عادي
شيخة الظاهري أمين عام هيئة البيئة في حوار مع الخليج:

شيخة الظاهري: زيادة مساحة المحميات تعزز التنوع البيولوجي

01:32 صباحا
قراءة 8 دقائق
شيخة الظاهري

حوار: آية الديب

أكدت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، أن الهيئة تعمل على توسعة المحميات الطبيعية في الإمارة لتصل إلى أكثر من 20% من مساحة البيئة البرية والبحرية لأبوظبي، مشيرة إلى أن زيادة مساحة المحميات الطبيعية يسهم في تعزيز حماية التنوع البيولوجي واستدامة استخداماته وزيادة القيمة الاقتصادية للخدمات البيئية التي تقدمها النظم البيئية.

وكشفت في حوار ل «الخليج» عن الانتهاء من بناء سفينة الأبحاث الأكثر تقدماً في الشرق الأوسط، حيث تم بناؤها في إسبانيا بمواصفات تتناسب مع طبيعة مياه الخليج العربي، مشيرة إلى أن حظر الأكياس البلاستيكية العام الماضي، أسهم في خفض عدد أكياس التسوق البلاستيكية بنسبة أكثر من 90%، وأن الهيئة تعتزم حظر بعض منتجات الستايروفوم بدءاً من يونيو/حزيران 2024.

وأشارت إلى أن الهيئة تملك 1540 بئراً جوفية تم حفرها لأغراض استكشافية، وأن تصميم شبكة مراقبة المياه الجوفية يضم 441 بئراً، فيما تم تزويد 97 بئراً بأجهزة مراقبة إلكترونية حديثة لقياس مناسيب المياه الجوفية، وملوحتها ودرجة حرارتها، ويتم تحليل بيانات المراقبة لتحديث خرائط حالة المياه الجوفية في إمارة أبوظبي، لافتة إلى أن الهيئة تمهد لإدخال تقنيات تعمل بالذكاء الاصطناعي للتمكن من التنبؤ بالتغييرات البيئية المحتملة قبل حدوثها بفترة قد تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، مثل توقع حدوث حالات ابيضاض الشعاب المرجانية أو انتشار الطحالب.

1
تحسن ملحوظ في المخزون السمكي

قالت الظاهري، تم اكتشاف 4 أنواع جديدة لأول مرة على مستوى العالم في عدة محميات طبيعية تابعة لأبوظبي، اثنان من ذباب النحل واثنان من الدبابير الصغيرة، لافتة إلى ارتفاع أعداد المها نوع أبو عدس في برية تشاد، وأن الهيئة ستسعى إلى إزالته من قائمة الأنواع المنقرضة من البرية في المستقبل.

وأكدت أن الهيئة تولي اهتماماً بالغاً بتشجيع وتطوير أنشطة ومشروعات السياحة البيئية، وأن محمية كثبان الوثبة الأحفورية استقبلت أكثر من 35 ألف زائر في موسم الشتاء الماضي وتستقطب سنوياً أكثر من 200 ألف زائر، لافتة إلى أن الهيئة تعمل على تنفيذ دراسات استشارية متخصصة لتطوير 6 مواقع تخدم السياحة البيئية، وتالياً نص الحوار:

* أعلنتم عام 2021 عن بناء سفينة أبحاث ستستخدم لإجراء أبحاث متخصصة للحفاظ على البحار ومصايد الأسماك في الخليج العربي، هل تم الانتهاء من بناء السفينة ومتى ستبدأ عملها؟

- تم بناء سفينة الأبحاث الأكثر تقدماً في الشرق الأوسط، ويعد هذا جزءاً من التزام الهيئة المستمر بحماية البيئة والتنوع البيولوجي البحري في إمارة أبوظبي بشكل خاص والنظام البيئي البحري لدولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام.

ويصل طول السفينة 50 متراً وتضم مرافق ومعدات متطورة صديقة للبيئة ستدعم الأبحاث المتخصصة وعمليات المسح الميداني، في مجال الحفاظ على البيئة البحرية ومصائد الأسماك على مستوى الدولة، كما تمت مراعاة توافق التصميم مع ظروف المنطقة لتتناسب مع طبيعة مياه الخليج العربي الضحلة ذات الملوحة العالية وبحر العرب وأية مناطق أخرى أبعد من ذلك.

