منتخبنا لكرة القدم

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين

نتائج منتخبنا لكرة القدم منذ فترة في تراجع؛ بل في تراجع مستمر، وكانت المشاركة الأخيرة في النسخة الخامسة والعشرين من كأس الخليج العربي التي أقيمت في البصرة وفاز بها المنتخب العراقي الذي نبارك له من القلب، حيث جاءت النتائج والأداء مخيّبين للآمال، خصوصاً مع التصريحات والوعود التي أطلقها الجهاز الفني قبل البطولة بأننا ذاهبون للمنافسة.

بلا شك هذا التراجع له أسبابه ودواعيه، وله مدلولاته كذلك، فهذه الحالة التي يمر بها منتخبنا ليست وليدة الساعة؛ بل هي أثر من آثار التخبط في السياسة الفنية التي تحكم مسيرة المنتخب، سواء في اختيار المدربين أو في طريقة اللعب التي تناسب طبيعة اللاعبين وإمكانياتهم، أو في سياسة التجنيس التي اتضح بشكل كبير مدى عدم فائدتها.

ولعل المنتخب بدون مجنّسين كان وضعه أفضل مما هو عليه في ظل وجودهم، أو في السياسات التي وضعت من حيث عدد اللاعبين الأجانب أو المقيمين، والتي أخلت بالمنظومة الكروية بشكل واضح، ولم تفد في تطوير كرة الإمارات وإفراز لاعبين مواطنين بمستويات مميزة؛ بل كانت حجر عثرة أمامهم.

لجأت معظم الأندية من أجل الفوز والحصول على البطولات المحلية إلى التعاقد مع كتيبة من اللاعبين الأجانب، خصوصاً في الهجوم، حتى أصبح وجود اللاعب المواطن نادراً في هذا المركز، وما أفرزته الساحة الرياضية أو البطولات الكروية من لاعبين مواطنين مميزين شحيح بشكل واضح، فمعظم المراكز المهمة في أي نادٍ من أنديتنا يشغلها لاعبون أجانب أو مقيمون، ما جعل كرة الإمارات تتراجع بشكل واضح على مستوى القارة والمنطقة المحيطة.

وأيضاً إفراز معظم الأكاديميات الرياضية في الدولة والتي يتبع بعضها للأندية، من المواهب، شحيح كذلك، ما يشير إلى خلل واضح في التخطيط والسياسات والاستراتيجيات.

للأسف وصل بنا الحال إلى أن منتخبات القارة الآسيوية التي كانت تحسب لنا ألف حساب، وكنا نهزمها بعدد وافر من الأهداف، صرنا نخشاها؛ بل تهزمنا في عقر دارنا، كيف وصلت إلى ذلك المستوى والتطور الكروي؟.

خلاصة القول إن حال كرة الإمارات لا يسر صديقاً ولا عدّواً، فما بالنا بالمواطن الإماراتي الذي يمثله هذا المنتخب. لا نريد أن يكون منتخبنا حقل تجارب، نريد خططاً سليمة واستراتيجية واضحة، وبكل تأكيد سيعود منتخبنا عملة صعبة، ورقماً مؤثراً في عالم المستديرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3zmdam

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"