عمّان: «الخليج»
يعكف المخرج حسن أبو شعيرة على تحضيرات، لبدء تصوير سلسلة أفلام سينمائية تتناول بطولات وتضحيات وطنية أردنية تاريخية ومعاصرة، وذلك في قالب درامي إنساني واجتماعي، إلى جانب تقديم المعارك والمواجهات الميدانية في خطوة فنية جديدة في المملكة.
حول التفاصيل دار حوارنا مع أبو شعيرة على النحو الآتي:
* كيف بدأت الفكرة؟
- منذ نحو عام، أفكر في الانتقال إلى مرحلة جديدة في حياتي المهنية من خلال تسليط الضوء على بطولات وتضحيات واقعية للجيش الأردني، في قالب درامي سينمائي، لأننا بحاجة إلى الاستلهام من روح الوطنية والعروبة، وبث التفاؤل ورفع المعنويات ومد الأجيال المختلفة بتفاصيل فخر واعتزاز ثابتة.
* ما خطوات التنفيذ؟
- البداية كانت بجمع المعلومات الدقيقة، من خلال مراجعة أعمال وثائقية وسجلات ووثائق معتمدة، وإجراء لقاءات مع شخصيات شاركت في الأحداث وشهود عيان، وتولى العقيد المتقاعد الدكتور محمد مقابلة الإعداد والبحث والتأليف، وهو صاحب رصيد بارز بهذا الخصوص، ونقوم حالياً بإتمام سيناريو وحوار الأفلام الخمسة الأولى من خلال كُتّاب ومثقفين تمهيداً لإطلاق عمليات التصوير قريباً.
* ما أبرز المحطات المقرر الوقوف عندها؟ وماذا عن موعد العرض؟
- سنتوقف عند 3 مراحل تاريخية ومعاصرة متلاحقة، تبدأ عام 1948 بدور الجيش الأردني في فلسطين، وسنقدم حيثيات محطات مختلفة مهمة بينها معارك «اللطرون» و«باب الواد» و«السموع» و«وادي التفاح» و«الكرامة» و«حرب عام 1973» وقصص استشهاد ضباط وجنود أردنيين، ثم ننتقل إلى التصدي لمخططات وعمليات إرهابية ونعمل على تصوير 5 أفلام ضمن كل دفعة بإجمالي 30 فيلماً ونأمل عرض أول فيلم تحت رعاية العاهل الأردني، بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال في المملكة في 25 مايو/ أيار المقبل.
* قدّمت الدراما المصرية نماذج مشابهة من خلال جوانب إنسانية وخطوط اجتماعية لم تقتصر على المواجهات الميدانية.. فماذا عنكم؟
- هذا من الأسباب المحفزة، حيث نجحت الدراما في تجارب عربية وأجنبية بتحويل ما ورد في الوثائق والسجلات إلى شخصيات إنسانية محكية، تُلامس القلوب وتُخاطب العقول ونحن حريصون على «أنسنة» الأحداث، بحيث يُتابع المُشاهد تفاصيل حياتية ومشاعر عميقة ورحلات اجتماعية إلى جانب «الأكشن» المدروس والميادين العسكرية بإدارة مخرج معارك محترف، وبناء عليه نتطلع إلى تقديم أفلام تُعرض في دور السينما وتُشارك في المهرجانات، وتُبث على شاشات التلفاز وتصل إلى الجمهور العربي.
رحلة حافلة بالمواقف
* ما ملامح الجوانب الإنسانية والاجتماعية؟
- هناك جوانب عدة بينها في الفيلم الأول مثلاً «اللطرون» جندي يترك حفل زفافه ليلتحق بالواجب الوطني، ويستشهد، وكذلك رحلة طويلة حافلة بالمواقف والمنعطفات من محافظة لأخرى وصولاً إلى التجنيد العسكري وإخطار جنود بأنه سيتم أداء صلاة الغائب عليهم عند مغادرتهم أرض الوطن، دلالة على تحولهم إلى «مشاريع شهداء».
* ماذا عن التجهيزات المحددة وتكاليف الإنتاج؟
- وجدنا تعاوناً كبيراً من الجهات المعنية، بتوفير كل السبل والمواقع والمعدات اللازمة وسنقوم بالتصوير باستخدام كاميرتين حديثتين تقنياً، وفق الأسلوب السينمائي والاعتماد على دقة عالية الجودة وتحويل المادة المرئية بعد عمليات المونتاج إلى ما يُلائم أفضل صورة في دور السينما، أما الإنتاج فتتولاه مؤسسة إعلامية وطنية مع بعض كبار رجال الأعمال.
* كيف ستتعاملون درامياً مع شخصيات سياسية وقيادية وعسكرية معروفة، بعضها مازال على قيد الحياة؟
- كل خطوة محسوبة ولم نخطُ إلى الأمام إلا بعدما أتممنا التمحيص والتفنيد، وسنُقدّم الأفلام بطريقة درامية خالصة، دون الاستعانة ضمنها بمقاطع تسجيلية أرشيفية ولذلك وضعتُ لكل شخصية 3 ممثلين مرشّحين لاختيار الأنسب على صعيد الأبعاد المطلوبة وقد نلجأ إلى صناعة أقنعة فضلاً عن احترافية «الماكيير» لتقريب الشكل لكن التركيز الأساسي سيكون على الأداء.
* ما الأسماء المشاركة؟
- الترشيحات للأفلام الخمسة الأولى تضم مجموعة أسماء بينها زهير النوباني وعبير عيسى ومحمد العبادي ونادرة عمران وساري الأسعد وبكر قباني وحابس حسين وإبراهيم أبو الخير وأنور خليل وأحمد العمري وخالد الطريفي وخالد الغويري ومحمد الضمور ومحمد المجالي وحكيم حرب وإسحاق إلياس ومنذر خليل مصطفى وحسن خمايسة ومعتز اللبدي وعمر حلمي وعمر الضمور وعدي حجازي وفضل العوضي.
* حصد مسلسل عُرض مؤخراً حول مرحلة مهمة في تاريخ الأردن انتقادات واسعة بسبب تواضع نتيجته وارتكاب أخطاء فما ضمانة عدم تكرار ذلك؟
- لا أخفيك أنني واجهتُ هذا السؤال في بداية طرحي المشروع على داعمين، لكن ثقتهم بالإعداد والتجهيزات والتحضيرات وما قدمته على مدى مشواري الفني ورغبتنا الحقيقية في عكس صورة صادقة.