النفايات البلاستيكية:

* ما خططكم المستقبلية للتوسع في تقليل النفايات البلاستيكية بعد حظر استخدام الأكياس البلاستيكية؟

- إضافة إلى حظر أكياس التسوق البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة والذي أسهم في خفض عدد أكياس التسوق البلاستيكية بنسبة أكثر من 90%، حيث يتم توفير أكثر من نصف مليون كيس يومياً اعتباراً من 1 يونيو/حزيران من عام 2022، تعمل الهيئة على العديد من المسارات ومنها خفض استهلاك المنتجات المستخدمة لمرة واحدة في جميع مرافق حكومة أبوظبي، وحظر بعض منتجات الستايروفوم بدءاً من يونيو/حزيران 2024 واسترداد القناني البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، علماً بأن هناك نحو 400 ألف طن من النفايات البلاستيكية من إجمالي النفايات البلدية الصلبة المتولدة سنوياً، وسنستمر في العمل مع جميع الشركاء من أجل خفض هذه الكمية بدءاً من الإنتاج وصولاَ إلى التخلص الآمن منها.

1
الهيئة تستهدف تخفيف الضغط على الثروة السمكية

الذكاء الاصطناعي:

* حدثينا عن الاستناد إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في مراقبة التنوع البيولوجي البري والبحري؟

- تستخدم الهيئة برامج خاصة بتقييم حالة الشعاب المرجانية تعتمد في تحليلاتها على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعد هذه البرامج إحدى الأدوات المستخدمة في الدراسات الاستقصائية ضمن عمليات مراقبة الشعاب المرجانية بإمارة أبوظبي والتي أسهمت بشكل كبير في تقييم صحة وحالة الشعاب المرجانية في مياه الإمارة.

وتمهد الهيئة نحو إدخال تقنيات تعمل بالذكاء الاصطناعي من خلال تغذية برامج النمذجة ببيانات بيئية مختلفة تشمل درجات الحرارة وحركة الرياح وجودة المياه للتمكن من التنبؤ بالتغييرات البيئية المحتملة قبل حدوثها بفترة قد تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، مثل توقع حدوث حالات ابيضاض الشعاب المرجانية أو انتشار الطحالب.

وتسهم التقنيات المتطورة في تسهيل طرق التعرف إلى الأنواع البرية في عدة مناطق في الإمارة، من خلال استخدام كاميرات مراقبة مزودة بمستشعرات حركة مصممة لالتقاط الصور عند رصد الحيوانات، كما تم البدء في مراحل تجريبية لاختبار الذكاء الاصطناعي في برامج المراقبة والتقييم البري وبالأخص في مجال التعرف إلى الأنواع البرية باستخدام الطائرة بدون طيار.

المياه الجوفية:

* كم يبلغ عدد آبار المياه الجوفية المراقبة، وما هي خطط التوسع في مراقبة المياه الجوفية؟

- تملك الهيئة 1540 بئراً جوفية تم حفرها لأغراض استكشافية ومراقبة يعود أقدمها لثمانينات القرن الماضي، وفي عام 2016، تم الانتهاء من مشروع خاص لمراجعة شبكة مراقبة المياه الجوفية بهدف ترقية عمليات المراقبة من جهة ورفع الكفاءة التشغيلية من جهة أخرى، وخلصت نتائج المشروع إلى اعتماد 441 بئراً تشكل صميم شبكة مراقبة المياه الجوفية.

تتوزع آبار المراقبة الفاعلة على كافة مناطق أبوظبي، بحيث تغطي كافة المناطق المطورة بأنواع استخداماتها، وتقاس الآبار بوتيرة مختلفة تبعاً لمعايير علمية موضوعية، فبعضها يقاس بشكل شهري، والبعض الآخر بشكل ربع سنوي، وما تبقى يقاس بشكل سنوي، ويتم قياس 344 بئراً بشكل يدوي حسب خطة المراقبة، فيما تم تزويد 97 بئراً بأجهزة مراقبة إلكترونية حديثة لقياس مناسيب المياه الجوفية، وملوحة المياه الجوفية ودرجة الحرارة وإرسال القياسيات آلياً.

