عادي

«كلمة» يصدر «الفارس على السطح» للفرنسي جان جيونو

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

أبوظبي: «الخليج»

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في مركز أبوظبي للعربية بدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الترجمة العربية لرواية «الفارس على السطح»، للفرنسيّ جان جيونو، أنجزها المترجم والكاتب التونسيّ أبو بكر العيّادي، وراجعها وقدّم لها الشّاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في باريس كاظم جهاد.

ويصدر الكتاب ضمن أربعة أعمال كبيرة منتخبة من أدب الجوائح الفرنسيّ، اختارها كاظم جهاد وتصدر ترجماتها عن مشروع «كلمة»، وتضمّ إلى جانب هذا العمل رواية «الكرنتينة» لجان لوكليزيو، و«الحرب الخفيّة» لجان مورا، و«جغرافية البعوض السّياسيّة» لإريك أورسينا وإيزابيل أوبان.

«الفارس على السّطح» التي تنمو رواية تنمو فصولها في ظلّ حدثين كبيرين: انتشار جائحة الكوليرا في منطقة بروفنس في 1830، والتجاء بعض الثّوار المشاركين في انتفاضة منطقة البييمونتي الإيطالية إلى الجنوب الفرنسيّ. في ظلّ هذين الحدثين، تأتينا محاورات شائقة وتداعيات ثريّة وسرد ملحميّ لصراعات ومغامرات تمنح الرواية كلّ بُعدها الإنسانيّ وفلسفتها العميقة.

يجتاز أنجيلو – حسبَ مقدّمة المُراجِع- طبيعة فقدت رواءها وصارت «مملكة خاوية». وفي حواراته كما في مناجياته لنفسه يبرع في تصوير أثر الجائحة وخفائها المريع. هناك أيضاً الملاحقات، يقوم بها الحرس والدّرك لاقتياد المسافرين إلى أماكن الحجْر الصحّي في ظروف مهينة وكالحة، وقطّاع الطّرق سواء بسواء، رجال «لهم خيول بستّ أرجل تتسلّق كلّ مكان مثل الذّباب».

وعن عمدٍ - والكلام لمُراجِع الترجمة أيضاً- يفارق الكاتب واقعَ الجائحة الحَرْفيّ فيجعل أنجيلو ينجو من العدوى بالرّغم من احتكاكه بأفراد عديدين ومساهمته في تغسيل ضحايا الوباء. فكأنّ رسالة الكاتب هي أنّ الوباء يُصاب به من كان مستعدّاً للإصابة، وأنّ سلامة النيّة وقوّة العزم تمكّنان صاحبهما من اجتياز الجائحة بسلام. المهمّ في اعتقاده هو النّجاة من براثن الوباء الآخر الذي يتمخّض عنه وباء الكوليرا، وكلّ وباء، ألا وهو موت الرّوح والقيَم وشيوع الأنانيّة والاتّجار بالخوف المعمّم من الجائحة. وهنا بالذّات يكمن المحمول الرّمزيّ والفكريّ لهذه الرّواية. إنّها استعارة عن أهوال الحرب وأثرها المُفسِد على النّفوس، منحها جيونو أبعاداً ملحميّة.

جان جيونو (1895-1970) كاتب من الجنوب الفرنسيّ، عاش أغلب سِني حياته في قرية مانوسك، وجعل منها مسرح الكثير من رواياته، مدّها فيها بأبعاد دلاليّة وكثافة إنسانية عالية.

أمّا ناقل الكتاب إلى العربية، أبو بكر العيادي، فهو كاتب ومترجم تونسي مهاجر، ولد عام 1949 في جندوبة، ويقيم في فرنسا منذ 1988. نشر ستّ روايات وسبع مجموعات قصصية، ووضع كتباً بالفرنسية مستوحاة من التراث القصصيّ العربيّ والحكايات الشعبية التونسية، ونقل إلى العربية عدو أعمال من الأدب العالمي منها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22mvtfdv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"