القائد الرشيق

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

نشأ مفهوم العمل الرشيق في عالم تطوير البرمجيات لمساعدة الموظفين في مجموعة من المهن والصناعات على أن يصبحوا أكثر كفاءة وإنتاجية وفعالية، وانتقل إلى عالم الإدارة ليعالج التحديات التي تتسبب بها الإدارات في المؤسسات، ما يؤدي إلى إعاقة الموظفين بدلاً من تسهيل نجاحهم، فما هي مبادئ العمل الرشيق في المؤسسات، وكيف يصبح القائد أكثر رشاقة؟
 إن سرعة الإنجاز هي ضرورة في عالم الأعمال المتطور باستمرار، ما يجعل منهجية الرشاقة الإدارية مساهمة في استجابة الشركات للعوامل الخارجية المؤثرة في نجاحها، كما أن تبنّي هذه العقلية يساعد على وضع تصورات دقيقة للتحسين، تساعد الفرق على اختبار الأساليب الجديدة، بما يساهم في إيقاف هدر الوقت والموارد، من دون الخوف من الوقوع في الخطأ. إن اعتناق هذا الأسلوب من العمل يتجلى في قدرة القيادات على تحديث القواعد والعمليات القديمة، وإضافة اللامركزية إلى السلطة من خلال مد خطوط للتواصل والاستماع للموظفين في الخطوط الأمامية، والتعامل مع خيبات الأمل والأخطاء كدروس لتعلّم أشياء جديدة.
 ومن أهم أساسيات هذه الفلسفة، فهم نقاط قوة الفرق واستثمارها بشكل صحيح، دعم الكفاءة ورعاية الفرق عالية الأداء، معرفة كيفية التعامل مع فقدان الحافز والحماس عند الموظفين من خلال تدريبهم على إعادة اكتشاف أهدافهم ومكامن قوتهم، بحيث تأتي الفرق أولاً في هذه السلسلة، ومصلحة العمل قبل المصلحة الشخصية، كما أن إدراك احتمالية عدم نجاح طرق العمل في ما يتطلب أخذ خطوة للوراء واستبدال الخطوات الحالية بأخرى أكثر فاعلية، هي جوهر في تفعيل ثقافة «الرشاقة» في الكيان المؤسسي.
 إن من أهم المهارات المطلوبة لصناعة قادة أكثر رشاقة هي: الذكاء العاطفي والاجتماعي والثقافي، التفكير الاستراتيجي، الابتكار، قيادة التغيير، المعرفة الرقمية، المرونة والتكيف، القدرة على العمل مع الآخرين لا إدارتهم وحسب، إضافة إلى القدرة على التعلم المستمر، وهي مفتاح كل ما سبق، وقد علّمتنا الظروف الكثيرة، محلياً وعالمياً، أن الأكثر قدرة على الاستمرار هم أولئك الأشخاص الأقدر على تطوير شخصياتهم ومعارفهم وأدواتهم، من خلال الاستفادة من مصادر لا محدودة للتعلم وفرص لا تقدر بثمن للتطبيق، وهي الفكرة التي تؤكد أن القادة يصنعون أنفسهم بأنفسهم، إذا ما توفر الوعي والبيئة المناسبين.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48dsa6hy

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"