عادي

مفاهيم ضيقة للذكاء البشري

20:58 مساء
قراءة دقيقتين
الحكمة والذكاء والإبداعية

القاهرة: الخليج

الذكاء كما علّق أحد علماء النفس بجامعة هارفارد، هو كل ما تقيسه اختبارات الذكاء، وربما كانت تلك ملاحظة على سبيل الدعابة، إلا أن آثارها كانت شديدة الجدية، فهناك صناعة لاختبارات الذكاء تساوي عدة بلايين من الدولارات تحدد – إلى حد كبير – أي أطفال سيلتحقون بأفضل المدارس والجامعات.

تقوم المجتمعات المحلية تحت ضغط الحكومة بتأسيس مناهج تدريس، تعلم وفقاً للاختبارات، لكنها تترك مساحة ضئيلة لأنشطة تعد ترفيهية كالموسيقى والفنون، لكن ماذا لو كانت طبيعة الذكاء الجوهرية تشوهها صناعة الاختبارات؟.

على مدى ثلاثين عاماً كان روبرت ستيرنبرج بين أعلى النقاد صوتاً ضد المفاهيم الضيقة للذكاء، وفي أحدث كتبه «الحكمة والذكاء والإبداعية رؤية تركيبية» (ترجمة هناء سليمان) يقدم البروفيسور ستيرنبرج عرضاً نقدياً وتلخيصاً لأفضل الأبحاث المتاحة في مجال الذكاء البشري، وهو يطرح الحجة بأن أي فهم جاد للذكاء يجب أن يتجاوز اختبارات الورقة والقلم الرصاص، المعتادة المتداولة حالياً.

يقول البروفيسور ستيرنبرج إن فهم جوانب قصور المرء الذهنية وتعلم التغلب عليها مهمان، بنفس قدر أهمية تطوير نقاط قوته، وبينما ينسج طريقاً عبر عقود من الأبحاث المهمة، بما في ذلك الدراسات الدولية، يطور البروفيسور ستيرنبرج رؤية للذكاء البشري أكثر رهافة ودقة من مثيلاتها المطروحة سابقاً، وكتاب «الحكمة والذكاء والإبداعية رؤية تركيبية» قراءة أساسية للأخصائيين النفسيين وعلماء المعرفية والمربين ومنظمي الأبحاث.

يمثل هذا الكتاب بمعنى ما، طبيعة العقل، وهنا يوضح المؤلف أنه تعلم درساً فاصلاً: لن تحصل أبداً على الإجابة الصحيحة، إذا طرحت السؤال الخطأ، ولأن هذا الكتاب يمثل ذروة كل عمل المؤلف في مجال العقل البشري، والذي أنجزه فيما يقرب من ثلاثين عاماً.

يقول: «بدأت المرحلة السابقة على بحثي، حينما كنت تلميذاً بالمرحلة الابتدائية، حيث أديت أداء بائساً في مجموعة مطلوبة من اختبارات الذكاء، وقد كنت قلقاً من الاختبار إلى حد أنني لم أستطع أن أجبر نفسي على إجابة أسئلة الاختبار، وحينما بدأ التلاميذ الآخرون في تقليب صفحات الاختبار، كان الأمر قد انتهى بالنسبة لي، وظل المدرسون ثلاث سنوات يعتقدون أنني غبي، وكنت عند ظنهم أرضيهم بتأكيد نبوءتهم المسبقة عني، وكانوا سعداء وكذلك أنا».

كان مصمماً على فهم أسباب ذكائه المنخفض، وقام بالعمل على مشروع في مادة العلوم عن الاختبارات العقلية، وجربه على زملائه، وانتهى إلى ورطة حقيقية مع السلطات المدرسية، فانتقل إلى العمل السري، كان يريد توسيع نطاق الاختبارات، وهكذا أبدع اختبار ستيرنبرج للقدرات العقلية، وركز على أثر تشتت الانتباه في معدلات اختبارات القدرات العقلية، وكان أداء الطلبة لاختبارات القدرات اللفظية والرياضيات أفضل حينما كانوا يستمعون لأغنية فريق البيتلز: «كان الشيطان في قلبها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5yhxm6sm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"