عادي

آفات الركبة.. تعوق حركة المفصل

00:53 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تتمثل وظيفة مفصل الركبة الأساسية في ثني الجسم وفرده، حيث إنه يحمل الحصة الأكبر من وزن الإنسان بالكامل أثناء الوقوف والجلوس والمشي، وتتكون من نظام معقد من العظام والغضاريف والأربطة، إلى جانب الكاحلين والوركين، وتُعد من الأجزاء الأكثر عرضة للآلام والمشكلات المرضية المختلفة، وتتراوح شدة الأعراض بحسب تتطور الإصابة، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذه الآفات وطرق الوقاية والعلاج.

يقول د. إيهاب مصطفى أخصائي الأمراض الروماتزمية والمفاصل إن آلام الركبة تحدث على الأغلب نتيجة الإجهاد المفرط، وتختلف أسبابها وتأثيرها بحسب عمر المريض، وترجع معاناة الأطفال من الشعور بالآلام في هذه المنطقة إلى نقص فيتامين «د» والحمى الروماتيزمية أو الإصابات المباشرة الناتجة عن الركض أو الجري أو الاستخدام الخاطئ للركبة، أما عند البالغين فتنتج عن التواء الركبة، أو أمراض الروماتيزم مثل: الروماتويد المفصلي، أو الالتهاب الفقاري، أو النقرس، أما بعد سن الخمسين فغالباً ما تكون ناجمة عن الخشونة المفصلية.

يذكر د.مصطفى أن آلام الركبة تستهدف غالباً الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن المفرطة، والمصابين بالأمراض الروماتزمية أو المناعية مثل: الروماتويد المفصلي أو الذئبة الحمامية أو داء النقرس، وتزداد فرص الإصابة كلما تقدم العمر، وتتفاقم الأعراض عند ثني الركبة، أو المشي أو أثناء صعود الدرج، ويتصاعد الألم تدريجياً إذا لم يتم علاجه مبكراً، ويصاب المريض بالتورم والارتشاح، ما ينتج عنه قلة في حركة المفصل والتيبس، وضعف بالعضلات وخصوصاً العضلة الرباعية للفخذ.

ويضيف: يمكن أن تتسبب التهابات الركبة أيضاً في تآكل في الغضروف الداخلي واستهلاكه ما ينجم عنه صغر سماكته أو حجمه، وبالتالي تحدث الإصابة بالخشونة بشكل تدريجي وتتفاقم المضاعفات في الحالات المتقدمة مع تطور المرض.

يلفت د.مصطفى إلى أن علاج التهاب الركبة يعتمد على مدى تطور الحالة، ويمكن أن تحتاج إلى تبديل المفصل في المرحلة الرابعة والمتقدمة من المرض، وخاصة مع تطور الخشونة، أما في المراحل الأولى فيمكن أن تساهم بعض طرق الوقاية في الحد من تفاقم المضاعفات، مثل: تفادي زيادة الوزن، والإصابات أثناء المشي أو الجري، أداء تمارين تقوية عضلات الفخذين، مراجعة الطبيب المختص على الفور لتطبيق العلاج المبكر للأمراض الروماتيزمية المتسببة في التهابات الركبة والخشونة المبكرة، اتباع نمط الحياة الصحي والتعرض للشمس للحصول على فيتامين «د»، والعلاج الفيزيائي وجلسات العلاج الطبيعي.

أسباب الخشونة

تصيب الخشونة الطبقة التي تغطي سطح العظم على مستوى مفصل الركبة، والموجودة بين عظمة الفخذ وعظمة الساق وكذلك الجرة الأمامية ما بين الصابونة وعظمة الفخذ، وفقاً للدكتور أحمد عيسى استشاري جراحة العظام، وتنقسم الإصابة إلى نوع يتطور تدريجياً مع العمر وخاصة عند كبار السن، وعادة ما تكون في الحجرات الثلاث للركب، وتتسبب في حدوث تشوهات في استقامة الطرف وتضييق بمسافة المفصل، أما النوع الآخر فهو الذي يحدث نتيجة الحوادث الرياضية، ويؤدي إلى إصابة الغضروف الهلالي.

