نموذج الإمارات وكوريا الجنوبية

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

زيارة الزعيم الكوري الجنوبي يون سيوك يول، إلى الإمارات، ولقاؤه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لحظة فارقة في مسار العلاقات بين البلدين، وتأكيد لما يربط الإمارات وكوريا الجنوبية من تعاون وثيق في شتى المجالات، ولا سيما الاقتصادية منها والعلمية والتكنولوجية، لما فيه الخير والنفع للشعبين الصديقين.

العلاقات الإماراتية الكورية الجنوبية الممتدة منذ أكثر من أربعين عاماً، تزداد متانة واتساعاً. وحين يخص الرئيس يون سوك يول، دولة الإمارات بأول زيارة خارجية له هذا العام على رأس وفد عالي المستوى، فإن ذلك تأكيد إضافي لدعم مسار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين على أساس التفاهم والاحترام المتبادل، وفتح آفاق واسعة أمام مبادرات التعاون والاستثمار واستكشاف الفرص الجديدة في قطاع الأعمال والطاقة النووية، وتغير المناخ والفضاء، والصحة والزراعة الذكية، وغيرها من مجالات التعاون الخلاقة، لا سيما في هذا الظرف العالمي الذي يحتاج إلى التجارب الناجحة.

ولعل ما يجمع بين الإمارات وكوريا الجنوبية أن كلاً منهما تمثّل قصة نجاح ملهمة تشع على الفضاءات الإقليمية والعالمية، وتحقق التطور والازدهار والرفاه، وتوفر الأرضية اللازمة للحفاظ على التميز والريادة للعب دور بنّاء في مختلف القضايا التي تشغل عالم اليوم.

بالمقاييس التجارية، تعد دولة الإمارات الشريك العربي الأول لكوريا الجنوبية، بفضل الحرص المشترك على تطوير العلاقات الثنائية. وبفضل ذلك تحققت قفزات نوعية في عدد من القطاعات الحيوية، كالطاقة النووية النظيفة، ومثاله محطة «براكة» للطاقة النووية السلمية، وكذلك في التكنولوجيا المتقدمة، بما يشمل تبادل الخبرات في الصحة والتعليم والزراعة، وكلها من المجالات الواعدة، وتراهن عليها الدول المتحفزة للمستقبل.

وفي هذا السياق، ستمثل الزيارة الحالية للرئيس يون سيوك يول، إلى الإمارات، دفعة إضافية إلى هذا المسار الذي سيقطع شوطاً آخر بمزيد من الإنجازات المثمرة، بما يعزز المصالح المشتركة للبلدين، لا سيما في قطاعات الطاقة النظيفة والعمل المناخي والذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات العلمية في مختلف المجالات ذات العلاقة بجودة الحياة.

وكل هذا التفاعل والتعاون يدعم المواقف السياسية للبلدين، القائمة على مبادئ إشاعة السلم والأمن، والالتزام بالقانون الدولي، والعمل على حل المشكلات الدولية بالحوار والطرق الدبلوماسية، تجنّباً للتوترات وكل ما يزعزع الاستقرار في العالم أجمع.

التكامل الإيجابي والتعاون المتنامي بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية، يقدم نموذجاً حياً للعلاقات البنّاءة بين الدول، بما يوفره من إمكانيات للتعاون وفرص للإبداع والابتكار، ومنافسة نزيهة من أهدافها تحقيق التنمية والازدهار. وهذا التوجّه ينسجم مع رؤية دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتعزيز العلاقات بين الأمم والشعوب والبناء على القيم المشتركة، ودعم سياسات الانفتاح، والاهتمام بالقضايا المصيرية التي تواجه البشرية جمعاء.

وعلى رأس هذه القضايا أزمة المناخ التي ستتبوأ فيها الإمارات صدارة الجهد الدولي هذا العام، باحتضانها مؤتمر «كوب 28». ولا شك في أن الإمارات ستقدم إضافة إيجابية في هذه المهمة وتُحرز فيها نجاحاً آخر، يضاف إلى مسار نجاحاتها المستمرة، بفضل مكانتها وعلاقاتها الدولية المتوازنة، ونموذجها الراهن مع كوريا الجنوبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wwfw7ye

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"