عادي

التجمعات البشرية والكوارث الطبيعية

22:15 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

أظهر تصاعد معدلات حدوث موجات الحرارة الشديدة والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات التي شهدها العالم، على مدار الـ20 عاماً الماضية، أن غالبية المدن والمناطق الحضرية التي نعيش فيها ربما تصبح غير محتملة للعيش أوغير قابلة للحياة فيها، ما لم يتم تعزيز قدرتها على الصمود في وجه تقلبات الطبيعة، المتمثلة بشكل أساسي في التغيرات المناخية الحادة، أو غيرها من الظواهر البيئية السلبية الأخرى.

ووفقًا لتقديرات إدارة مخاطر الكوارث، التابعة لمجموعة البنك الدولي، فقد تسببت الكوارث الطبيعية، منذ عام 1980، في إزهاق أرواح ما يقرب من 2.4 مليون شخص، كما أدت إلى خسائر اقتصادية بقيمة تزيد على 3.7 تريليونات دولار، مع زيادة إجمالي الأضرار بنسبة أكثر من 800%، من 18 مليار دولار سنويّاً في الثمانينيات، إلى 167 مليار دولار سنويّاً في العقد الماضي.

ووفق تقرير موجات الصدمة، الصادر عن البنك الدولي، بتمويل من الصندوق العالمي للحد من الكوارث والتعافي من آثارها، فإن ما يقرب من 75% من الخسائر التي يتكبدها العالم سنويّاً ترجع في الأساس إلى الأحداث المناخية المتطرفة وبالغة الشدة، كما تنذر التغيرات المناخية بسقوط ما يقرب من 100 مليون شخص آخرين في براثن الفقر بحلول عام 2030. وتشير منظمة (C40)، التي تضم مجموعةً من المدن الرائدة في العمل المناخي، إلى أنه بحلول عام 2050 يمكن أن تتعرض 970 مدينة لموجات من الحرارة الشديدة، كما أن أكثر من 570 مدينة قد تتأثر بارتفاع مستوى سطح البحر، بالإضافة إلى أن عدداً قليلاً للغاية من تلك المدن قد يكون لديه الجاهزية لهذه التغيرات.

وتعزيز قدرة مناطق التجمعات البشرية على الصمود في وجه الكوارث الطبيعية، وفي مقدمتها التغيرات المناخية، كان أحد المحاور التي تطرَّق إليها مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 27)، الذي عُقد في مصر، خلال شهر نوفمبر 2022، بما في ذلك تعزيز مرونة المسكن، باعتبارها أحد المفاهيم المرتبطة بالمباني الخضراء، لتخفيف حدة التغيرات المناخية والتكيف مع تداعياتها.

وإحدى الفعاليات التي استضافها جناح البناء بمؤتمر شرم الشيخ، جاءت تحت عنوان «مقاومة المناخ في البيئة المبنية: التكيف مع المناخ المتغير»، أظهرت أن نظم الأبنية البيئية تنمو نمواً مستمراً لتلبية متطلبات النمو السكاني المتزايد في المناطق الحضرية، مع الإشارة إلى أن المدن ستكون مكتظةً بأكثر من ثلثي سكان العالم بحلول عام 2060، رغم أن المرافق والبنية التحتية اللازمة لاستيعاب كل هذا العدد لم ينتهِ تجهيزها بعد.

(سيانتفيك أمريكان)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3y82b7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"