عادي

الصينيون يستأنفون السفر.. لكن الحجوزات لا تزال أقل 85%

00:38 صباحا
قراءة 3 دقائق

استأنف الصينيون حجز الرحلات الجوية بمجرّد رفع الحظر عن السفر، ولكن عقبات عديدة تواجه عودة الحركة إلى مستوياتها ما قبل الوباء، لاسيما بالنسبة للسفر إلى الخارج.

على مشارف الاحتفالات برأس السنة الصينية الجديدة، ارتفع عدد الحجوزات إثر تخلي الصين عن سياسة «صفر كوفيد» في كانون الأول/ديسمبر. وقالت شركة «فوروورد كيز» المتخصصة «ازدادت الحجوزات، وبلغت 50 بالمئة من المستوى المسجّل في 2019 خلال الأسبوع الأخير من العام».

شهد قطاع الطيران التجاري الصيني حالة شلل منذ بدء انتشار الجائحة في مطلع العام 2020 مع إغلاق الحدود وحظر الحركة وتشديد القيود الصحية.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022 بلغت نسبة الحركة الجوية داخل الصين 30 بالمئة فقط من مستواها في الشهر نفسه في 2019، وفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا).

وتشكل حركة الطيران الداخلية في الصين 17,8 بالمئة من حركة الطيران الداخلية في العالم، بنسبة أقل بقليل من الولايات المتحدة (25,6 بالمئة). ولم تبلغ نسبة الرحلات الجوية داخل البلدان في العالم في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 سوى 77,7 بالمئة من مستوياتها في الشهر عينه قبل ثلاث سنوات.

والوضع أسوأ بكثير بالنسبة للرحلات بين الصين والخارج والتي شكلت على مدى ثلاث سنوات، 5 بالمئة من مستوياتها في 2019، بينما تشهد حركة الطيران الدولي تعافياً بنسبة 73,7 بالمئة في جميع أنحاء العالم.

وبعدما رفعت السلطات الصينية القيود عن هذا القطاع ارتفع عدد الحجوزات إلى حد كبير بلغ 192 بالمئة في نهاية كانون الأول/ديسمبر على مدى عام. لكن الحجوزات ما زالت منخفضة بنسبة 85 بالمئة مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة، وفقًا لـ «فوروورد كيز».

منطقة رئيسية للنمو

واعتبرت «إياتا» في مطلع كانون الأول/ديسمبر مباشرة قبل إعلان بكين رفع سياسة «صفر كوفيد» أنّ أي تخفيف للتدابير الصحية في الصين سيؤدي إلى «طلب قوي يدفع باتجاه انتعاش سريع».

وقال محللون من وكالة التصنيف الائتماني العالمية «دي بي ار اس مورنينغ ستار»، «تتوقع إدارة الطيران المدني الصينية بلوغ 88 بالمئة من نسبة الرحلات في 2019 بحلول نهاية كانون الثاني/يناير 2023».

وحذروا من أن «ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 في البلاد وإلزامية اختبارات الفيروس للمسافرين الصينيين إلى مناطق جغرافية معينة عوامل قد تُبطئ وتيرة التعافي في الأشهر المقبلة».

وأكد المحلل في «فوروورد كيز» أوليفييه بونتي أنّ على الرغم من بدء حدوث انتعاش بات ملموساً، «سيستغرق الأمر وقتًا قبل أن نشهد عودة الصينيين إلى استكشاف العالم».

إلى ذلك، أشار إلى أنّ «سعة الرحلات الدولية لا تتخطى الـ 10 بالمئة فقط من مستوياتها في 2019» وعلى الشركات إعادة تنظيم أنفسها، و«سيكون من الصعب العودة إلى الوتيرة السابقة قبل مرور بضعة أشهر»، على حد قوله.

وتؤكد «اير فرانس» أنها تسيّر حاليًا ثلاث رحلات أسبوعيًا بين فرنسا والبر الرئيسي للصين: رحلتان من شنغهاي وواحدة من بكين، بالإضافة إلى ثلاث رحلات إلى هونغ كونغ منذ 9 كانون الثاني/يناير. وستسيّر رحلة ثالثة إلى شنغهاي اعتبارًا من 4 شباط/فبراير ورحلة رابعة في الصيف.

قبل الوباء، كانت الشركة الفرنسية تسيّر 26 رحلة أسبوعيًا إلى بكين وشانغهاي ووهان.

وقالت «يُعتبر الطلب معتدلاً منذ فتح الحدود. ولكن إذا أصبح قوياً، يمكننا التكيّف مع الزيادة، بشرط الحصول على التراخيص اللازمة من السلطات الصينية».

وأكدت «فوروورد كيز» أنّ هناك عقبة أخرى أمام التعافي الواضح، وهي أسعار التذاكر، التي تصل إلى 160 بالمئة من ثمنها قبل الأزمة، حتى لو كانت هذه الأسعار تنخفض منذ عام بعدما تجاوزت 350 بالمئة.

واعتبرت «إياتا» أن إلزامية إبراز نتائج اختبارات كوفيد-19 سلبية للمسافرين القادمين من الصين التي فرضتها بلدان عديدة بينها فرنسا، غير فعالة. ورأت أن شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تعد الصين مركز الثقل الأكبر، ستستعيد هذا العام 70,8 بالمئة من عدد ركابها في 2019.

وفي ذلك العام شهدت المنطقة 37 بالمئة من الحركة الجوية العالمية، أي حوالي 1,7 مليار راكب من 4,5 مليارات. وعلى الرغم من الوباء، ما زالت المنطقة تعتبر رئيسية للنمو في مجال النقل الجوي.

وقال المدير التجاري لإيرباص كريستيان شيرير في كانون الأول/ديسمبر، «عندما تعود الصين، ستعزز القطاع (الجوي) بأكمله».

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/43de3jw8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"