عادي

فضيحة فساد كبرى تفتح «جبهة إقالات» في أوكرانيا

00:31 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
1
1

أعلنت الحكومة الأوكرانية، أمس الثلاثاء، إقالة عدد من كبار المسؤولين على خلفية قضية فساد تتعلق بعمليات شراء إمدادات للجيش بأسعار مبالغ بها، في أول فضيحة بهذا الحجم منذ بدء الحرب، فيما بدا الرئيس فولوديمير زيلينسكي وكأنه يحارب على جبهتين، الأولى عسكرية ضد روسيا، والثانية ضد الفساد المستشري في أجهزة الدولة والمقربين منه، بينما قال مسؤول أمريكي إنه في غضون سنوات من الآن سيعرف الناس ويقرأون قصصاً حول تعرض أموال في أوكرانيا للاحتيال والهدر والتبذير. 
وفي المجموع، غادر خمسة حكام مناطق، وأربعة مساعدي وزراء، ومسؤولان في وكالة حكومية مناصبهم، بالإضافة إلى مساعد مدير الإدارة الرئاسية، ونائب المدعي العام.
وتحدث زيلينسكي مساء أمس الأول عن «قرارات بشأن موظفين» تتعلق ب«مديرين من مختلف المستويات في الوزارات ومراكز الحكومة المركزية الأخرى، في المناطق وفي نظام إنفاذ القانون».
وتأتي القضية في وقت تطالب فيه كييف حلفاءها الغربيين بمئات الدبابات الحديثة وأسلحة أخرى استعداداً لهجوم آخر على الجبهة، في حين يُعتبر دعمهم العسكري والمالي ذا أهمية حاسمة.
وأفاد موقع «زد إن. يو أيه» ZN.UA الإخباري بأن وزارة الدفاع وقعت عقداً بشأن منتجات غذائية للجيش، بسعر مبالغ فيه. وتبلغ قيمة العقد 13 مليار هريفنيا (حوالي 324 مليون يورو)، مع تحديد الأسعار «أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات» من أسعار المنتجات الغذائية الأساسية حالياً.
وبناء على ذلك، أقيل، أمس، نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للقوات المسلحة. واعتبر وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف أن الفضيحة «هجوم إعلامي مصطنع» يستند إلى «حجج واهية».
وفي حين لم تُكشف أي صلة بين المسؤولين المغادرين الآخرين وهذه الفضيحة، إلا أن بعضهم اتُهم بارتكاب انتهاكات أو أخطاء في الأشهر الأخيرة.
وبرز مساعد مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو، في عدد من الفضائح قبل بدء الحرب وخلالها، وهو أحد المتعاونين القلائل مع الرئيس منذ انتخاب زيلينسكي في عام 2019 وأشرف بشكل خاص على مشاريع إعادة إعمار المنشآت التي تضررت من القصف الروسي.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، اتُهم باستخدام سيارة دفع رباعي منحتها مجموعة جنرال موتورز الأمريكية لأوكرانيا لأغراض إنسانية. وبعد الكشف عن ذلك، أعلن تيموشينكو نقل السيارة إلى منطقة قريبة من خط المواجهة.
واتهم نائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو بأنه سافر مؤخراً إلى إسبانيا في إجازة، في حين يحظر على الرجال الأوكرانيين في سن القتال السفر إلى الخارج إلا لأغراض مهنية. وأعلن ممثل الحكومة في البرلمان تاراس ميلنيتشوك أن حكام مناطق دنيبروبتروفسك (وسط) فالنتين ريزنيتشينكو، وزابوريجيا (جنوب) أولكسندر ستاروخ، وسومي (شمال) دميترو جيفيتسكي، وخيرسون (جنوب) إياروسلاف إيانوشيفيتش، والعاصمة كييف أولكسي كوليبا، غادروا مناصبهم.
واتهمت وسائل إعلام عديدة ريزنيتشينكو في نوفمبر الماضي بمنح عقود إصلاح طرق بقيمة عشرات الملايين من اليوروهات لمجموعة شاركت في تأسيسها صديقته التي تعمل كمدربة في مجال اللياقة البدنية. وأفادت تقارير صحفية أن هذا الرجل ونظراءه من مناطق سومي وخيرسون وزابوريجيا يخضعون لتحقيقات قضائية. وأشارت التقارير إلى أن كوليبا قد يُعيّن في الإدارة الرئاسية. كذلك أُقيل أناتولي إيفانكفيتش وفيكتور فيشنيوف من منصبيهما، وهما نائبان لرئيس خدمة النقل البحري والنهري الأوكرانية.
وأُقيل مسؤولون آخرون سابقاً في أوكرانيا التي احتلت المرتبة 122 من بين 180 دولة في مؤشر إدراك الفساد لعام 2021 التابع لمنظمة الشفافية الدولية.
وأقالت الحكومة الأحد الماضي نائب وزير البنية التحتية فاسيل لوزينسكي بشبهة تلقيه رشوة بقيمة 400 ألف دولار «لتسهيل إبرام عقود شراء معدات ومولدات بأسعار مبالغ فيها، بينما تواجه أوكرانيا نقصاً في الكهرباء بعد الضربات الروسية على منشآت الطاقة.
وأعلن «مركز الاستراتيجية الاقتصادية» الأوكراني للأبحاث أن المبلغ الإجمالي للمساعدات الغربية (المالية والعسكرية وغيرهما) لأوكرانيا يمكن أن يبلغ 100 مليار دولار في 2023، بينها أكثر من 40 ملياراً لقواتها المسلحة.
وقبل الكشف عن هذه الفضيحة، أوصى مسؤولون حاليون وسابقون في الولايات المتحدة بالمزيد من الحرص والتدقيق من أجل ضمان عدم سرقة أو إساءة استخدام ما تقدمه واشنطن من أسلحة وأموال لأوكرانيا، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال».
ومنذ بداية الحرب، قبل نحو عام، قدمت الولايات المتحدة ما يقارب من 130 مليون دولار في اليوم الواحد، على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية لأوكرانيا. 
ويقول جون سوبكو، المفتش العام الأمريكي لهيئة إعادة إعمار أفغانستان «حتى عندما يتعلق الأمر بقضية نبيلة، فإن السرقات تقع حتماً، كما يُساء التصرف أيضاً، إلى جانب أمور أخرى مثل المحسوبية والقرارات الغبية، وهذا الأمر من صميم الطبيعة البشرية».
وقال سوبكو، الذي قضى قرابة العقد من الزمن لأجل رصد ملايين الدولارات الأمريكية التي أسيء صرفها في أفغانستان، إنه في غضون سنوات من الآن سيعرف الناس ويقرأون قصصاً حول تعرض أموال في أوكرانيا للاحتيال والهدر والتبذير. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yh7fbkfs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"