عادي
206 آلاف شخص خسروا وظائفهم في قطاع التكنولوجيا الأمريكي

«شطب الوظائف» يدعم مكاسب «ناسداك» في أسبوع متقلّب

13:03 مساء
قراءة 4 دقائق
حقق المؤشر ناسداك الأداء الأفضل خلال الأسبوع من بين مؤشرات وول ستريت التي احتفظت باللون الأخضر منذ بداية العام وحتى نهاية تداولات الأسبوع. وسجل «ناسداك» مكاسب بنسبة 0.55% في الأسبوع الإيجابي الثالث على التوالي، بينما أنهى مؤشر «داو جونز» الأسبوع هبوطياً بنسبة 2.7%، فيما تكبد «ستاندرد آند بورز» خسارة بنسبة 0.66%، وكسر كلاهما سلسلة مكاسب استمرت أسبوعين.
ولكن المؤشرات الثلاثة لا تزال في المنطقة الإيجابية لهذا العام.
وارتفعت الأسهم الأمريكية في جلسة يوم الجمعة، حيث أوقف المؤشران ستاندرد آند بورز وداو جونز سلسلة خسائر استمرت ثلاث جلسات، وارتفع المؤشر ناسداك أكثر من 2%، بعدما ساعدت الأرباح الفصلية سهم نتفليكس على الصعود، بينما ارتفعت أسهم ألفابت، المالكة لجوجل بعد الإعلان عن خفض الوظائف.
وارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز 72.93 نقطة أو 1.87 في المئة، الجمعة، ليغلق عند 3971.78 نقطة، بينما زاد المؤشر ناسداك المجمع 285.41 نقطة أو 2.63 في المئة إلى 11137.68 نقطة. وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 326.74 نقطة أو 0.99 في بالمئة إلى 33371.30 نقطة.
تسريح الموظفين
وقررت «ألفابيت» (جوجل) تقليص القوة العاملة بنحو 12000 وظيفة، وفي نهاية أيلول/سبتمبر 2022، بلغ مجموع الموظفين لدى ألفابيت حول العالم نحو 187 ألف شخص. وتمثّل نسبة الموظفين الذين سيتم الاستغناء عنهم حالياً 6% من إجمالي القوة العاملة لديها.
وارتفعت أسهم ألفابيت بأكثر من 5% ستريت بعد إعلان الخبر.
وتأتي الخطوة بعد يومين فقط من إعلان مايكروسوفت أنها ستستغني عن نحو عشرة آلاف موظف في الأشهر المقبلة، بعد خطوات مماثلة اتخذتها ميتا وأمازون وتويتر في وقت يواجه قطاع التكنولوجيا تباطؤاً اقتصادياً كبيراً.
ويبدو تأثير التسريحات إيجابياً على الأسهم لدى عمالقة التكنولوجيا، فقد ارتفع سعر أسهم مجموعة «ميتا» (فيسبوك) بنسبة 35% مذ أعلنت إلغاءها 11 ألف وظيفة في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، مثلما ارتفع سعر أسهم أمازون بنسبة 13% منذ إعلانها الاستغناء عن 18 ألف موظف هذا الشهر.
وقال محللون إن مجموعات التكنولوجيا الكبرى أنفقت أكثر ممّا كان يجب إذ لم تلحظ تباطؤاً في الأفق.
وقال دانيال ايفز من شركة «ويدبوش سيكيوريتيز» للاستثمارات: إن تسريح الموظفين يعكس إنفاقاً غير مسؤول في قطاع التكنولوجيا الذي ينعم بـ«نمو مفرط».
وأضاف «الحقيقة أن الشركات القوية في مجال التكنولوجيا وظّفت بشكل مفرط وبوتيرة غير مستدامة، وأصبح الاقتصاد الكلي القاتم يفرض عمليات التسريح هذه في الفضاء التكنولوجي».
وبحسب موقع Layoffs.fyi، خسر نحو 194 ألف شخص وظائفهم في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة منذ مطلع العام 2022. ويرتفع هذا العدد إلى أكثر من 206 آلاف بإضافة موظفي «ألفابيت».
