عادي

منصات خالدة.. تزيّن معالم الشارقة

00:07 صباحا
قراءة 8 دقائق

الشارقة - «الخليج»

الأنصاب التذكارية تجسيد لإنجازات تحققت، وتخليد لواقع، وترسيخ لقيم ومبادئ، ويعدّ النصب التذكاري، رمزاً وطنياً ذا قيمة كبيرة، يروي قصصاً ونجاحات، ورمزاً للفخر والعزة، ويعبر عن مكانة الإنجاز الذي تحقق، وترجمة لرؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يولي الكتاب والثقافة والمعرفة اهتماماً كبيراً، لتنال الشارقة الألقاب الأولى، والمراكز المتقدمة في التصنيفات العربية والعالمية.

الصورة

عاصمة العرب الثقافية

الثقافة هي روح الشارقة، وهي الانعكاس الحقيقي للحياة فيها، وهذا الأمر جعلها تستحق لقب عاصمة العرب الثقافية، لتجسد ذلك الإنجاز بنصب تذكاري للشارقة عاصمة العرب الثقافية 1998، ويقع في موقعه الجديد بالقرب من المدينة الجامعية، ضمن محيط «حديقة العالم الإسلامي» المطلة على طريق الشارقة – الذيد، إلى الجهة الشرقية من النصب التذكاري للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014. ويتكون النصب من أربع مستويات مغطاة بأفضل أنواع الجرانيت المصمم بحرفية هندسية تظهر ما تتميز به الشارقة من فن وعمارة، ويبرز التراث الثقافي والحضاري لها، يرتفع على تلك المستويات الأربع المبنى الرئيسي للنصب، والذي يصل طوله إلى 32 متراً، ويتكون من هيكل خرساني مصمم بشكل هندسي معماري فريد، يعكس الجوانب العربية الأصيلة والثقافة الحضارية والعصرية لإمارة الشارقة.

يتميّز النصب بتجهيزات خدمية وبصرية وسمعية وإرشادية؛ حيث يضم نظام إضاءة ليلية عالية الجودة، يمكن تشكيلها وتصميمها بأنماط مختلفة وفق المناسبة أو الحدث، إلى جانب احتوائه على نظام خاص بمكبرات الصوت المنتشرة بين جنباته والمتوافقة مع تصميم النصب، وكذلك وجود اللوحات التذكارية التي تشير إلى مناسبة تدشين النصب وتاريخه.

عاصمة الثقافة الإسلامية

جاء اختيار الشارقة عاصمةً للثقافة الإسلامية، في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية، الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، بعد مطابقتها للشروط والمعايير الأساسية للعواصم الثقافية الإسلامية التي وضعتها. وحظيت الشارقة بهذا التتويج، بمصادقة المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد بالجزائر في ديسمبر/كانون الأول 2004، لما تتمتع به من تاريخ ثقافي بارز، وآثار مادية وفكرية تستحق التعريف. يرتفع النصب عن مستوى سطح الأرض ب 42 متراً، وتبلغ مساحة المنصة التي أقيم عليها النصب 650 متراً مربعاً، ومساحة القاعدة التي يرتفع أعلاها عمود النصب 50 متراً مربعاً، وتغطي المنصة ثلاثة أنواع مختلفة من الغرانيت، بينما قاعدة العمود مغطاة بالخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية والجرانيت.

أما العمود الرئيسي فمغطى بالغرانيت الأخضر والشريط الحلزوني الذي يحيط بالعمود مصنوع من الألومنيوم بتشطيبات مختلفة لخلق نوع من التباين لتسهيل قراءة ما كتب عليه من آيات كريمة يصل عددها إلى 28 آية تحمل في معناها إجلال العلم والدعوة إلى التعلم وفضل العلماء. كما يضم الجزء العلوي للنصب 12 عموداً يربط بينها 12 قوساً تعلوها قبة ذهبية.

الصورة

العاصمة العالمية للكتاب

الكلمة والحرف عنوان الشارقة، وتجسيداً لذلك فقد نالت شهادة عالمية لجهودها الدؤوبة في بناء مشروع ثقافي شامل يرتكز على الاهتمام بالقراءة، وإعلاء قيمة الكتاب، وترسيخ الثقافة والمعرفة، لتنال لقب عاصمة عالميّة للكتاب لعام 2019، وجُسد هذا الإنجاز بنصب تذكاري يقع في منطقة المدينة الجامعية، بالقرب من نصبي «الشارقة عاصمة الثقافة العربية»، و«الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية». يتكون النصب - الذي عمل على تصميمه الفنان العالمي جاري جودا - من قطعة واحدة، ويتخذ شكلاً لولبياً يرتفع في السماء 36 متراً، وهو تشكيل هندسي معاصر يتخذ شكل المخطوطة العربية القديمة، ونصب تذكاري يحتفي باختيار إمارة الشارقة «عاصمة عالمية للكتاب 2019» من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو».

