عام الاستدامة

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

الديمومة، والبقاء بخير، والحلم بمستقبل تستحقه كل الأجيال، الكون وما سخره الله لنا، الخلافة في الأرض، أن يكون الإنسان في خير أخيه الإنسان، وأن تكون حياة الإنسان، ومن على هذه الأرض هي أصل وجودنا، ولأن الله خلقنا في أحسن تقويم، وخلق لنا السماء، والبحار واليابسة، وكل ما وجد عليها، فوجب أن تكون الاستدامة هي محور كل ما نعمل من أجله ولأجله؛ كي نعيش وتكون لنا حياتنا التي من خلالها نحمد الله ونسخر ما أعطانا لاستمرارية البشرية.

«عام الاستدامة»، وإعلان الوالد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون عام 2023 هو عام الاستدامة، استمرارية حقة لرسالة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي قال يوماً: «سأعطي كل ما أملك من أجل هذه الأرض»، وقال أيضاً، إن المواطن «الإنسان» هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض، وهو أغلى إمكانيات هذا البلد، الإنسان في كل ما نخطط له ونقوم به هو المحور، في كل الاستراتيجيات والتوجهات، وما كانت الاستدامة إلا لخير هذا الإنسان، جاء الإعلان مطالباً بالأفكار التي تعطي نتائج حقيقية، وأن يكون عنصر الاستمرار باتزان هو الركيزة الأساسية، نحن لا نخترع اليوم مفاهيم جديدة، بل نعزز ما بنيت عليه الإمارات، وسنكون بإذن الله مع استضافة مؤتمر الدول الأطراف لتغير المناخ (كوب 28)، نموذجاً حياً للتمكين، للعمل المناخي الحقيقي، للالتزام، للرقي بالمجتمعات وتبني كل أهداف التنمية المستدامة التي تخدم الكوكب، وتُسهم في استمرارية وتوارث الحقوق والحياة الكريمة للأجيال القادمة.

عناصر الاستدامة الرئيسية بلا استثناء كلها مهمة، الإنسان، الأرض، الاقتصاد، وأن الفرص يجب أن تكتب بماء النية والعمل الصادق، وأن الشفافية محور وأساس كل ما سيكون، ألّا يغفل أصحاب القرار عن أهمية تهيئة سبل البيئة الحقيقية للإنسان، وتعليمه، وتوعيته وجعله مدركاً وممكّناً حتى يخدم هذه الأرض، أن يكون ذا قيم، أخلاق، حكمة، وصبر، وأن تتجلى لديه المفاهيم العليا لخالق هذا الكون وهي التعمير، وأن تكون الأخلاق والسلوكيات الحسنة رافداً في بناء الأمم.

يبقى السؤال الأهم: هل نحن نتحدث فقط عن هذا العام؟ الرسالة واضحة، لم تأتِ فجأة بل هي تأكيد على كل ما يقوم به القادة منذ 51 عاماً اليوم في الإمارات، وهي رسالتهم العليا للجوار والمحيط الأكبر، الإعلان اليوم هو وضع خط أساس، ومبادئ أكبر تبنى على تاريخنا، وتستمر من أجل مستقبل الكون الذي وضعه الله أمانة بين أيدينا، العمل الجاد، والتخطيط، والصدق، والشفافية، والابتكار، والالتزام، والتفاني، والتكاتف، والقيادة الواعية، والدعم الدولي، والتجرد من الأجندات، هذه بعضها وهناك الكثير، ستُسهم كثيراً في نجاح المساعي الكبرى لمؤسسي هذا الوطن وقادته، لنجاح مؤتمر المناخ، وجعله علامة فارقة. لتكن الاستدامة تاريخنا لل 50 القادمة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48zmsvm8

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"