محمد بن زايد.. ورؤى الاستدامة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

لأن الإمارات عينها على المستقبل عندما تعيش تفاصيل الحاضر، كان لها قبل نحو عشرين عاماً القول الفصل على مستوى المنطقة في التعامل مع الاستدامة والطاقة النظيفة والبدائل الأكثر حفاظاً على البيئة وحماية المناخ ليس على مستوى إقليمها وحسب، وإنما على كل مساحة الكوكب.

بادرت الإمارات آنذاك؛ وهي المنتج العالمي للوقود الأحفوري، إلى الاستثمار بشكل مكثف وعلمي بالطاقة النظيفة، فعملت على تأسيس «مصدر»، المدينة المتكاملة التي تعتمد الطاقة النظيفة، فكانت أول حاضنة من نوعها في الشرق الأوسط للشركات العالمية ودوائر العالم والأبحاث، والجهة التي بإمكانها أن تصبح لاعباً مهماً في توفير الطاقة النظيفة، لتقليل الانبعاثات على مستوى العالم.

هذا المشروع العلمي الحضاري، كان من بنات أفكار صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله؛ إذ خطط له، ووجّه بإطلاقه، وأشرف على تفاصيله، ليصل إلى ما وصل إليه الآن من نجاحات إقليمية وعالمية، والهدف أن تكون الإمارات في مصاف دول العالم، وأحد قادتها في العمل المناخي، انطلاقاً من إيمانها العميق بالحاجة إلى تضافر جهود الجميع، للمحافظة على كوكبنا.

عندما أطلقت دولة الإمارات مدينة «مصدر» في عام 2006، والتي أصبحت بعدها مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، وعملت على بناء مفاعلات نووية سلمية، وأطلقت أكبر محطات الطاقة الشمسية، فإنما هي تخطو خطوات فاعلة لتحقيق التوازن بين الوقود الأحفوري الذي ما زال العالم بحاجة بالغة إليه إلى الآن، وفي المستقبل القريب لتوفير الطاقة ومواصلة عجلة النمو، وبين الوصول إلى إمدادات كافية من الطاقة النظيفة بجدوى اقتصادية مناسبة؛ بحيث تكون طاقة مستدامة.

التوازن في علاج قضايا المناخ، هو الحل الأمثل، للوصول إلى الهدف النهائي للبشرية بالمحافظة على الكوكب نظيفاً، وهو ما تسعى الإمارات إليه منذ قرابة العقدين من الزمن، فهي مستمرة على النهج ذاته على الرغم من الصعوبات التي يفتعلها البعض، ويمارسها الساسة في بعض الدول الكبرى لأهداف شعبوية.

الإمارات التي فازت بشرف استضافة مؤتمر الأطراف «كوب 28»، تشهد الآن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، بمشاركة قيادات الطاقة الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، لتحديد أجندة الطاقة العالمية، ودراسة تغيير منظومة الطاقة على المدى البعيد.

الدكتور سلطان الجابر الرئيس المعين للدورة ال28 من مؤتمر الأطراف التي تنعقد قبل نهاية العام الجاري في الإمارات، يؤكد الحاجة إلى تطبيق نهج شامل وعملي، يؤدي إلى تسريع مسارات مواجهة تداعيات تغير المناخ، وتحقيق تحول جذري في آليات العمل المناخي، لافتاً إلى أن دولة الإمارات ستركز خلال مؤتمر الأطراف «كوب 28» على تحقيق تطور نوعي في منظومة العمل القائمة، وتسريع مسارات العمل. 

الإمارات خطت رؤيتها، وحددت مساراتها والتزاماتها، فبعد أن استثمرت 50 مليار دولار في التقنيات النظيفة على مستوى العالم على مدار الأعوام ال 15 الماضية، فهي تخطط الآن لاستثمار 50 مليار دولار أخرى في السنوات المقبلة، إيماناً منها بأن الهدف كبير، والمسؤولية جماعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3n9txhdt

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"