حتى لا تضعف الروح المعنوية

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

نقرأ في الأخبار، أن العالم سيشهد تدهوراً وانهياراً مالياً، وفي اللحظة نفسها نقرأ عن شركات كبرى، تقرر تسريح بعض موظفيها، ومثل هذه الأخبار أو المقالات أو التحليلات، باتت ترد بشكل يومي، فما يحدث في أقصى الغرب، قد تسمع صداه في أقصى الشرق، هذا الواقع ملاحظ، ولم يعد مستغرباً، ومثل هذه الحالة دفعت بعض الموظفين، للعيش في خوف مستمر وقلق من تلك اللحظة التي قد يصلهم فيها عبر الإيميل أي إشعار بإنهاء خدماتهم، وبالتالي انعكست مثل هذه المخاوف على الإنتاجية، وعلى حيوية وقوة حضور هذا الموظف، ولجأ بدلاً عن الفاعلية والمبادرة والابتكار، إلى الانزواء، ومحاولة التخفي إن صح التعبير. ويمكن في أي مؤسسة أو شركة، رصد عينات ونماذج من هؤلاء الموظفين الذين استسلموا لمخاوفهم وترددهم؛ حيث تراهم يقدمون لعملهم ما يكفي لبقائهم، والمشكلة أن مثل هذه الحالة قد تتطور، ويصبح معها الموظف شديد التذمر، وقد يؤثر بشكل سلبي في بيئة العمل.

في كتاب: «الموظف غير المرئي: استخدام التحفيز لاكتشاف الطاقة الكامنة لدى الموظفين»، من تأليف أدريان جوستيكا، وتشيستر إلتون، جاء فيه: «نظراً لما يشعر به الموظفون غير المرئيين من تجاهُل وعدم تقدير، فإنهم يردُّون بالطريقة الوحيدة المعروفة لهم؛ أَلَا وهي: طريقة البقاء غير مرئيين في ظلال الشركات الضخمة، وإنجاز القدر اللازم من العمل للبقاء في وظائفهم، والتذمُّر بخصوص هذا وذاك، وتمرير هذه الوسائل إلى الوافدين الجُدد. إنَّ لسانَ حالِ هؤلاء الموظفين يقول: ما الذي يدفعك إلى التفوُّق في عملك إن لم يكن ثمة مَنْ سيلاحظ إنجازاتك التي تفوق ما هو مطلوب؟ ما الذي قد يدفعك إلى تكبُّد عناء المحاولة، في الوقت الذي يمكن أن يكون اسمك مُدرَجاً ضمنَ لائحة الموظفين الذين تنوي الشركةُ تسريحَهم في الحركة القادمة؟»

وبطبيعة الحال، فإن تواجد هذا النوع من الموظفين المحبطين، الذين يشعرون بالكآبة، يعد مدمراً لبيئة العمل، وقد يسببون حالة من عدم الثقة وبالتالي عدم الجدية والإنتاجية. ويقع العبء والمسؤولية على المديرين، في معالجة مثل هذا السلوك المدمر، عليهم اكتشاف هذا النوع من الموظفين، وتشجيعهم وإخراجهم من عزلتهم، ورفع معنوياتهم. ومن الطرق السليمة في بيئة العمل، بناء الثقة والوضوح والشفافية مع جميع الموظفين، وعدم ترك أي معلومة للتخمين والتوقع، وبالتالي انتشار الشائعات، غير الصحيحة، والتي تضعف الروح المعنوية، وتؤثر في سلامة سير العمل.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/489xw6ad

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"