«العيش الكريم».. مبادرة أضاءت البيوت بالفرحة

• مشروعات تتبارى في الرأفة والرحمة والعطاء
• 17500 درهم الحد الأدنى لراتب العامل بالشرطة
• وظائف للمواطنين في القطاع الخاص تحت مظلة الإمارة

الشارقة: «الخليج»
من مبادرة سامية غاية في الجود إلى أخرى تباريها في الرأفة، وتنافسها في الرحمة والإنسانية، تتوالى عطاءات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسموه في هذا يراعي الصغير والكبير، وييسر على المهموم، ويفرجها على المعسر، ويمنح الأمل للجميع بقرارات، وتوجيهات، ترفل في السمو الإنساني، والرقي، والأصالة الراسخة.

أضاءت مبادرات سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المنازل المواطنة بالفرحة الغامرة، وعم السرور جوانبها، وأضحى الدعاء القاسم المشترك الأعظم من الجميع لسموه بطول العمر، والصحة، ودوام التوفيق، وحسن الجزاء على كل ما يجود به دونما انقطاع على مدار الأيام والسنين، وعلى إحساسه الرحيم بكل من تعجزه الحاجة عن طلب السؤال، وكل من يعاني في صمت، لتدني راتبه عن الإيفاء بالتزاماته وأسرته.

خطوة نبيلة

وبالنظر الى السخاء السامي المرتكز على طيب أصل، فقد يطول الحديث دون انتهاء، لذا نتناول مبادرة سموه «مشروع سلطان للعيش الكريم» التي تبلورت في اعتماد سموه المرحلة الأولى من مشروعه السامي للعيش الكريم، بزيادة رواتب 453 فرداً من المتقاعدين من شرطة الشارقة على الكادر الاتحادي، لتصل رواتبهم إلى 17500 درهم، بكلفة 40 مليون درهم سنوياً، على أن يتم ذلك بأثر رجعي منذ 1 يناير 2018، أسوة بالكادر المحلي الذين تم تعديل أوضاعهم في ذاك التوقيت، ومن ثم أعقبها توجيه سموه باعتماد الحد الأدنى لرواتب جميع العاملين في شرطة الشارقة من المواطنين بما يتماشى مع مبادرة سموه، بألاّ يقل راتب المواطن العامل في القيادة العامة لشرطة الشارقة في أي قسم ودائرة كانت عن 17 ألفاً و500 درهم.

أولوية التوطين

وهنا أيضاً مشروع سموه للتوطين، بتوفير فرص عمل مناسبة للمواطنين الباحثين عن العمل في القطاع الخاص، وتذليل العقبات أمامهم، بحيث سيكون الموظف المواطن تحت مظلة وحماية حكومة الشارقة، وسيتقاضى الراتب نفسه الذي يتقاضاه موظف القطاع الحكومي، وعلى الدرجة الوظيفية نفسها، على أن تتحمل حكومة الشارقة التكاليف، والنفقات المترتبة على فروقات الرواتب بين القطاعين الخاص والحكومي، وسيحمي المشروع الموظف المواطن من تسلط أرباب العمل في القطاع الخاص، وسوء المعاملة، ولن تتدخل الحكومة في تغيير نظام العمل، ومتطلباته كساعات العمل وأيام العمل، مع إيجاد حكومة الشارقة الفرص البديلة حال إغلاق المنشأة، وسيستفيد الموظف من التأمين الصحي لحكومة الشارقة، وسيندرج تحت المظلة التأمينية لصندوق الشارقة للضمان الاجتماعي.

حقهم علينا

وفي كلمات حانية، عن مبادرة «العيش الكريم» قال سموه في 2021 في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»، من إذاعة وتلفزيون الشارقة: «رجال الشرطة فئة تعمل وسط العديد من المخاطر، ومعرضون للكثير من الحوادث التي قد تصل إلى القتل أثناء تأدية الواجب، كحادثة المرحوم الملازم سيف بن راشد بن محمد بن حامد الطنيجي، الذي أصابته طلقة نارية أدت إلى وفاته خلال عملية مداهمة كانت تقوم بها عناصر من الشرطة، فهم معرضون لهذه الحوادث، ونحن لا يمكن أن نتركهم في هذه المستويات المتدنية من العيش، بعد أن أنفقوا شبابهم في خدمة الوطن، ومنهم الآن من توفاهم الله، ومن ينتظر وهو في آخر العمر، ونحن ننتبه جيداً إلى هذه الأمور».

