عادي
مهرجان الشارقة الشعري يختتم فعالياته

خورفكان ترتدي حلّة مطرزة بأبهى الحروف

00:21 صباحا
قراءة 3 دقائق
محمد القصير ومحمد البريكي يتوسطان الشعراء المشاركين

الشارقة- «الخليج»:
شهدت مدينة خورفكان (عروس الساحل الشرقي)، مساء أمس الأول الأحد، ختام فعاليات الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي، بأمسية شعرية بالمجلس الأدبي ارتدت حلة مطرزة بأبهى الحروف، وحضرها محمد القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة المنسق العام للمهرجان، ومحمد البريكي، مدير بيت الشعر، وكوكبة من ضيوف المهرجان ومحبي الشعر.

شارك في الأمسية 7 شعراء هم: حازم مبروك «مصر»، وخديجة السعيدي «المغرب»، وسعود اليوسف «السعودية»، وناهدة شبيب «سوريا»، وعصام البخيت «السودان»، وحسن قطوسة «فلسطين»، وخالد بودريف المغرب «، وقدمت الأمسية الإعلامية السودانية د.جيهان إلياس.

نقشت قصائد الشعراء لوحة فسيفسائية، لتصنع صورةً مضيئةً من الدهشة والجمال من خلال موضوعاتها المتنوعة التي تلفت انتباه الأرواح بحضورها الشفيف وتترك بصمتها الخالدة بصورها المشغولة بفنٍّ وإبداع.

بهاء الشارقة

بدورها أطلت خديجة السعيدي لتنسجَ من وهجِ الوفاء غيمات من الانبهار، والعرفان تسّاقطُ غيثاً يروي القلوب العطشى. وكان الشعر مثل نجمةً لا يأفل بهاؤها، فراحت تشدو للشارقة:

وأتيتُها من عنفوان الأرض بي

صمتُ الجلالةِ والكنايةُ ناطقهْ

والشعر يسألني بملءِ مجازه

«ما الساعةُ الآنَ؟«احتضنتُ دقائقَه

قلت:»الرّؤى لغةٌ وقلبي طفلها

ويدقُّ حبًّا في تمام الشارقة»

وجاءت قصائد سعود اليوسف موشَّحةً بالحزن والألم، غارقةٌ في تيه اللحظة، لنرى الشاعر يقف على أبواب الماضي حاملاً ظله الحزين معلّقاً على جدار الخوف رؤىً مختلفة، يقول:

من جوادي ما لي سوى الكبواتِ

ومنَ الدّربِ ليس غيرُ الشّتاتِ

غيرَ ظِلّي لم أَلْقَ لي من رفيقٍ

وبِظِلّي تعثّرتْ خطواتي

وتخلّى حتى ظلاليَ عنَي

يا لَظِلٍّ لم يحتملْ عَثَراتي

ضاربٌ في خرائطِ التّيهِ ماضٍ

ما امتطى غيرَ صهوةِ الخيباتِ

صوت الحزن

اتّشحت قصائد ناهد شبيب أيضاً بصوت الحزن، فتدنو تارةً من مرايا الحنين، وتهرول تارة أخرى من خوفها الداخلي، فكانت لغتها تعكس أنين السنين ما بين الأبيات في مشهديةٍ عالية:

ألا يا طير بلّغ لو سلاما

تجودُ بهِ عليَّ ببعضِ فضلِ

لعلَّ السّقم يشفى والليالي

تطرُّز جَفْنَها الدّامي بكُحْلِ

وتوهجت قصائد عصام البخيت بلغةٍ تُحاكي الحكمة، وكأن الشاعر في بحث دائم عن ربيع العمر المطرز بالأماني، يقول:

معاً يا صبح أحلامي سنبقى

نغالِبُ حظّنا جلداً وصبرا

معاً للفجر نخطو والليالي

نجوزُ صِعابها جسراً فجسرا

تطوافٌ بالوطن

قرأ حسن قطوسة نصوصاً طافت في وطنه فلسطين، وكلما اجتثته يد الغريب، هدهد لوعة حرفه ببريدِ الأمل المعنونِ بالصبر، يقول:

وقفتُ وبي من التاريخ نهرٌ

يفيض بهدأةٍ والروح تغلي

وأيقظتُ الحصى وصغارَ بيتي

ومن تاهوا بأرض الله قبلي

أحاول رجعةً فأحثُّ شمسي

لتوغلَ في الصباح بثوبِ حقلي

خرائط العمر

اختتمت الأمسية بقراءات خالد بودريف الذي جسدت نصوصه مشاعر الوحدة، حيث يرسم ملامح عزلته وغربته على خريطة العمر المهرول نحو الغياب، فيقول:

تُؤَكِّدُ الأَرْضُ لي أنّي هُنَا وَحْدِي

وَأَنَّ مَنْ هُمْ مَعِي لَمْ يَعْرِفُوا قَصْدِي

أنَا الغَرِيبُ وَسِرُّ الوَقْتِ في بَدَني

وَالوَقْتُ يَرْكُضُ مَصْلُوبًا عَلى الجِلْدِ

وفي ختام الأمسية كرّم محمد القصير الشعراء المشاركين في الأمسية والإعلاميين وضيوف المهرجان.

انحياز للحب

افتتح حازم مبروك دهشة الأمسية معانقاً نبض الجمهور بقصيدة «المنحاز للحبّ»، يقول:

لأنني لا أبيعُ الشكَّ بالحُجَجِ

سلكتُ في الحبِّ دربًا غيرَ

ذي عِوَجِ

وما تلَفَّتُّ في أيِّ الجهاتِ صدًى

فكلُّهُمْ أَوْقَدُوا للعشقِ مِنْ سُرُجي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/enj4y2b5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"