عادي

منتجو الصمغ العربي في السودان يقاومون التحديات

17:08 مساء
قراءة دقيقتين
Video Url
صمغ عربي على نتبة الأكاسيا في السودان(أ.ف.ب)
شخصان يجمعان السمغ (أ.ف.ب)

يُنتج الصمغ العربي، الضروري في صناعة المشروبات الغازية في العالم، من نبتة الأكاسيا في المناطق القاحلة في السودان، حيث تقاوم الشجرة درجات الحرارة المرتفعة بشكل متزايد، لكنّ المزارعين باتوا يكافحون لزراعتها.

وتوضح فاطمة رملي، المنسقة الوطنية لجمعية منتجي الصمغ في الهيئة القومية للغابات التي تضم سبعة ملايين عضو، أن صمغ الأكاسيا «نبتة مهمة لمكافحة التصحر، إذ تقاوم الجفاف وتزيد من خصوبة التربة، وهو أمر ضروري لزيادة الإنتاج الزراعي».

هذا الصمغ المصنوع من عصارة صلبة مأخوذة من شجرة الأكاسيا، هو مستحلب يحمل أهمية كبيرة في الصناعات العالمية. ويُستخدم هذا المكون الطبيعي في صناعات شتى، من المشروبات الغازية إلى العلكة مروراً بالمستحضرات الصيدلانية.

ويشكل إنتاج الصمغ الغربي مفخرة للسودان الذي يحتل صدارة البلدان المنتجة له عالمياً ويستحوذ على نحو 70% من تجارته العالمية، بحسب الوكالة الفرنسية للتنمية.

هذا الصمغ بقي معفى من العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على السودان على مدى عقود في ظل حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، من جانب الولايات المتحدة التي تُبدي صناعاتها الغذائية والدوائية نهماً كبيراً في هذا الصمغ، الذي يشكل خصوصاً مكوناً رئيسياً في المشروبات الغازية.

ولحصاد هذا الصمغ الثمين، يجب على المزارعين أن يتحملوا الظروف المناخية القاسية نفسها مثل الأكاسيا، إحدى أفضل الأشجار تكيفاً في العالم مع الجفاف وتغيّر المناخ.

ويقول محمد موسى الذي يجمع الصمغ من أشجار منتشرة في غابة الدموكيه المملوكة للدولة، لوكالة «فرانس برس»: «نعمل لساعات تحت الشمس الحارقة» للحصول في نهاية المطاف «على ما يكفي بالكاد لشراء الماء حتى حلول موسم الأمطار».

وفي كردفان، يبلغ ارتفاع درجات الحرارة المسجلة في المنطقة ضعف المتوسط العالمي، أي درجتين إضافيتين في أقل من ثلاثين عاماً، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

ويكافح البشر للتكيّف مع المناخ الجاف والتصحر. وتضاف إلى الجفاف تقلبات الأسعار العالمية للصمغ العربي.

لذلك يفضل مزارعون كثر قطع شجر الأكاسيا وبيعه لصنع الفحم، للحصول على دخل أكثر استقراراً، أو العمل في مناجم الذهب القريبة. ومن بين هؤلاء، أربعة من أبناء عبد الباقي أحمد الخمسة، الذين اختاروا العمل الشاق في مجال التعدين بدلاً من الاهتمام بأشجار الأكاسيا الخاصة بوالدهم.

الأمر نفسه حصل مع عبد الله بابكر، إذ فضّل أبناؤه الثلاثة التنقيب عن الذهب على تسلق الأكاسيا. ويقول الرجل البالغ 72 عاما «إنهم يريدون وظيفة ذات أجر أعلى».

وأمام هذا الوضع، يعمل السودان الذي صدر 88 ألف طن من الصمغ العربي عام 2021 مقابل 110 ملايين دولار، بحسب البنك المركزي، على استبدال أشجار الأكاسيا المقطوعة للحطب أو البناء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yk8ybzpn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"