الحذر ضرورة

لا شك أنّ استخدام منصات التواصل، أدى إلى تحقيق الكثير من الإيجابيات في كثير من الجوانب الحياتية، منها على سبيل المثال لا الحصر: التعرف إلى كيفية التعامل مع الأزمات والأحداث المفاجئة، بصورة أكثر شفافية، للوقوف على أوجه القصور، ومن ثمّ العمل على تلافيها مستقبلاً، وكذلك تعزيز التواصل بين أبناء المجتمع مع مؤسساته، والتعرف، كذلك، إلى انطباعات الجمهور واحتياجاتهم وتوقعاتهم، لوضعها في الحسبان عند التخطيط أو الإعداد أو التنفيذ لأحد المشروعات، أو عند تقديم الخدمات المختلفة.
وعلى جانب آخر، وبقدر ما كان لمنصات التواصل من إيجابيات، فإنّ الواقع أوضح أن استخدامها قد شكل بعض المخاطر، مع التنبّؤ أو التوقع بزيادتها، لعدد من العوامل التي يرد ذكرها لاحقاً، ومن أمثلة تلك المخاطر: ما أوضحته عمليات الرصد والمراقبة لكثير من منصات التواصل، لاسيما أن من أخطر الأمور التي تُستخدم منصات التواصل لتحقيقها، بثّ تلك الأفكار التي تؤدي إلى تكوين الآراء والمعتقدات غير الصحيحة لدى الأفراد، ومن ثم إحداث الفجوة بينهم وبين المجتمع وأبنائه، سواء بالعزلة والانطواء بعيداً عنه، أو بتبنّي الأفكار المتطرفة، وعدم القناعة أو الولاء للمجتمع، والإيمان بأفكاره وقيمه الصحيحة، أو بالانضمام إلى الجماعات التي تبثّ تلك الأفكار، والاشتراك في تنفيذ مخططاتها الهدّامة.
وما نراه كل يوم من مقاطع فيديو، أو صور بعضها مبهج وممتع وذو فائدة، وكثير منها لا قيمة له، وغثّ ولا يعمل على نشر الخبر الصحيح أو الفكرة المهمة التي تعمل على غرس قيم أصيلة ذات مغزى وتحفّز من يسمعها أو يراها للسلوك الإيجابي.
التقنية بلا شك خدمت أعمالنا وسهّلت أمورنا، ولا يجب أن تستغلّ لإمرار مآرب خاصة لا تفيد إلّا صاحبها، كبثّ إعلانات لكثير من المنتجات غير الموثوقة، من مواد غذائية أو منتجات صحية، أو ملابس وأحذية.. وكثير من المواد الاستهلاكية التي قد يرغب بعضهم في اقتنائها، بحسب الصور التي يبثّها المعلنون، ويدفعون أثمانها عبر الوسائل التقنية أيضاً، لكن حين يتسلمها المستهلكون يفاجأون برداءتها، وعدم فائدتها، ولا يتمكّنون من إعادتها، ويكونون أمام أحد خيارين، إمّا استخدامها مع رداءتها، أو رميها في سلّة المهملات..
المطلوب الوعي والحذر والبحث عن المصادر الرسمية المعتمدة.. فمن المؤسف والمحزن ضياع الجهود والادخارات هباءً.
[email protected]