عادي

10 رسائل للقاء أبوظبي السداسي

01:50 صباحا
قراءة 4 دقائق

د. أيمن سمير*

اللقاء الأخوي السداسي الذي استضاف فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، قادة 5 دول عربية هي مصر وسلطنة عمان والأردن والبحرين وقطر، بداية جديدة ومختلفة لما يمكن أن نسميه «استجابة عربية جماعية» للتحديات التي تعصف بالعالم في هذا التوقيت، ورغم أن القمم العربية المصغرة كانت نهجاً منذ العام الماضي من خلال سلسلة من القمم التي شهدتها القاهرة وشرم الشيخ والعلمين الجديدة والعقبة إلا أن لقاء أبو ظبي الأخوي التشاوري يحمل سلسلة من الرسائل أبرزها:

الرسالة الأولى

دولة الإمارات هي قوة للسلام والاستقرار ليس فقط في الخليج والمنطقة العربية وغرب آسيا، بل هي محور للازدهار والتنمية في العالم كله، ومن خلال هذه القمة وما تم خلالها وما أسفرت عنه تتأكد قدرة الإمارات والدول العربية على صياغة معادلة جديدة قوامها الأساسي تعزيز «المناعة والحصانة» العربية.

الصورة

الثانية

مخرجات اللقاء الأخوي تؤكد أن الإمارات تستثمر كثيراً في سياسة «تبريد الصراعات» و«تهدئة التوترات» ليس فقط في الشرق الأوسط بل في أقاليم أخرى ومناطق بعيدة، وهو ما يؤكد أن الإمارات باتت «رجل الإطفاء» الذي يبذل قصارى جهده لإخماد «ألسنة اللهب» التي تلف الكثير من أركان العالم، وهو ما يؤسس لتعاون عربي جديد يقوم على التعاون، وبناء نهج تشاركي يعتمد على المصالح المتبادلة، وهذه الدبلوماسية الإماراتية المبدعة تعزز حضورها ونجاحها في مختلف الملفات بداية من الدعوة للحل السياسي في سوريا واليمن وليبيا إلى الدور العربي الداعي لوقف الحرب الروسية الأوكرانية.

الثالثة

«المقبولة الإماراتية» التي تؤكد أن ما تطرحه الإمارات يجد صدى وقبولاً كبيراً لدى مختلف الدول العربية، وهو ما جسده مشاركة القادة الخمسة في اللقاء الأخوي التشاوري، وهو ما يصب في خانة تعزيز التقارب والتلاحم العربي، وتنسيق المواقف، واكتشاف مزيد من «المساحات المشتركة» التي يمكن أن تعمل عليها الدول العربية في المراحل الحالية والمستقبلية.

الرابعة

إدراك قادة هذه الدول لنوعية وطبيعة التحديات القائمة، التي يفرضها استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وعدم وجود أفق للحل حتى الآن، ومن هنا تأتي القمة بمثابة استجابة لهذه التحديات عبر مسارين:

الأول: هو تعميق التشاور وتبادل وجهات النظر حول تلك التحديات وأفضل الطرق للتعامل معها.

الثاني: الدعم المتبادل في مواجهة هذه التحديات، بمعنى عندما تتعرض دولة عربية لأي ارتدادات سلبية نتيجة لهذه الحرب الروسية الأوكرانية أو جائحة عالمية سوف تجد أشقاءها يدعمونها ويقفون بجوارها.

الخامسة

تعظيم وتوسيع مساحات العمل المشتركة بين تلك الدول بما يدعم ثباتها ومرونتها في التعامل مع التحديات الراهنة أو المستقبلية.. وتبني مبادرات مشتركة مثل المبادرة الثلاثية لدعم الصناعات المشتركة بين مصر والأردن والإمارات.

السادسة

تشكل هذه القمم المصغرة أساساً قوياً ودعماً غير مسبوق لفكرة «الأقلمة» بجانب «العولمة، بمعنى أن الحرب الروسية الأوكرانية فرضت على الدول القريبة من بعضها البعض، وفي الإقليم الواحد مزيداً من التعاون الإقليمي في ظل تحديات سلاسل الإمداد والمشاكل الجيوسياسيه في البحر الأسود وبحر البلطيق وخليج تايوان ومضيق ملقا وغيرها من المشاكل الجيوسياسيه التي تحد من تدفق السلع والخدمات في العالم، وأن التعاون بين الدول العربية يدرك هذه المتغيرات على الساحة الدولية.

السابعة

تمثل المخرجات التي نتجت عن اللقاء السداسي الاتجاه القوى نحو بناء مشروع جماعي عربي يبدأ وينتهي عند البحث عن مسارات العمل العربي المشترك بين دول وشعوب المنطقة، وهو ما يؤشر أننا أمام مرحلة جديدة ومختلفة عنوانها الأيادي الممدودة بالخير والتعاون بين مختلف الدول والشعوب.

الصورة

الثامنة

النجاح المتلاحق لهذه القمم يؤكد الإرادة السياسية العربية الكاملة والمخلصة التي جاءت في اتفاق العلا في 5 يناير 2021، فكثافة وكثرة المشاورات العربية العربية، وعلى مستوى القمة تقول إن ما جرى في العلا لم يكن مجرد لقاء بل تدشين لمرحلة جديدة تماماً يمكن أن تكون العنوان الجديد للإقليم العربي في الفترة القادمة.

التاسعة

ترسل هذه القمم معنى واضحاً لدول الجوار العربي بأن الدول العربية تسعى أيضاً لتصفير المشاكل مع الجميع من منطلق مبدأ المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وبهذا المعنى تعطى تلك القمم زخماً وقوة لمسارات التقارب الإقليمي في ظل الخطاب الإيجابي بين الرياض وطهران، وتعدد اللقاءات الإيرانية السعودية، وكذلك الحديث المتجدد عن التقارب المصري التركي عقب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس التركي على هامش كأس العالم في قطر.

الرسالة العاشرة

هذه القمم تعزز الثقة بالنفس العربية، وأنه في ظل انشغال القوى الدولية في الغرب والشرق بتصفية حسابات عالقة منذ نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي السابق فإن الدول العربية قادرة على صياغة طريقها الخاص في الحفاظ على مقدراتها الوطنية عبر دعم منصات التعاون المشتركة مع الشعوب القريبة والشقيقة، وكل هذا يدعم الاستقلالية العربية ويبتعد بها بعيداً عن فكرة الاعتمادية على الأطراف الخارجية خاصة في ملفات الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد والتعاون الاستثماري، بما يحقق مزيداً من مساحات الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمواطن العربي، وهو ما يقول إننا أمام معادلة جديدة يكون فيها العالم العربي هو الرقم الصعب في هذه المعادلة.

* [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mucc9f56

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"