وتابع سموه: «طلبنا من دائرة الخدمات الاجتماعية أن تترك لنا هذه الفئة، ودرست بنفسي أوضاعهم لمعالجتها بغض النظر عن التكلفة، لتتم مساواتهم بالمتقاعدين من شرطة الشارقة على الكادر المحلي، ونظراً لأن الكادر المحلي تم تعديل أوضاعهم في 1 يناير 2018، سنقدم للمتقاعدين من شرطة الشارقة على الكادر الاتحادي هذا الفرق بأثر رجعي من 1 يناير 2018».

«علاجها عندي»

ولا سقف لسخاء صاحب السمو حاكم الشارقة، ولا حد لعطائه، ولا انغلاق لأياديه البيضاء الممدودة دوماً وأبداً كنهر منساب بلا توقف، حيث لم يقتصر الأمر من سموه عند حد مساواة رواتب المتقاعدين من شرطة الشارقة على الكادر الاتحادي بالمحليين، وإنما قرر سموه تعويضهم أيضاً عن الفترة الماضية، وفي ذلك قال سموه: «سنعوضهم كذلك عن المعاناة المادية التي مروا بها خلال الفترة الماضية، فسأعالج مشاكلهم وديونهم، وهذا الملف أمامي حالياً وسأباشر العمل فيه، وهذا التعويض «هدية» لمن عانى منهم خلال هذه الفترة، فبعضهم إذا تكلم أشعر بالمرارة في حديثه، والوضع الاقتصادي لا يرحم الناس، فلذلك بدأنا بمعالجة أوضاع هذه الفئة، لنعالج بعد ذلك الفئات الأخرى، حيث سنعالج أوضاع جميع الفئات بإذن الله».

«وننوه مرة أخرى بأنه لا يتساوى العسكري الذي يسهر الليل، ويتعرّض للمخاطر بالموظف الجالس آمناً في عمله، ويعود إلى بيته بعد الظهر، علماً بأن موضوع بدل المخاطر ليس بجديد ولا هو أمر مبتكر، وإنما هو معروف ومتبع مع الكثير من المهن كالأطباء، والمهندسين، ونحن نعد المتقاعدين من شرطة الشارقة على الكادر الاتحادي بكل خير، ونقول لهم المعاناة التي عانيتموها «علاجها عندي»، وسأعالجها لكي تعود البسمة».

وعن كيفية معالجة أوضاع المتقاعدين من شرطة الشارقة على الكادر الاتحادي، أوضح سموه أن ذلك سيكون من خلال محفظة عقارية، دون إرهاق ميزانية الحكومة بنفقات إضافية، وعن ذلك قال: «نقوم بذلك دون أن نرهق الحكومة بنفقات في منتصف السنة، حيث رتبنا جميع الأمور مع البنك من خلال محفظة عقارية، وطرق مباركة بإذن الله، وليس من خلال قروض، فلن أقبل أن أطعم أبنائي بالقروض، وإن ما نقوم به، ونقدمه لأبنائنا الذين يعملون، ويجتهدون من أجل وطنهم، ليس بمنّة، وإنما هو حقهم علينا، فهم أبنائي وبناتي، وأنا أعطي «عيالي» وأنا مسرور».

تذليل العقبات

ولأن الخير من سموه يعد نبراساً أصيلاً، وقاعدة ثابتة، جاء توجيه سموه في سبتمبر 2019 لدائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة، بتنفيذ مسح لمواطني الإمارة الباحثين عن عمل المسجلين لدى دائرة الموارد البشرية في الشارقة، لجمع بعض البيانات المطلوبة، ليأتي الفرج بمشروع الشيخ سلطان القاسمي للتوطين، الذي يهدف إلى توفير فرص العمل المناسبة للمواطنين الباحثين عن العمل في القطاع الخاص وتذليل العقبات أمامهم.

وانطوى المشروع على مميزات عدة، أهمها أن الموظف المواطن سيكون تحت مظلة وحماية حكومة الشارقة، وسيتقاضى الراتب نفسه الذي يتقاضاه موظف القطاع الحكومي، وعلى الدرجة الوظيفية نفسها، وستتحمل حكومة الشارقة التكاليف، والنفقات المترتبة على فروقات الرواتب بين القطاعين الخاص والحكومي، وسيحمي المشروع الموظف المواطن من تسلط أرباب العمل في القطاع الخاص، وسوء المعاملة، ولن تتدخل الحكومة في تغيير نظام العمل، ومتطلباته، كساعات العمل وأيامه، وستوجد الفرص البديلة في حال إغلاق المنشأة، وسيستفيد الموظف من التأمين الصحي لحكومة الشارقة، وسيندرج تحت المظلة التأمينية لصندوق الشارقة للضمان الاجتماعي.