المعلومات.. ومهارة البحث

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

نعيش في خضم هائل، وأمواج متتالية، لا تتوقف من المعلومات، على اختلاف أنواعها وأحجامها، وفي عمقها المفيد وغير المفيد، والصالح والطالح، وفي أحيان كثيرة، لا نطلب أو لا نستدعي تلك المعلومات، لكنها مع هذا تصل إلينا، وتظهر بتلقائية وهدوء، وقد لا نحتاج إليها ولا نستفيد منها، ومع هذا يتواصل الزخم.

مواقع التواصل الاجتماعي، على اختلافها، واحدة من مصادر تلك المعلومات التي تعطيك معارف وصوراً وأفلاماً وكلمات، قد تكون بعيدة تماماً عن توجهك، وعن رغبتك، وعلى هاتفك الجوال، الذي يحمل عشرات التطبيقات، هناك سيل آخر من المعلومات، التي قد لا تتناسب مع ذوقك ولا هواياتك ولا رؤيتك وأولوياتك، والحال نفسها، على منصات الأفلام والمسلسلات، التي تعطيك مئات المقترحات لأفلام أو لبرامج بعيدة تماماً عن رغبتك، أو لا تتناسب مع ذوقك، ومع هذا تكون ماثلة بقوة أمامك. كل مفصل من مفاصل حياتنا الحديثة، فيه جانب مهول من المعلومات. مثال أو حالة قد تكون مرت بمعظمنا، وقد توضح الجانب الذي أريد الوصول له، وهي تطبيقات ومنصات مشاهدة الأفلام على تنوعها، حيث تجد فيها آلافاً من الأفلام والمسلسلات، ومع هذا تتعب حتى تجد فيلماً مناسباً لميولك ورغباتك، ومع أنه يتم وضع نوع الفيلم، ودرجة الإعجاب، وقد تكون مرتفعة، لكنك مع هذا تجده مملاً، ولا تجد بين هذا الكم الهائل من الخيارات، رغبتك إلا بشق الأنفس، ويمكنك أن تضع هذه الحالة كمثال على باقي المجالات، من المعلومات التي نتلقاها على شبكة الإنترنت بصفة عامة، ومن التطبيقات المتنوعة والكثيرة، التي تتزاحم على هواتفنا الجوالة.

والحقيقة تقول: إن المعلومات باتت متوافرة وموجودة وبين أيدينا، لكن كثافتها وتسارعها، تجعل الذي نريده ونحتاج إليه تحديداً عملية صعبة، بل تجعلنا كمن يبحث عن أبره في القش كما يقال، وبالتالي فإن المعلومات وتناميها وتوافرها الكثيف، سبب معضلة إيجاد ما نحتاج إليه، فقد غطى الكم الهائل من الغث على المفيد، فالذي نتلقاه من معلومات ليست بالضرورة، جميعها مفيدة وإيجابية.

من هنا تظهر أهمية المهارة عند البحث عن المعلومات، مهارة الاختيار، وتعلم كيفية الحجب وإيقاف هذا السيل، والحد من انهماره عليك، علينا جميعاً تعلم مهارة إدارة المعلومات على شبكة الإنترنت، وفي هواتفنا الجوالة، وهي مهارة حيوية ومهمة، لأنها قد تسهم في إبراز المعلومات الأكثر إلحاحاً وحيوية، وتلك المعلومات التي نحتاج إليها.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4fwhcnpt

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"