التراث الإنساني

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

تتعدد وتتنوع الأدوار والمسؤوليات المنوطة بالمؤسسات الأكاديمية والجامعية في وقتنا الحاضر، فقد أصبحت مكانة الجامعات وإنجازاتها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بما تقدّمه للمجتمع من خدمات ومبادرات علمية واجتماعية وإرشادية، تُضاف إلى مهمتها الأساسية المتمثلة في التعليم والبحث العلمي، بما في ذلك إعداد وتأهيل الكوادر والخريجين لأسواق العمل. وقد استطاعت جامعة الشارقة خلال الفترة الماضية، أن تحقق العديد من المبادرات والإنجازات التي تترجم دورها الرائد، وبقوة، في خدمة المجتمع.

وتعد مؤسسة تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين التي صدر قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مؤسس جامعة الشارقة، في سنة 2015، بإنشائها لتكون مؤسسة علمية رائدة عالمياً، تخدم التراث العلمي العربي والإسلامي في فضاءاته المتعددة، وأن تكون واحدة من أهم الهيئات التابعة لجامعة الشارقة، لما تقدّمه من أنشطة ومبادرات مستمرة في مجال إحياء التراث العلمي العربي والإسلامي، وصيانته والتعريف به على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وتعمل على تحقيق رؤيتها بأن تكون مركزاً رائداً ومتميزاً في التعريف بإسهامات العلماء العرب والمسلمين، وبيان أثرهم في العلوم المعاصرة، والتواصل العملي والمباشر مع كبار المستشرقين الذين سجلوا الكثير من الوقائع العالمية عن التراث العلمي العربي والإسلامي، وكذلك إعداد الباحثين وتدريبهم ورعاية المهتمين بمختلف ميادين هذا التراث وأعماقه وأبعاده المتنوعة. وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف المحورية، وبرعاية ودعم سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس الجامعة، تنظم المؤسسة سنوياً، كثيراً من الأنشطة والفعاليات والمؤتمرات والندوات العلمية.
ومن أهم تلك الأنشطة المدرسة الشتوية التي جاءت فعاليات دورتها الرابعة هذا العام تحت عنوان «التقاليد العلمية في الحضارة الإسلامية»، وتعاونت خلالها الجامعة مع العديد من الجهات والمؤسسات المحلية، منها دارة الدكتور سلطان القاسمي، وقدّم خلالها مجموعة كبيرة من الخبراء والأكاديميين  من عدة جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وخورفكان والشارقة، وهولندا وألمانيا وغيرها  ورش عمل وأوراقاً بحثية في موضوعات تميزت بالثراء والتنوع، إضافة إلى تناول عدد كبير من الإسهامات الرائدة التي قدمتها الحضارة الإسلامية للبشرية على مر العصور.
وتأتي هذه الدورة استكمالاً لثلاث دورات نظمتها المدرسة الشتوية على مدى السنوات السابقة، وحضرها باحثون ومختصون من دولة الإمارات والعديد من دول العالم، وتعاونت المؤسسة خلالها مع جهات محلية ودولية كبيت الحكمة، وأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، والمكتب الإقليمي لحفظ التراث العربي (إيكروم)، وحاضر فيها كذلك، باحثون مهتمون بالتراث العربي والإسلامي من الإمارات وغيرها من الدول.
وستعمل جامعة الشارقة دوماً على بذل كافة الجهود وتقديم كل أوجه الدعم للأنشطة العلمية والثقافية والفكرية التي من شأنها رعاية التراث الإنساني، وخدمة هذا الوطن الغالي والعزيز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mt55wvs5

عن الكاتب

مدير جامعة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"