إرهاصات كروية إماراتية

01:04 صباحا
قراءة دقيقتين

بتاريخ الثلاثاء 22 نوفمبر 2022، كتب أحد الشعراء الإماراتيين المخضرمين تعليقاً على مقالتي «كأس العالم العربية»: «مقالة جميلة تعبر عن تاريخ ومسيرة كرة القدم، لكن سأخبرك عن علاقتي بكرة القدم: ليس لي علاقة معها، لا أحبها، وأعدّها مضيعة وهدراً للوقت؛ لديّ إحساس أنها تستنزف الأموال بلا فائدة، ولا مردود على البلد. تسبب العنف والفوضى أحياناً. لا أشاهد المباريات ولا أتابعها، ولم أنضم إلى ناد في حياتي. لا أعرف شيئاً عن هذه اللعبة ولا قوانينها».

انتهى كلام الشاعر، فيما كلام الشارع الرياضي ما زال حياً وحيوياً بشأن ما آلت إليه كرة القدم الإماراتية، ممثلة بالمنتخب الوطني الأول، من حيث ما تحقق من نتائج مأسوف عليها؛ سواء كانت ضمن تصفيات كأس العالم التي استضافتها الشقيقة قطر، دون أن يكون لكرة القدم الإماراتية وجود فيها، بسبب خسارة الفرصة الأخيرة في الملحق الآسيوي الذي انتهى بخسارة الإمارات 1-2 من المنتخب الأسترالي، أم ضمن منافسات بطولة «خليجي 25» المُقامة حالياً في العراق الشقيق، التي خرجت منها الإمارات خالية الوفاض؛ حيث الخروج من المولد التاريخي الخليجي بلا حمّص، إلّا من حمّصة يتيمة لا تُسمن ولا تُغني من جوع، تكاد لا تُرى بالعين المجرّدة، ولا يُشعر بوجودها ضمن سجل النقاط الإماراتية المحصّلة في بطولات سابقة.

تُرى؛ من يقف وراء هذا الإخفاق الكروي الإماراتي المتتالي، في المثول في المشهد الرياضي الإقليمي الخليجي والعربي والآسيوي والعالمي؟!

هل المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا الذي قاد المنتخب الإماراتي منذ مارس 2022 التي خاض فيها الأبيض الوطني تصفيات كأس العالم، مفتتحاً نتائجه بخسارة من العراق (0 – 1)، ثم الفوز بهدف يتيم على كوريا الجنوبية، متأهلاً لفرصة أخيرة في الملحق الآسيوي، محققاً خسارة مستحقة من المنتخب الأسترالي (1 – 2)، ثم البطولة الخليجية الفضية (25) في العراق، بعد مرور نصف قرن على انطلاقتها في البحرين عام 1970؛ حيث المستوى المُخجل والنتائج المحزنة (1 – 2) أمام البحرين، (0 – 1) أمام الكويت، ثم (1 – 1) مع قطر.. آخذين في الحسبان الأداء المتواضع إلى حدّ الخجل من اللاعبين في معظم مجريات البطولة الخليجية؛ إما بسبب الخلل في توزيع الأدوار في مراكز غير مراكزهم التي يجيدونها، وإما بسبب عدم التقيد بخطة اللعب، وإما بسبب خبرتهم الكروية المتواضعة، وإما، وإما.. ثم: من وراء استبعاد الرموز الرياضية المؤهلة من قائمة المنتخب الوطني، الذي هو بحاجة ماسّة إلى الكفاءات الكروية الإماراتية العالمية في كل زمان ومكان؟!

إذن، ها هي الكرة الإماراتية تتجرّع الخسارات الواحدة تلو الأخرى؛ خسارة المستوى الفني، وخسارة المكتسبات التاريخية، وخسارة ثقة الشارع الرياضي المحلي والإقليمي الخليجي والعربي والآسيوي والدولي؛ فما السبيل إلى تصحيح المسار؟!

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4m2ae4kr

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"