الهواية التي تنافس الاحتراف والمهنية

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

أعتقد أن بين يدينا كنزاً كبيراً يتميز بالتنوع، وأقصد أنك ستجده في كثير من المجالات الحياتية المهمة، سواء أكانت رياضية أو فنية أو تقنية، أو تكنولوجية أو أدبية. والغريب أنه يحقق تميزاً ومنجزات. يتمثل هذا الكنز في الأعمال والمهام التي تتم تحت شعار الهواية، فالهواة الذين يهتمون بمجالات حيوية ذات فائدة، يتوجهون إليها من باب الترفيه وتمضية الوقت، ما ينجزونه يكون على درجة عالية من الأهمية والفائدة للمجتمع. 
وإذا أمعنا النظر فإننا سنجد أن معظم من نتعايش معهم لديهم هواياتهم الخاصة، التي يشتغلون عليها بحب وتفانٍ، وينتجون ويطوّرون من خلالها، وعلى الجانب الآخر هناك أناس يحتاجون إلى هذا المنتج. ومرت علينا كثير من القصص عن هواة حوّلوا شغفهم إلى أعمال منتجة تحقق لهم الأرباح، وأيضاً مرت بنا كثير من الحالات لهواية قادت صاحبها إلى تحقيق الرفاه المادي والنجاح. تقابل هذا أصوات تؤكد أن كل إنسان لديه شغفه وهوايته، ولكن المشكلة أن الكثير من الناس يجهلون مكامن قوّتهم والهواية التي يبدعون فيها، والبعض الآخر ينكر الذات، أو يشعر بأن هوايته متواضعة، أو أنه لا يتقنها بشكل احترافي، وهنا تضيع كثير من المنتجات وكثير من الفوائد للمجتمع.
في كتاب «وظيفة لا يمكن أن تخسرها: العمل والهوايات في الكساد الكبير» من تأليف جيلبر ستيفن (مطبعة جامعة أكسفورد) جاء: «الهواية هي نشاط منتظم، أو اهتمام يمارس في الغالب خلال أوقات الفراغ، بقصد المتعة أو الراحة. وهي تشمل هوايات الجمع والفنون، حيث تؤدي إلى اكتساب مهارات ومعرفة كبيرة، ولا يقصد بها تحقيق الأجر، وإنما المتعة». 
وحول تطور الهواية ومنافستها، يقول جيف هاو، في كتابه الذي حمل عنوان «الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال»: «أصحاب الهوايات والمتحمسون الذين طالما نظرنا إليهم على أن لديهم الشغف أكثر من الموهبة، لم يعد هذا تقييماً منصفاً لهم، أو دقيقاً. فعلى نحو متزايد أخذ الهواة من أصحاب المهارات والقدرة على التعاون المنظم رفيع المستوى، يتنافسون بنجاح مع المحترفين في مجالات تتنوع من برمجة الكمبيوتر إلى الصحافة والعلوم. إن الطاقة والتفاني لدى الموهوبين يشكّلان الوقود الذي يدفع محرك تعهيد الأعمال للجماهير عبر الإنترنت».
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ype7cw6

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"