010م، ومارس 2012م، وفبراير 2014م، وفبراير 2019م.
أما من الجانب الكوري، فتمثلت أبرز زيارات القادة في زيارة الرئيس الأسبق «روه مو هيون» في مايو 2006م، وزيارات الرئيس الأسبق «لي ميونغ باك» في ديسمبر 2009م ومارس 2011م وفبراير 2012م ونوفمبر 2012م، وزيارات الرئيسة الكورية السابقة «بارك كون هيه» في مايو 2014م ومارس 2015م، وزيارة الرئيس السابق «مون جيه إن» في مارس 2018م.
وعلى مستوى الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى، تمت العديد من الزيارات وآخرها الزيارة الرسمية التي قام بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى سيؤول في يوليو 2020م.
براكة
وركّزت الشراكات بين دولة الإمارات وجمهوية كوريا الجنوبية خلال السنوات الأخيرة على قطاعات استراتيجية مهمة شملت الهيدروكربونات والطاقة المتجددة والطاقة النووية والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، كما شملت مشاريع استراتيجية مثل مشروع «براكة» للطاقة النووية السلمية في أبوظبي، الذي يمثل نموذجاً متميزاً للتعاون التنموي بين البلدين الصديقين، ليس فقط من حيث قيمته المادية، بل أيضاً لأنه أول مشروع بناء محطات للطاقة النووية خارج كوريا الجنوبية، ويعد المشروع أول المحطات النووية السلمية في العالم العربي.
بلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية من 2012 إلى 2021 أكثر من 284 مليار درهم، توزعت بين 254.8 مليار درهم قيمة الواردات الكورية إلى الدولة، ونحو 20.5 مليار درهم قيمة الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى كوريا، ونحو 9 مليارات درهم قيمة إعادة التصدير، بحسب تقرير بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
 وأظهر تقرير «التنافسية والإحصاء» أن الشهور التسعة الأولى من عام 2022 سجلت نمواً في التبادل التجاري بين الإمارات وكوريا الجنوبية بلغ 19%، ليصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين من يناير إلى سبتمبر 2022 إلى 14.6 مليار درهم، مقابل 12.2 مليار درهم للفترة المماثلة من عام 2021.
وتصدرت السيارات وأجهزة الهاتف والشبكات الخلوية، وأجهزة إرسال واستقبال الصوت والصورة، ومراجل توليد البخار المائي، قائمة أبرز سلع الواردات الكورية إلى الإمارات، بينما تصدّر الذهب (مطلي بالبلاتين، وخام، ونصف مشغول، ومسحوق) قائمة الصادرات الوطنية إلى كوريا الجنوبية، إضافة إلى الألمنيوم غير المشغول (خام)، وفضلات وخردة الألمنيوم، وفضلات الخلايا المولدة (بطاريات)، وآلات وأجهزة تكييف الهواء. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y54zet34

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"