عادي
أمسية جديدة لستة مشاركين في «الشارقة الشعري»

نصوص إبداعية محتشدة بالصور والدلالات

00:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
عبدالله العويس ومحمد القصير ومحمد البريكي بين شعراء المهرجان

الشارقة - الخليج

ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي، استضاف قصر الثقافة في الشارقة مساء أمس الأول الخميس، ستة شعراء عرب واصلوا احتفالهم بألق القصيدة العربية وتوهجها بحضور عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر، وجمع من المثقفين والأدباء ومحبي الكلمة.

الشعراء المشاركون هم: خالد الحسن «العراق»، وآلاء القطراوي «فلسطين»، وأحمد اليمني «السودان»، ولؤي أحمد «الأردن»، وأبو فراس مبروك، «المغرب»، وعلاء جانب «مصر»، وأدار الأمسية د. أحمد الحريشي.

تبارى الشعراء في تقديم نصوص شعرية حلقت في عوالم الجمال والسحر، وتناولت موضوعات شتى واحتشدت بمفردات الشوق والحنين، ومالت بعض النصوص إلى الغوص في التجربة الروحية للنفس البشرية عبر طوافها في معاني الوجود، فحضرت الذات، كما حضر الهم الجمعي على مساحة الأوطان والأمكنة لتلامس تجربة حية عامرة بالصور والدلالات.

نصوص إيقاعية

بدأ الأمسية خالد الحسن بباقة متنوعة من النصوص الإيقاعية، تجلت فيها مقدرة فائقة على صناعة صور تحتشد بالمشهديات والذكريات، استهلها بقوله:

أمامك الآن موال وأغنية / ورأس طفل إلى عينيك يلتفت.

وبرزت في نصوص الحسن أطياف شتى صاغها بدفق شعوري بديع يخاطب الوجدان، وروح متأملة تنقب عن المعنى، وهو يقول:

من بعد ما حملته الشك والمعنى

جاءت سماءً سماءً تجرح اللحن

كنت تقص شريط العمر تفتحه

على احتمالات خصر أوجه الغصن.

وخالد الحسن، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وشارك في عدة مهرجانات شعرية وثقافية، وحصل على العديد من الجوائز، وله إصدارات شعرية مثل: «ملامح الظل الهارب»، و«حطاب المواعيد».

الشاعرة آلاء القطراوي، نثرت هي الأخرى عطرية أنثوية خاصة بأريج تغلغل في نصوصها التي حفلت بلغة باذخة وألق إبداعي، ومفردات تحمل عبقاً شعرياً وحساً جمالياً مختلفاً بمضامين ذات إشراق روحي، ينهل من التراث الإسلامي، ويتجلى ذلك في نصها الذي تقول فيه:

نسبي شريف وامتدادي نور / واسمي من القرآن فيه حضور.

وفي نص آخر، تغزل الشاعرة نسيجاً من خيوط الحب يحمل معاني لأحلام الذات في سبيل المحبوب وتحمل آلام الهوى.

وآلاء القطراوي، شاعرة وإعلامية، حاصلة على الدكتوراه في الأدب والنقد في اللغة العربية، كما حصلت على عدة جوائز شعرية، ولها العديد من المجموعات الشعرية.

شمس شتائية

أما الشاعر لؤي أحمد، فقدم بدوره باقة من النصوص ذات الإيقاع الموسيقي بلغة ساحرة، وهو مبدع يوشي قصيدته بمواقف فكرية، وإشراقات جمالية، كما هو في قصيدته «إلى شمس شتائية»، وفيها يتلفت الشاعر إلى عمان العاصمة الأردنية التي عاش فيها ويقول:

يأتي الشتاء فلا شمس تكاد ترى / شمس الشتاء تحب الصحو لا المطر / يأتي الشتاء فتجتاحين أخيلتي / بذكريات غدت في لحظة عمر.

وفي نص آخر يسافر لؤي بالحاضرين إلى عوالم بعيدة حالمة، فيقول:

بحر وإيقاع وقافية أنيقة هي

فتنة المهجور من لغتي العتيقة

بيضاء في عيني القصيدة إن تكن فيها

النوافذ لا تطل على حديقة

ولؤي هو شاعر وإعلامي، فاز بالعديد من الجوائز الشعرية، وله دواوين «ناقف الحنظل»، و«تولى إلى الظل»، وكذلك له عدد من الإصدارات الأدبية والنقدية.

جزالة اللغة

وكانت خاتمة القراءات مع الشاعر المصري علاء جانب، الذي قرأ عدة قصائد تؤكد جزالة لغته، ويقول في واحدة تفوح بأريج روحاني:

يُغاديني الهوى صحوًا فأبكي

وسلمى في الهدوء وفي السكينة

وقالوا: عاشقٌ يهذي بسلمى

فقلت: نعم. وسلمايَ المدينة

ثراها ضمّ خير الخلق طُرّاً

وفيها أظهر الرحمن دينه

وفي نص آخر، يعود الشاعر إلى مراتع الطفولة الأولى وسحرها الذي يلتصق بالذكريات، ويقول:

مطّري يا مطرة / خالعي أثوابنا / كنا نغني / نحن أطفال جنوبيون تغرينا السماء / عندما تفرح بالرقص البدائي / فتعطينا رغيفاً من ضياء / مطري.

ويعد علاء جانب من أبرز الشعراء المصريين في الوقت الراهن. صدر له مجموعة من الدواوين منها «متورط في الياسمين».

وفي ختام الأمسية قام كل من عبدالله العويس، ومحمد القصير بتكريم الشعراء المشاركين.

بوصلة الريح

اختار الشاعر أحمد اليمني، أن يعزف على أوتار قصائده أعذب ألحان الشعر، بمجموعة من النصوص التي حلقت في عوالم إبداعية مضيئة، بحس شعري شفيف ينطلق من ذات الشاعر صوب قلوب الحاضرين، كما هي حال نصه الذي استهل به باقة أشعاره، ويقول فيه:

عندي جناحان عندك الأفق

وعندي الليل وعندك الشفق

فيما تسمى الرياح بوصلة

لم يختبرني في حبرك الورق.

وفي نص آخر بعنوان: «سيرة غير ذاتية»، نلمس تلك الأحاسيس المرهفة، حيث يقول:

لأنني اثنان في أدنى احتمالاتي / أحن إلى الآخر المخفي من ذاتي.

والشاعر اليمني، حاز عدة جوائز، وله مجموعة شعرية بعنوان: «معارج الانتظار».

بدوره يمتلك أبو فراس بروك، قدرة خاصة على رسم الدهشة على الحضور، عبر نصوص إبداعية تصنع المفارقة والدهشة محتشدة بالحب ومفردات الشوق والحنين، ويقول:

مزاجي الطباع ونرجسي

وأدري أنني صعب المراس

أغار عليك من عين البرايا

ومن أهلي ومن صحبي وناسي.

وأبو فراس بروك، يعمل أستاذاً للغة الفرنسية بالتعليم الثانوي، ونشرت قصائده في عدة مجلات أدبية وله مشاركات في أمسيات وملتقيات عربية ومحلية، وله ديوان بعنوان «سيرة التفاح».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckbc5tw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"