* هل تم تسجيل أنواع جديدة من الكائنات البحرية والبرية خلال عام 2022 ؟ وما هي؟

- نعم اكتشفنا مجموعة من الأنواع البحرية والبرية، منها نوع جديد من أسماك اللخم لأول مرة على مستوى العالم من عائلة «لخم النسر» eagle ray، كما تم تسجيل 4 أنواع جديدة لأول مرة على مستوى العالم في عدة محميات طبيعية تابعة لإمارة أبوظبي، نوعان من ذباب النحل الصغير وهما (Leylaiya citrina) من محمية البدع، محمية الوثبة للأراضي الرطبة ومحمية برقا الصقور، والثاني (Leylaiya medioccipitalis) من محمية البدعة ومحمية الطوي، أما النوعين الآخرين فهما من الدبابير الصغيرة وهما (Epoligosita arabica) في محمية الحبارى و(Ufens curvipenis) في محمية الوثبة للأراضي الرطبة.

موائل بيئية:

* هل من خطط أو جهود لإنشاء موائل بيئية جديدة أو محميات طبيعية جديدة؟

- تتبنى الهيئة عدداً من البرامج المتخصصة في استعادة الموائل باعتبارها حلولاً طبيعية تعمل على مكافحة تغير المناخ والمحافظة على الحياة البرية وتشمل هذه البرامج استعادة وزراعة أشجار القرم التي تعد من أكثر أحواض الكربون الطبيعية فاعلية في مكافحة تغير المناخ من خلال استيعاب كمية من الكربون، وتم خلال السنوات العشر الماضية زراعة 15 مليوناً من أشجار القرم في أجزاء مختلفة من الإمارة من قبل عدد من الجهات، ثم برنامج استعادة المرجان، والذي يتضمن تربية شظايا المرجان في مشتل في الموقع يهدف إلى إنتاج مليون جزء، حيث إن أهمية الشعاب المرجانية في النظام البيئي البحري عالية، فمن المعروف في جميع أنحاء العالم أن الشعاب المرجانية تستضيف أكبر تنوع ويعتقد بأنها تدعم 25٪ من جميع الأنواع البحرية التي نعرفها (NOAA)، بالنظر إلى الكم الهائل من دعم الحياة للشعاب المرجانية، فهي حيوية لصناعة مصايد الأسماك في المنطقة.

وتعمل الهيئة على توسعة المحميات الطبيعية لتصل إلى أكثر من 20% من مساحة البيئة البرية والبحرية لإمارة أبوظبي، بهدف تعزيز حماية التنوع البيولوجي واستدامة استخداماته وزيادة القيمة الاقتصادية للخدمات البيئية التي تقدمها النظم البيئية.

الشعاب المرجانية:

* حدثينا عن أبرز نتائج مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية؟

- إنشاء حضانات الشعاب المرجانية من مشاريع التأهيل المهمة التي مكنت الهيئة من إكثار الشعاب الأكثر مرونة في المنطقة على الرغم من العوامل المناخية التي تعرضت لها خلال صيف عام 2021 والمتمثلة في درجات الحرارة العالية، وتمكنت الهيئة من تثبيت أكثر من 50000 قطعة من الشعاب المرجانية بالحضانات تمهيداً للوصول إلى المستهدف المتمثل في 200000 قطعة مرجان، كما تم نقل أول 4000 قطعة مرجان مستزرعة من الشعاب المرجانية إلى موائل ملائمة خلال العام الماضي.

1
خلال مراقبة الشعاب المرجانية

المخزون السمكي:

* وماذا عن حالة المخزون السمكي؟

- من خلال تحليل نتائج الدراسات الإحصائية الأخيرة التي أجريت في عام 2021، كشفت بيانات الهيئة عن تحسن ملحوظ في متوسط نسبة الكتلة الحيوية للتكاثر لجميع المخزونات التي تم تقييمها، حيث زادت من 7.6 % في عام 2018 إلى 34 ٪ في عام 2021، وسجلت الهيئة زيادة ملحوظة خلال فترة زمنية قصيرة، حيث ارتفع المؤشر من 8.9 ٪ في عام 2018 إلى 62.3 ٪ في نهاية عام 2021، وتعزى هذه الزيادة إلى الإجراءات والسياسات الصارمة المطبقة من أجل تخفيف الضغط على الثروة السمكية، لا سيما حظر استخدام معدة (القراقير) التي تستهدف الأنواع القاعية، والشباك (الغزل) التي تستهدف الأنواع السطحية.

