عادي

كشف أسرار مومياء الصبي الذهبي بالأشعة المقطعية

17:01 مساء
قراءة 3 دقائق
5 - CT scan reveals the secrets of the golden boy's mummy
المومياء تحت الأشعة المقطعية
المومياء تحت الأشعة المقطعية
2 - CT scan reveals the secrets of the golden boy's mummy
مراحل فحص المومياء بالأشعة المقطعية
أشعة

القاهرة: «الخليج»

كشفت الأشعة المقطعية والطباعة ثلاثية الأبعاد أسرار مومياء الصبي الذهبي المخزنة في بدروم المتحف المصري بالتحرير لأكثر من قرن من الزمان، ونشرت نتائج هذه الدراسات العلمية بمجلة Frontiers in Medicine، والتي أسفرت عن الكشف عن هوية هذه المومياء، وحالة حفظها وما تحتويه من أسرار.

وعُثر على هذه المومياء ملفوفة بالكامل بالكتان عام 1916، داخل مقبرة من العصر البطلمي (حوالي 300 ق.م.) بمدينة إدفو بمحافظة أسوان؛ حيث تم نقلها وحفظها، آنذاك، ببدروم المتحف المصري بالتحرير، دون فحص لأكثر من قرن من الزمان، حتى فحصتها لأول مرة عام 2015 د. سحر سليم أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، بالتعاون مع صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير، ومحمود الحلوجي المدير الأسبق للمتحف، باستخدام الأشعة المقطعية، بشكل آمن، من خلال الجهاز الموجود بالمتحف، واستخدام الأشعة المتقدمة وبرامج الكمبيوتر الحديثة، وكذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وقالت د. سليم، إن المومياء لصبي توفي عن عمر يناهز 15 عاماً، وحُنطت بإتقان كبير، وأزيل المخ من خلال فتحة الأنف ووضع الحشوات والراتنج داخل تجويف الجمجمة. كما تمت إزالة الأحشاء من خلال شق صغير أسفل البطن، ووضع الحشوات والراتنج بداخل الجسم، بينما حرص المحنطون على الإبقاء على القلب الذي تمت رؤيته في صور الأشعة بداخل تجويف الصدر.

وأضافت أن الأشعة أوضحت ما بداخل اللفائف؛ حيث ترتدي المومياء قناعاً ذهبياً وصدرية مصنوعة من الكارتوناج وصندلًا من النسيج.

كما أوضحت صور الأشعات المقطعية الثنائية والثلاثية الأبعاد عن وجود حوالي 49 تميمة مرتبة ترتيباً منمقاً في ثلاثة أعمدة بين طيّات اللفائف الكتانية وبداخل تجويف المومياء. كما أظهرت الأشعة أيضاً 21 شكلًا مختلفاً للتمائم.

ومن خلال نتائج قياسات الأشعة تبين أن 30 تميمة من التمائم المكتشفة داخل المومياء صنعت من الذهب، بينما باقي التمائم صنعت من الأحجار أو الفيانس، بالإضافة إلى تميمة على شكل لسان من الذهب وضعت بداخل فم المتوفى ليتمكن من التكلم في العالم الآخر، كما توجد تميمة على شكل أصبعين أسفل الجذع؛ لحماية فتحة التحنيط، وتميمة أخرى كبيرة من الذهب لجعران القلب موجودة بداخل تجويف صدر المومياء، والذي تمّ عمل مستنسخ منه باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وأكدت د. سليم أن الدراسة كشفت عن وجه المومياء لأول مرة بعد إزالة اللفائف بشكل افتراضي بتقنية الأشعة المقطعية؛ حيث أتاحت الدراسة فرصة فريدة لاكتشاف أسرار تحنيط المومياء دون المساس باللفائف، وكما تركها المصريون القدماء.

ومن جانبها قالت عبد الرازق إن الدراسة ألقت الضوء على الحياة الاجتماعية في مصر القديمة منذ آلاف السنين، فأعطت الدراسة فهماً عميقاً لمعتقداتهم وطقوسهم الجنائزية، وبراعتهم التقنية في التحنيط، والحرفية في صياغة التمائم وعمل الأقنعة والزخارف.

وساعد استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في التصوير الطبي بالأشعة ثلاثية الأبعاد في تقديم رؤية قيمة للمومياء، مما دعم قرار إدارة المتحف المصري بالقاهرة لنقل المومياء من بدروم المتحف لعرضها داخل قاعات العرض به؛ حيث لقبت بـ «مومياء الصبي الذهبي».

وتُسهم عرض صور الأشعة المقطعية بجانب المومياء في عرض متحفي مميز، يمنح زوار المتحف تجربة فريدة تدعم تواصلهم مع الحضارة المصرية القديمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tt3pve7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"