علاقة الإعلام بوسائط التواصل

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

هل من سبل إلى الارتقاء بوسائط التواصل الاجتماعي؟ التفاؤل مستحب، فلعلها تصير يوماً تواصلية لا تنافرية. على الباحثين أن ينقّبوا عن أسباب غلبة الهبوط عليها في العالم العربي وتدني مستوى العربية مبنى ومضموناً فيها، وسطحية التناول والخطاب في أغلب الأحيان.
مبدئياً، على المؤسسات المسؤولة عن الإعلام أو المعنية به، أن تكون لها آراء ومواقف في هذا الشأن؛ لأن وسائط التواصل، شئنا أم أبينا، محسوبة على الإعلام لكونها تحمل كثيراً من الصفات الإعلامية. بصرف النظر عن المؤهلات والخبرات والكفاءات، يستطيع أيّ كان بهاتف جوال أن يرتبط بالشبكة في أيّ محل عام، في مركز تسوق، في مطار، في مطعم أن يغدو جهاز إعلام سمعي وبصري، ومقدم البرنامج وجهاز الإرسال في بث مباشر، وقد يفعل المذهلات.
لا ننسَ أننا في سنة 2023، فكيف ستكون الحال بعد عقد أو عام خمسين؟ منذ أكثر من عشر سنوات ونحن نرى كيف تقلب وسائط التواصل الأوضاع السياسية في بلدان شتى رأساً على عقب. تغلي الأوطان، يتبخر أمن الشعوب واستقرارها، تنهار الاقتصادات. الغباء أيضاً له ألوان من سخريات العدوى. تناطح المذاهب في الدين الواحد في الشرق الأوسط والذبح على الهوية، انقلب سحرهما على الساحر، فإذا التناحر بين الأرثوذوكس والكاثوليك في عقر دار الأوروبيين.
ليس من أصول فن التحرير الإعلامي الخروج عن الموضوع، فهذا جناه علينا الجاحظ، أستاذ الاستطراد. بالمناسبة، الاستطراد أصله في الصيد، يقول أبو العلاء: «فلا تلُمِ السوابق والمطايا.. إذا غرضٌ من الأغراض حادَا... لعلك أن تشنّ بها مغاراً.. فتُنجح أو تجشّمها طِرادَا».
في مطلع القصيدة نعود إلى موضوعنا: «أرى العنقاء تكبر أن تصادَا.. فعاند من تطيق له عنادَا». وسائط التواصل هذه ليس من السهل التحكم فيها حين تمسي دُمًى متحركة في أيدي أغراض الأقوياء، الذين يصنعون منها أسلحة استراتيجية. فئات من البسطاء، والمؤمن غرٌّ كريم، ينقادون إلى اللعب بأوطانهم من الوريد إلى الوريد.
من الضروري فعل شيء إيجابي إزاء وسائط التواصل. مثلاً: عمل المثقفين والمفكرين والأوساط العلمية الأكاديمية والجامعية وأهل العلوم الاجتماعية، على إيجاد مواقع وحسابات متألقة وازنة وجذابة، بالتفاعل وإثارة القضايا المفيدة، لتشمخ الأشجار السامقة وتتضاءل الأعشاب الضارة.
لزوم ما يلزم: النتيجة الاقتصادية: على المؤسسات الإعلامية الجادة أن تخشى المقولة: «العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة». مرة أخرى ثلاثيّ طرد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yv88fvfc

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"