عادي

الرواية ابنة الفلسفة

00:02 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

يكشف فيصل درّاج في كتابه الصادر حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية بعنوان: «الشر والوجود.. فلسفة نجيب محفوظ الروائية» أن محفوظ صالح بين الرواية والفلسفة، وأعادت فلسفته الروائية تعريف الإنسان المغترب، الذي تمكر به طريق اعتقد أنها تقوده إلى الأمان، وتقصي آثار السلطة المتفردة على الحاكمين والمحكومين، ما وضع في رواياته الكبيرة مثل «اللص والكلاب» أشياء من كتاب عبد الرحمن الكواكبي عن «الاستبداد والاستعباد» وفي رواية «ثرثرة فوق النيل» ملامح من مسرح العبث، كان محفوظ لا يعبث إلا جاداً، ويسخر وهو ينشد حقيقة لا تحتمل السخرية، أما عمله «حضرة المحترم» فدرس في البناء الفني الخالص قوامه السلطة الآسرة.

ويرى درّاج أن محفوظ عايش مفارقات الوجود وكتب عنها في آن معاً، اعتبر الشر إعلاناً عن فساد الطبيعة يتجلى في الإنسان بأشكال متفاوتة.

كتب محفوظ رواية من أجل إنسان يتمتع بالعدل والحرية، قادر إن توفرت الشروط، على بناء مدينة فاضلة دنيوية، وهو ما صرح به في نهاية عمله الأكبر «الحرافيش» أكد فيه أن على الإنسان أن يذهب مجتهداً إلى مدينة عادلة، لن تأتي إليه وحدها، لأنها تتويج لدلالات الحرية والعدالة والمساواة، التي هي آية على توق إنساني قديم، إن تقدم قليلاً عاد وتراجع أكثر.

يحاول درّاج في هذا الكتاب النفاذ إلى فلسفة نجيب محفوظ الروائية، التي تميزت بنظر ثابت نسبياً إلى العالم وبأشكال متغيرة دائبة التطور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4csyjdf8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"