الحرب إذا خرجت عن مسارها

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تمضي الحرب الأوكرانية بوتيرة متسارعة من التحشيد والتصعيد، بما يجعل مخاطرها تتزايد إن لجهة توسعها، أو لجهة خروجها عن مسارها باستخدام الأسلحة غير التقليدية، خصوصاً أن حلف «الناتو» قرر المضي في الحرب بالوكالة حتى النهاية، مستخدماً ما في ترسانته من الأسلحة الحديثة والمتطورة في خدمة أوكرانيا، رغم ما برز مؤخراً من خلافات حول امتناع ألمانيا عن إرسال دبابات «ليوبارد 2» إلى الجيش الأوكراني طالما تمتنع الولايات المتحدة عن إرسال دبابات «إبرامز».

لكن «الناتو» مصمم وفق أمينه العام ينس ستولتنبرغ على تزويد أوكرانيا بما تحتاجه من أسلحة لتمكينها من مواصلة الحرب واستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا، وهذا يعني إطالة أمد الحرب إلى أشهر أو سنوات، من دون الأخذ في الحسبان أنه كلما طالت كلما دخلت عوامل جديدة قد تخرجها عن مسارها، خصوصاً في حال تورطت أطراف أخرى فيها، أو أدى السلاح المقدم إلى أوكرانيا إلى استهداف الداخل الروسي، وهو أمر سوف تعتبره موسكو عدواناً مباشراً عليها ويستهدف أمنها الوطني، وستكون في هذه الحالة مضطرة للخروج عن قواعد الحرب التقليدية، وعدم حصر الحرب داخل الأراضي الأوكرانية، من خلال توسيع مساحة الحرب، وربما اللجوء إلى الأسلحة غير التقليدية، لأنها سوف تدرك حينها أن الهدف هو روسيا والنظام، وذلك «خط أحمر» بالنسبة للكرملين.

لقد تم خلال الأيام القليلة الماضية، بعد اجتماع وزراء دفاع نحو 50 دولة غربية في قاعدة رامشتاين الأمريكية في ألمانيا الاتفاق على دعم عسكري لأوكرانيا بشكل غير مسبوق، فالولايات المتحدة وحدها أعلنت عن حزمة مساعدات عسكرية تقدر ب 2.5 مليار دولار، وهي جزء من إجمالي المساعدات العسكرية المقررة لكييف وتبلغ 27 ملياراً و400 مليون دولار.

روسيا من جهتها أعلنت أن هذه الأسلحة لن تغير شيئاً في الوضع، لكنها سوف تؤدي إلى إطالة أمد الحرب، لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كان أكثر صراحة، إذ اتهم حلف «الناتو» بشن حرب على روسيا من خلال الصراع مع أوكرانيا، وقال إن الولايات المتحدة شكلت ائتلافاً من الدول الأوروبية لحل «المسألة الروسية» بالطريقة نفسها التي سعى بها أدولف هتلر إلى حل «المسألة اليهودية» في أوروبا، من أجل تدمير روسيا. وأضاف «إن السياسيين الغربيين يقولون بوضوح إن روسيا يجب أن تعاني من هزيمة استراتيجية».

هذا ما بات يؤرق روسيا بالفعل باعتبارها مستهدفة وجودياً، وهو الخوف من اضطرارها إلى الخروج عن مفهوم «الردع النووي»، إلى استخدامه في لحظة الخطر حين تجد أنه السبيل الوحيد لحماية نفسها.

لقد سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أعلن الشهر الماضي أن بلاده سترفع الاستعداد القتالي ل«الثالوث النووي» في البر والبحر والجو، فيما أعلن الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف أن «هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تشعل حرباً نووية»، أضاف «القوى الكبرى لا تخسر أبداً في صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها».

كلام واضح، ومؤشر خطير إلى ما يمكن أن تحمله الأيام أو الأشهر المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/38kbnd8e

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"