يرى د.عيسى أن الخلايا الغضروفية ضعيفة وغير قادرة على التجدد بسهولة، ولذلك يجتهد الجسم عند التعرض للإصابة بالخشونة بتعويضها بخلايا أقل جودة، ما يؤدي إلى معاناة بعض الحالات من «الغضروف الليفي»، الذي يتسبب في عدم قدرة الركبة على القيام بالمهام كما الطبيعي.

يشير د.عيسى إلى أن خشونة مفصل الركبة تتفاقم لدى كبار السن عن الشباب، ولذلك يعتمد العلاج على التدخل الجراحي وعمليات التعويض الغضروفي، وتتم هذه العملية عن طريق أخذ نسيج من عظم غضروف من شخص متبرع، أو أطراف صناعية كرقائق أو شرائح الغضروف، وفى بعض الحالات يمكن أخذ عينة «1ملى» من غضروف المريض نفسه، وإرسالها للمختبرات لبضع أسابيع، حتى تكون حوالي 7 أو 8 ملي ويمكن استخدامها للتعويض في مساحة أكبر من المكان المصاب.

ويضيف: في الحالات المزمنة تعتبر عملية استبدال مفصل الركبة أحد الإجراءات الجراحية الناجحة التي خلقت ثورة في علاج آلام المفاصل، مع توخي الحذر من إجرائها قبل حدوث مضاعفات تستوجب تبديل الركبة الطبيعية بأخرى صناعية، حتى لا يتعرض المصاب للمضاعفات.

تشوهات متعددة

يشير د. برانيث ريفوري أخصائي جراحة العظام إلى أن تشوهات الركبة التي تحدث منذ الولادة يمكن أن تؤثر في القدم، وتتمثل الحالات الأكثر شيوعاً في الخلع الخلقي مع القدم الحنفاء، و«الالتواء الظنبوبي» الذي يؤدي إلى تشكل القدم المسطحة أو القدم عالية التقوس، و«مرض بلاونت» الذي يؤدي إلى تقوس القدم السفلي إلى الداخل ويجعل الطفل يسير على الجانب الخارجي للقدم.

ويضيف: يمكن اكتشاف القدم الحنفاء في وقت مبكر عندما يكون الجنين في رحم الأم، أو بعد الولادة مباشرة، أما الحالات الأخرى مثل «مرض بلاونت» فيتم ملاحظتها من قبل الوالدين في مرحلة المشي عندما يبدأ الطفل بالوقوف والسير على قدميه، وتعتبر الطفرات الجينية، وتشوهات الأقدام الموروثة عن الآباء والمضاعفات المرتبطة بالحمل مثل قلة «السائل الأمنيوسي»، من الأسباب القليلة المحتملة التي تقف وراء حدوث هذه التشوهات، وتجدر الإشارة إلى أن الكشف المبكر وتحديد العلاج المناسب، يعزز من النتائج الأفضل للشفاء، وبالنسبة للحالات الخفيفة والمعتدلة والشديدة يتطلب العلاج بالمراقبة واستخدام الدعامات والقوالب والجبائر.

تبديل المفصل

يوضح د. فيليب ألفيس، أخصائي إصابات الجهاز العضلي الهيكلي وجراحة العظام، أن إجراء جراحة تبدل مفصل الركبة الكامل أو الجزئي تتم وفقاً لحالة المريض، إلى جانب معايير أخرى مثل: شدة التهاب المفاصل، أو التشوهات الموجودة مسبقاً.

وتجدر الإشارة إلى أن مفصل الركبة الاصطناعية يمكن أن يتآكل، ولكن إذا تم زرع المفصل بشكل صحيح، فإن الإحصاءات تشير إلى وجود احتمال أكبر من 90% ببقائه في مكانه وبحالة جيدة لمدة 20 سنة على الجراحة، وربما تتدهور حالة المفصل بسرعة أكبر عند وجود خطأ فني أثناء زرع الطرف الاصطناعي.

ويؤكد د.ألفيس أن إعادة التأهيل الصحيح، وتطبيق جلسات متابعة منتظمة مع الجراح وأخصائي العلاج الطبيعي من أهم الإجراءات التي يجب اتباعها بعد جراحة تبديل المفصل، بالإضافة إلى تجنب الأنشطة الرياضية التي تنطوي على إصابات متكررة وآثار جانبية مثل الركض، واستبدالها بالتمارين الآمنة لتي تتمتع بمعدل إصابات منخفض، مثل ركوب الدراجات أو السباحة أو المشي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2be5f2bv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"