عادي

عبارات سامة احرص على إزالتها من مفرداتك المهنية

21:22 مساء
قراءة 4 دقائق
إعداد: هشام مدخنة

لو نظرنا من الناحية المثالية، فإن كل تفاعلاتنا في مكان العمل، سواء الاجتماعات أو المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني أو حتى نقاشاتنا الصغيرة، ستكون عبارة عن محادثات إيجابية وبنّاءة. لكن هذه ليست هي الحال دائماً، إذ يمكن للمناقشات أن تأخذ طابعاً بارداً وجافاً، وتتحول في بعض الأحيان إلى وسائل لدس الثقافة المؤذية، لا سيما عندما يدلي الموظفون بتعليقات حول العرق والجنس والعمر والقدرة والتوجه، الأمر الذي يُقوض الهوية الشخصية للفرد.

فإذا أردت التوقف عن تشويه إحساس الزملاء بمقدار أمانهم وقيمتهم الحقيقية، ينصح الخبراء بضرورة إزالة هذه العبارات العشر السامة من قاموس مفرداتك المهنية سواء كمسؤول أو موظف عادي.

  • دائماً نفعلها بهذه الطريقة

هذا يعني أن لديك عقلية ثابتة متحجرة، وأنك تقاوم التغيير أو الاقتراحات. ونظراً لأنك تلمح إلى أنه لا يوجد شيء خاطئ في المعيار الحالي، فإنك تخاطر بخنق الحافز والابتكار والنظر للمستقبل.

الأجدى بك القول: «صحيح أننا اعتدنا القيام بذلك على هذا النحو، لكن لنرى ما إذا كان الوقت قد حان لتغيير ممارساتنا السابقة».

  • في السابق كان الأمر أسوأ

يعني هذا أن المعاناة يجب توقعها باستمرار، وكأن آلام الماضي تبرر نزيف الحاضر. وعند استخدام هذه العبارة، فأنت بذلك «تُسكت» الشخص الذي يعاني مشكلة ما.

ماذا أقول بدلاً من ذلك: «فيما مضى كان الأمر أسوأ بكثير، اليوم أنا سعيد جداً لأن الأحوال جيدة نوعاً ما بالنسبة لك، فما الذي يمكننا تغييره لجعلها أفضل؟»

  • خصوصية معلومات الرواتب

هذا يعني أنك تحمي الصفقات الخاصة ولا تقدر الشفافية. ونتيجة لذلك، تُترك مجموعات معينة (مثل النساء والأقليات العرقية) عرضة للتفاوت في الأجور. وقد أظهرت الدراسات أن الحفاظ على سرية الراتب يقلل من أداء الموظفين، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى الشك في وجود نقص في المساءلة مع فجوات في الرواتب.

وعليه من الأفضل القول: «من المهم إجراء محادثات مفتوحة حول الراتب».

  • نتفق مع فلان لأن لديه خبرة أكبر

تتجاهل هذه الرسائل حقيقة أن التجربة يمكن أن تعتمد على الامتياز والوصول، وأن الأشخاص المختلفين يبدؤون السباق من نقاط انطلاق مختلفة. وعندما يتم إعطاء الأولوية للخبرة فقط على حساب الإمكانات والدوافع، يتم كبت التنوع والإبداع.

لذلك في مثل هكذا نقاشات، يجب أن نستخدم عبارة: «يتمتع أحمد بخبرة أكبر وستتاح له فرص أخرى، لكننا سنأخذ اليوم برأي سمير، نظراً لإمكاناته القوية المتوقعة».

  • ليس لدينا حدود لفترة المنصب

هذا يعني أنك كتنفيذي متعايش مع الوضع الراهن، وأن القادة الحاليين لديك يستحقون مناصبهم إلى أجل غير مسمى. تجدر الإشارة هنا إلى أن التغيير في الثقافة يتطلب أحياناً تغييراً في المناصب العليا. فإنشاء نظام قيادة متناوب بحدود المدة الزمنية يُعزز التنوع في مكان العمل.

فماذا نقول هنا: «نقدر إعطاء الفرصة للجميع، فالأفراد والمؤسسات تنمو بتناوب القيادات».

  • هل يمكنك توثيق تلك الحادثة؟

عند قول ذلك، فإن الحادثة قد لا تعود سرية أو مجهولة المصدر. فأحياناً يحتاج الموظف للإبلاغ عن بعض الأمور أو الجوانب السلبية ربما شفهياً، لكن عندما يطلب منك النظام أو المدير المباشر توثيق التفاصيل عبر البريد الإلكتروني، ينتاب البعض قلق بشأن ردود الفعل اللاحقة. وهذا الخوف من العواقب يمكن أن يقلل من احتمالية الإبلاغ تماماً في المستقبل.

ومن الأفضل بدلاً من ذلك القول: «دعنا نتوصل إلى صياغة تحافظ على حمايتك وتركز على جوهر المسألة».

  • فلان لم يقصد ما قاله

يُترجم هذا بشكل مباشر إلى: «أنا أسمع شكواك، لكني أحمي الشخص الآخر وأشوه مصداقيتك». فبدلاً من تقديم الدعم أو التحقق من مواطن الشبهات، تستخدم أسلوب «دفاع الرجل الصالح».

بهذه الحالة حري بك القول: «شكراً لك على مشاركة هذا. دعنا نتوصل إلى طريقة تدعمك وسننظر بنفس الوقت في سلوكه».

الصورة

 

  • هذا سر بيننا لا تخبره للآخرين

هذا يعني أنك تتنازل عن قصد عن الخصوصية والثقة. فالنميمة والثرثرة في أروقة العمل شيء معروف عالمياً، لذا من الصعب تغيير هذا السلوك الذي يُعرّض في الوقت ذاته كلا الشخصين للمحاسبة.

لذا من المستحسن القول: «أفضل الاحتفاظ بسرية المعلومات المتعلقة بفلان، وأوصي بالتواصل معه مباشرةً».

  • أنا لست على ما يرام لكنني سأكابر

هذا يشير إلى تجاهل مرضك ورعايتك الذاتية. فالتباهي بالعمل في ظل الألم أو العدوى أو أزمات الصحة النفسية ليس وسام شرف. فمن حق نفسنا علينا أن نهتم بها جسدياً وعقلياً وعاطفياً.

فماذا أقول: «يجب ألا أجهد نفسي اليوم، سآخذ إجازة مرضية»

  • هل يمكنك فعل كذا وكذا مساءً؟

هذا يعني أنك لا تحترم حدود الزمالة في العمل. بالتأكيد، هناك مواعيد نهائية حاسمة ومفصلية لإنجاز مهمة ما ويمكن عمل استثناءات بالتواصل بعد أوقات الدوام، لكن التطفل المستمر على وقتنا الشخصي يُولد الاستياء والإرهاق، خاصة إذا لم يتم تعويض هذه الأوقات.

لذلك إن لم تكن هناك ضرورة قصوى، يجب القول: «نظراً لأن يوم العمل قد انتهى، يمكننا إرجاء الأمر للغد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ehd6tp3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"