في عالم اليوم، حيث التطورات النوعية والكمية، يغلب على تصوراتنا ومواقفنا القلق والخوف من المجهول، وسهولة وصف الواقع وإشكالياته بلورة ملامح الحل والمعالجة.
فلهذا من الضروري، أن يتسلّح الإنسان بوعي عميق ورؤية بعيدة المدى، حتى يتسنّى له تبديد الغبش، واختراق الركام الذي يحول دون صفاء الرؤية واستقرار التصورات.
لذا، ونحن مع فصل دراسي جديد، فإن للقراءة الخارجية دوراً كبيراً في صياغة عقلية الطالب، جنباً إلى جنب مع المناهج التعليمية التي يلتزم بها طوال مراحله الدراسية، وعليه فإن تفعيل القراءة الخارجية، برفد المناهج التعليمية بكتبٍ أخرى في المجال نفسه، ضرورة ملحّة، كأن تكون هناك كتبٌ يختارها متخصّصون من ذوي الشهادات العليا، كل حسب مجاله، وتكون هذه الكتب في متناول الجميع.. ويمكن الاطّلاع عليها في المكتبات العامة، ومكتبات المدارس، والمعاهد، والجامعات، فضلاً عن ذلك يمكن اقتناؤها من المكتبات التجارية بطبعات تدعمها المؤسسة التعليمية، بحيث يُتاح لجميع الطلاب شراؤها. على أن يكلّف الطلاب قراءتها والاطلاع عليها، ويمكن تحديد فصول معينة منها لكتابة ملخصات عنها.
ويمكن أن تكون القراءة الخارجية بهذه الصورة بعد الابتدائية، حيث إن هذه المرحلة تتدخل فيها أهمية قراءة كتب الأطفال الأدبية والعلمية التي أعِدَّت خصيصاً لهم.
ويمكن أن يكون تفعيل القراءة الخارجية من بداية المرحلة المتوسطة والثانوية، لأن هاتين المرحلتين هما اللتان ستهيئان الطالب لدخول الجامعة، لاختيار التخصص الذي سيدرسه، فيتعلم من المرحلة المتوسطة، والمرحلة الثانوية، كيف يبحث في الكتب الخارجية عن العلم الذي يدرسه، ويكون قد حصل على تجربة في هذا المضمار لمدة ست سنوات متواصلة. كما أن هذه الطريقة ستعلم الطالب كيف يرتاد المكتبات، ويقرأ كتباً أخرى غير المناهج المقررة، فضلاً عن أن هذه الطريقة ستعلمه كيف يتعلم من الأكاديميين وهو لا يزال في المرحلة المتوسطة والثانوية.
تفعيل القراءة الخارجية للطالب، واعتمادها نشاطاً له درجات ضمن المناهج الدراسية الرسمية، سوف يعلم الطلاب البحث في الكتب والمصادر والمراجع العلمية، ولكن بصورة تتناسب ومستوياتهم الدراسية.
مع تثميننا لمحتويات مناهج مدارس دولتنا، فإن رفدها بمطالعات خارجية، يعمّق هذه المناهج، ويزيد إكساب الطلاب المعارف الضرورية.
