قلة من يستثمرون في هذه الفئة

يتم تداول مصطلح صناعة القادة، خاصة في بيئة العمل؛ حيث يكون هناك هاجس حول قدرات الموارد البشرية التي تعمل في هذا المرفق أو ذاك على القيادة. والقيادة هنا، ليست بالضرورة استلام منصب قيادي، مثل مدير عام، أو رئيس مجلس إدارة، بقدر ما تعني روح المبادرة، والتفكير خارج الصندوق، والشجاعة في اتخاذ قرارات تفيد المنشأة، وتدفع بها نحو الأمام، ويمكن أن نطلق على هذه الحالة: التفكير القيادي، أو العمل بالروح القيادية.
 وفي المجمل، فإن أصحاب هذه الروح يتمتعون بالنجاح؛ لأنهم يؤدون أعمالهم بطريقة مغايرة ومختلفة عن السواد الأعظم من الموظفين، فهم مهمومون بزيادة معارفهم، وخبراتهم الوظيفية، وتجدهم متحمسين لتنمية علمهم وقدراتهم من خلال الالتحاق بأي فرصة تدريبية تتاح. هم أيضاً لديهم نزعة واضحة نحو التغيير، فلا يرضيهم البقاء في نفس المستوى مطولاً، حيث يسارعون لمحاولة التطوير، ولأنهم يملكون روحاً قيادية، تجدهم يقدمون المبادرات، والأفكار، والمشاريع التي تستهدف تطوير بيئة العمل.
هذه النوعية من الموظفين متواجدة في كل بيئة عمل، بعضها تمنحهم فرصة للتعبير والتحرك، لمعرفة جديتهم، ومدى ملاءمة ما يقدمونه لبيئة العمل. بعض مقارّ العمل قاتلة، تضيّق الخناق، وتمنع أي عملية تفكير، أو محاولة الخروج عن الإطار العام لطبيعة العمل، وهنا تجد هذه النوعية من الموظفين الذين يملكون روحاً قيادية، في حالة خصام ونقد دائم لبيئة عملهم، وفي اللحظة نفسها تجدهم في عملية بحث مستمر عن بديل.
 هناك جانب آخر يتعلق بهذه الفئة، وهي النظرة السلبية لهم من بعض زملائهم؛ حيث تفسر تصرفاتهم بأنها محاولة للتسلق على أكتاف الآخرين، أو تملّق للمديرين، أو أنهم يعملون للفت الانتباه، ومع أن هذه الصفات والممارسات قد تتواجد في أي بيئة عمل، لكنها بعيدة عن فئة الموظفين الذين يملكون روحاً قيادية ولديهم رغبة وحماس في التطوير.
 تواجد هذه الفئة من الموظفين القياديين الذين يملكون روحاً متوثبة ومتحمسة، مفيد لأية جهة عمل، ويكفي أنهم سريعون في تنفيذ ما يوكل لهم، ولا يتوقفون حيث لديهم رغبة بتقديم منجزات بطريقة مغايرة ومختلفة. من هنا يأتي دور المديرين ورؤساء العمل، والانتباه لمثل هؤلاء الموظفين، والاستفادة منهم.
 والواقع أن قلة من المديرين ورؤساء العمل، من يستثمرون بنجاح، في هذه الفئة من الموظفين.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com