صحة المرأة العاملة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

شكلت المرأة منذ القِدم حجر الأساس في بناء المجتمعات المتحضرة والمتطورة، فهي تعد ركيزة من ركائز نهضة الدول والأمم، فهي التي تبني الأجيال وتربيهم ليكونوا فاعلين ومنتجين، وعلى مر العصور لم يقل دورها عن الرجل في كافة نواحي الحياة المختلفة، وخاصة في مجال العمل، لكن هذا الدور المهم تطلّب منها الكثير لتحقيقه والقيام به على أكمل وجه؛ حيث تشكل مع الرجل تكاملًا قلّ نظيره من بين المخلوقات التي حباها الله.
يجب على المرأة العاملة دائماً المحافظة على صحتها ورشاقتها لتكون جاهزة للقيام بمهامها المختلفة المتوزعة بين المنزل والعمل والحياة الاجتماعية، لكن ما يحدث هو عكس ذلك تماماً، فالمرأة العاملة عادة ما تُهمل حياتها الصحية وتهتم بكل شيء تقريباً إلا صحتها وجمالها، وكل ذلك بسبب الاعتقاد الخاطئ السائد بين مجتمع النساء اللواتي يعتقدن أن الاهتمام بالنفس يعد أنانية، لكن الحقيقة الجلية هي أنها ليست أنانية ولا رفاهية؛ بل يجب أن تكون على رأس قائمة المهام التي يتطلب تحقيقها في حياتها، فهي تشمل تناول الطعام الصحي والنوم الكافي والاسترخاء وممارسة الهوايات المحببة ولقاء المقربات والصديقات، فالحصول على فترات من الراحة من حين لآخر يصنع مولدات الطاقة للصحة العقلية والنفسية والجسدية، لأنها ببساطة هي الوقود لتحقيق المزيد من الإنتاجية والعطاء لاحقاً.
المرأة العاملة يتوجب عليها استغلال التفاصيل الصغيرة في حياتها لبناء عادات صحية مفيدة لتعمل على إبعاد السلوكات الضارة من مسار يومياتها، كالمشي أثناء التحدث بالهاتف، وصعود السلالم بدل المصاعد والركض لمسافات قصيرة وكذلك ممارسة بعض التمارين أثناء الجلوس على المكتب مثل تمارين التمدد فهذا يساعدها على تحسين نشاطها وتعديل مزاجها، ويعد الماء من أفضل الأصدقاء لأنه يحافظ على رطوبة الجسم ويعزز مناعته، فالترطيب مهم للحفاظ على وزن صحي ويُشجع على تناول كميات أقل خلال الوجبات، إضافة إلى أن النوم الكافي يوازن الهرمونات التي تتحكم في الجوع والتمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية، وأخيراً عدم تجاهل وجبة الإفطار فتناولها يجنبنا الوجبات غير الصحية ويساعد على أداء التمارين الرياضية التي من شأنها صقل أجسامنا وجعلها تحقق المقولة المعروفة «العقل السليم في الجسم السليم».
فاهتمام المرأة العاملة بجميع نواحي حياتها بتوازن يلعب دوراً مهماً في بقاء صحتها شُعلة موقدة لتضيء دروب الآخرين، وعلى الجانب الآخر من ذلك، فإن إهمالها ذلك سيكون مِعوْل هدم لكافة مناحي ومسارات حياتها بكافة تفاصيلها.
وكما يقول الكاتب ستيفن كوفي: يعد تحدي التوازن بين العمل والحياة الشخصية بلا شك أحد أهم الصراعات التي يواجهها الإنسان المعاصر.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ys5xatmb

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"