* ما هي نتائج جهود إعادة توطين المها الإفريقي؟

- تواصل هيئة البيئة تحقيق المزيد من الإنجازات ضمن برنامجها الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم لإعادة توطين الثدييات، حيث نجحت الهيئة خلال عام 2022 في نقل 20 رأساً من المها نوع أبو حراب، إلى محمية وادي ريم وادي أخيم في جمهورية تشاد، إضافة إلى نقل 5 رؤوس من غزال الداما في نفس العام إلى جمهورية تشاد.

وأسفر هذا البرنامج عن زيادة عدد المها «أبو حراب» لتصل إلى 500 رأس، وولادة 79 عجلاً خلال عام 2022، وبذلك تحقق الهيئة المستهدف الذي وضعته منذ بدء المشروع والمتمثل في تأسيس قطعان تضم 500 رأس من المها أبو حراب في بيئته في جمهورية تشاد، وارتفعت أعداد المها نوع أبو عدس في برية تشاد لتصل إلى أكثر من 130 رأساً مع 20 عجلاً وذلك بعد نقل 25 رأساً خلال عام 2022، وتسعى الهيئة إلى اقتراح إزالة هذا النوع من قائمة الأنواع المنقرضة من البرية في المستقبل.

المخالفات البيئية:

- وما ذا عن أبرز المخالفات البيئية التي تم رصدها خلال العام الحالي؟

- قام مفتشو الهيئة بإجراء 1098 زيارة تفتيشية خلال الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إلى سبتمبر/أيلول 2022 لضمان تنفيذ القوانين البيئية والضوابط التنظيمية، والعمل جنباً إلى جنب مع المنشآت والمشاريع لتصحيح أوضاعهم البيئية، وتتخذ الهيئة كافة الإجراءات القانونية، والتي قد تشمل إيقاف تجديد الترخيص أو الإحالة القضائية أو المخالفات الإدارية، وأدت هذه الإجراءات الإنفاذية إلى زيادة نسبة امتثال المنشآت للتشريعات واللوائح والقوانين والشروط البيئية، حيث وصلت نسبة الامتثال إلى 97%، كما مثلت نسب مخالفات الاحتفاظ بالسجلات وتدريب العمال إلى 45% من إجمالي المخالفات، ونقل المواد وتخزينها ومناولتها نسبة 21%، ووحدات الاحتراق وعمليات المعالجة 13%، والسلامة والاستجابة لحالات الطوارئ 12%، وإدارة النفايات والمخلفات السائلة 8%.

وسجلت الهيئة 43 مخالفة إدارية خلال الفترة من إبريل/ نيسان 2022 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022 والتي تنوعت ما بين مخالفات الصيد البحري والتصريفات في البيئة البحرية، ومخالفات الصيد البري والتنوع البيولوجي والمحميات ومخالفات الأنشطة التنموية والصناعية.

السياحة البيئية

أكدت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، أن الهيئة تولي اهتماماً بالغاً في تشجيع وتطوير أنشطة ومشروعات السياحة البيئية المستدامة في مواقع المحميات الطبيعية والمناطق الطبيعية الأخرى ويمكن رؤية ذلك من خلال تطوير البنية التحتية لمحمية «الوثبة للأراضي الرطبة» ومحمية «كثبان الوثبة الأحفورية» التي استقبلت أكثر من 35 ألف زائر في موسم الشتاء الماضي 2021/2022 وتستقطب بشكل سنوي أكثر من 200 ألف زائر، كما تندرج هذه المحميات ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية البرية والبحرية التي أنشأتها الهيئة منذ عام 2014.

وأضافت: تتعاون الهيئة مع الجهات المختصة مثل دائرة البلديات والنقل ودائرة الثقافة والسياحة في دراسة لمشاركة المقترحات التطويرية للمشاريع الرأسمالية، ويشمل ذلك تنفيذ دراسات استشارية متخصصة لتطوير 6 مواقع تخدم السياحة البيئية، على سبيل المثال لا الحصر «جزيرة الموائل» و«متنزه القرم الوطني» و«متنزه السعديات البحري» ومحمية «مروح للمحيط الحيوي» ومحمية «المها العربي» ومحمية «الوثبة للأراضي الرطبة».

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4cp86xde

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"