الهواة يريدون فرصة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

نشاهد على عدة قنوات فضائية برامج تم تصميمها وإنتاجها بهدف اكتشاف المواهب في مجال الفن، وتحديداً في الغناء، ويشارك في العادة في مثل هذه البرامج الكثير ممن يرون أنهم يملكون الموهبة الغنائية، ونلاحظ أن نوع المشاركين متباين، حيث تجد الفئات العمرية، على سبيل المثال، تضم صغار السن واليافعين والمراهقين ومنهم مَنْ هو في مرحلة الشباب، وأكبر في السن.
وأنتجت مثل هذه البرامج الكثير من المواهب التي لفتت الانتباه بجودة الصوت والمهارة في الغناء، وحتى البعض ممن شارك في تلك البرامج شق طريقه نحو النجومية والانتشار والشهرة، مع أنه لم يفز في تلك البرامج، وكانت مشاركته عامة، ولكن تم تبنّيه، وهناك بطبيعة الحال من يفوز ويحقق مراكز متقدمة، ويجد الأبواب مشرعة أمامه. الحقيقة أنني أتحدث عن هذا الجانب لسبب منطقي، وقد تتفقون معي حوله، وهو عدم وجود برامج مماثلة تستقطب المواهب وأصحاب الهوايات في مجالات أخرى مثل البرمجة، الميكانيكا، الحدادة، النجارة، فضلاً عن مجالات التصميم ونحوها من المهارات، التي يُوجد بيننا الكثير من المواهب فيها على امتداد وطننا العربي.
 الاهتمام بمجال واحد فقط يشبه وضع البيض في سلة واحدة، مع أن دعم المواهب أمر جميل، ولكن يجب الالتفات لهوايات أخرى أيضاً لا تقل أهمية، وهي ذات جدوى بالغة لعالمنا العربي ولمستقبله. يجب الالتفات نحو الهوايات، ومن يستند إليها، وأن يتمّ دعمهم وتشجيعهم؛ لأن الهواية مخزن للإبداع والتميز، حيث تجد الهاوي مغرماً بهوايته يمنحها وقته واهتمامه، ويحتاج للصقل والتشجيع، للتميز والتفوق، ولتتحول هذه الهواية لمنتج وابتكار جديد.
قرأت في كتاب «الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال»، من تأليف جيف هاو: «أصحاب الهوايات والمتحمسون الذين طالما نظرنا إليهم على أن لديهم الشغف أكثر من الموهبة، لم يعد هذا تقييماً منصفاً لهم، أو حتى دقيقاً؛ فعلى نحو متزايد أخذ الهواة من أصحاب المهارات والقدرة على التعاون المنظم رفيع المستوى يتنافسون بنجاح مع المحترفين في مجالات تتنوع من برمجة الكمبيوتر إلى الصحافة والعلوم. إن الطاقة والتفاني لدى الموهوبين يشكلان الوقود الذي يدفع محركاً يعيد الأعمال للجماهير عبر الإنترنت». 
معظم البلدان العربية بحاجة لمبرمجين، ورواد الذكاء الاصطناعي، وعمل برنامج يستهدف هذه الفئة على سبيل المثال، سيكون بمنزلة تجمّع لهواة قد يكون من بينهم من هو أكثر مهارة وتميزاً من المحترف. الهواة يريدون فرصة للتعبير عن شغفهم، فلنمنحهم هذه المساحة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4yhabtf8

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"