وأعلنت شركتا «إتش بي» وعملاق الحوسبة السحابية «سيلزفورس» أيضاً الاستغناء عن أعداد كبيرة من الموظفين هذا الشهر.
واقع اقتصادي مختلف
وقال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي للمجموعة في رسالة بالبريد الإلكتروني للموظفين « على مدى العامين الماضيين، شهدنا فترات من النمو الهائل. لمواكبة هذا النمو ودعمه، وظّفنا عدداً من الأشخاص استجابة لواقع اقتصادي مختلف عن الواقع الذي نواجهه اليوم».
وأضاف «لقد أجرينا مراجعة صارمة عبر مجالات المنتج والأدوار الوظيفية لضمان توافق موظفينا وأدوارنا مع أولوياتنا القصوى كشركة». وتابع «قررنا تقليص القوة العاملة لدينا بنحو 12000 وظيفة».
وكتب بيتشاي «الأدوار التي نلغيها تعكس نتيجة تلك المراجعة».
وأشار بيتشاي إلى أن الموظفين الأمريكيين سبق أن تبلغوا بعمليات التسريح، فيما ستستغرق هذه العمليات وقتاً أطول في الدول الأخرى تماشياً مع قوانين العمل المحلية.
ولفت إلى أن التسريح سيطال «مختلف الأقسام والمناصب ومستويات المسؤولية والمناطق».
وأضاف «تأثير هذه التغييرات في حياة موظفي جوجل يلقي بثقله عليّ، وأتحمل المسؤولية الكاملة عن القرارات التي أدت بنا إلى هنا».
توظيف «مفرط وغير مستدام»
وقال بيتشاي إن تسريح هذه الأعداد من الموظفين «سيعزّز تركيزنا» على أولويات جديدة، مشيراً إلى ضرورة زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
وأضاف «كوننا مقيدين في بعض المجالات يسمح لنا بالرهان بشكل أكبر على مجالات أخرى».
ويواجه محرك بحث جوجل ضغطاً مع ظهور برنامج «تشات جي بي تي» ChatGPT المدعوم من مايكروسوفت والذي يمكنه إنشاء محتوى متقن كأنه من صنع الإنسان في غضون ثوان فقط.
وقالت شركة مايكروسوفت إن هذا البرنامج سيُستخدم لتقوية محرّك بينغ الذي لطالما كان منافساً لمحرّك جوجل، وإن بتأثير قليل نسبياً.
وأعلن بيتشاي عن حزم إنهاء الخدمة للموظفين الأمريكيين الذين سيحصلون على راتب ما لا يقل عن 16 أسبوعاً ومكافأة مالية عن خدمة 2022 وإجازات مدفوعة الأجر وستة أشهر من التغطية الصحية.
وقال «لا أزال متفائلًا بشأن قدرتنا على أداء مهمتنا حتى في أصعب الأيام».
الأسهم الأوروبية
وفي أوروبا، أغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع، الجمعة لكنها سجلت خسائر أسبوعية وسط ترقب المستثمرين لموسم نتائج الشركات والقرارات التي ستتخذها البنوك المركزية في القترة المقبلة، لكن إعادة فتح الاقتصاد الصيني بعد فترة من الإغلاق بسبب كوفيد-19 خففت من حدة الخسائر.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 في المئة عند الإغلاق مدعوماًَ بارتفاع أسهم قطاع السفر والترفيه وقطاع البيع بالتجزئة.
وقفز سهم شركة سيلنكس الإسبانية 9.8 في المئة بعد تقارير إعلامية تفيد بأن شركتي أمريكان تاور وبروكفيلد تدرسان التقدم بعرض للاستحواذ على مشغل أبراج الهاتف المحمول.
وبالرغم من مكاسبه يوم الجمعة، تكبد مؤشر ستوكس 600 خسائر أسبوعية بلغت 0.1 في المئة بعد أن سجل في وقت سابق هذا الأسبوع أعلى مستوى له في تسعة شهور.
(وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n77c49f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"