ويؤكد التصميم الفني للنصب مسيرة الشارقة المتواصلة في ترسيخ أهمية الكتب والقراءة للفكر وتنوير الإنسان، وينطلق هذا العمل الإبداعي بتصميمه من قاعدة عرضها أربعة أمتار، وارتفاعه 36.5 متر، وبشكل أحادي الهيكل مصنع من مجموعة من الألواح الفولاذية المترابطة، تمتاز بالبساطة والعمق في آن واحد.

الصورة

نصب الشهداء

على شارع مليحة، مقابل مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، يعلو نصب الشهداء شامخاً صامداً، يعكس صمود وقوة الشعب الإماراتي، لتخلد الشارقة تضحيات الشهداء الذين سطروا بدمائهم أسمى صور للبطولة، تحقيقاً للعدالة في أرض المعركة، ليروي قصة كفاح أبطال الوطن، وتشهد الأجيال القادمة على عظيم ما قدموه من أجل أمن الوطن العربي، فمن يقدم الكثير للإمارات، سينال الكثير، ولن يُنسى، ليبقى في ذاكرة ووجدان الوطن. المعلم التاريخي يحكي إنجاز الشهداء الذي ينطق فخراً بما حققوه فداء لعزة العرب، ويعكس أروع الأمثلة في التضحية والانتماء للوطن، ليبقوا دائماً وأبداً رمزاً للولاء ومصدراً للفخر، ويتيح فرصة للعالم ليتأمل مكانة الشهداء وتقدير القيادة لهم، ويتلقى رسالة مفادها بأن من يضحي من أجل الوطن، سيبقى في قلب الوطن ووجدان الشعب.

ذكرى الشهداء خالدة في صفحات التاريخ، وأسماؤهم أيقونات تضيء سماء الإمارات، وساحة ونصب الشهداء تعكس تلاحماً من نوع آخر بكلفة تتجاوز 30 مليون درهم، مشكّلة مرآة لما قدمه شهداؤنا من تضحيات من أجل الوطن والحق، ليبقى النصب علامة فارقة تجسد قيمة الانتماء للوطن، وساحة لينهل الصغار منها معنى التضحية على أرض الواقع، ويتساءلوا عن قصة جنودنا الشهداء التي تتناقلها الألسن بكل فخر، لتظل حكايتهم في ضمير الشعب الإماراتي ليدرك جيل اليوم والغد كيف عُبّد الطريق، وكيف ضحى أبناؤها من بدايات الاتحاد وحتى اليوم لتبقى إماراتنا عامرة ويسودها الأمن.

وبمجرد أن تقترب من النصب ستبهرك المواد الخام المصنوعة منها، وجودة التصميم، ودقة العمل الحرفي، فالقاعدة من الغرانيت، والمستوى الأخير القبة التي تشكل خوذة المقاتل، والأقواس من الألمنيوم المصبوب مع طلاء باللون الذهبي، والمقاوم لجميع الظروف الطبيعية.

نصب الاتحاد

يعتبر «نصب الاتحاد: الذي يضم سبع صدفات (محار) لكلٍّ منها لؤلؤة ترمز في مجملها إلى اتحاد الإمارات السبع، من أبرز المعالم داخل مدينة الشارقة، ويقع بالقرب من مسجد الملك فيصل، وتجتمع الصدفات في تصميم فريد وبديع على شكل عمود تعلوه لؤلؤة ذهبية ترمز إلى الاتحاد.

ويحيط بالنصب حوض مائي يضفي لمسة من الرُقي لحديقة الاتحاد، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء المنتشرة على مساحة الحديقة، ناهيك عن السياج النباتي الذي يبلغ ارتفاعه 85 سم ليحيط بالحديقة بأكملها، كما تمّ تزيين الحديقة بأشجار النخيل وأنواع مختلفة من الشجيرات المزهرة. وتتميز حديقة الاتحاد بالشارقة بتصاميم فريدة من نوعها، والتي جعلت من هذه الحديقة وجهة مفضلة لزوار الإمارة. وتمتد هذه الحديقة الرائعة على مساحة تبلغ 60 ألف متر مربع من المساحات الخضراء الشاسعة التي تُمثل متنفساً لسكان المنطقة والأحياء القريبة للابتعاد عن الروتين اليومي للعمل والحياة الاجتماعية، والاستمتاع بسحر الطبيعة الخضراء مع الأصدقاء أو العائلة أو حتى بشكل فردي.

الصورة

جامعة الشارقة

بمناسبة احتفال جامعة الشارقة باليوبيل الفضي، ومرور 25 عاماً على إنشائها، أزاحت الجامعة الستار عن النصب التذكاري الذي صمّم ليكون شاهداً ومعبراً عن التميز الذي حققته الجامعة خلال مسيرتها منذ نشأتها عام 1997، ويعبر هذا العمل عن دعم الجامعة وتخليدها لطلبتها المتميزين، ووُضع في مدخل المبنى الرئيسي للجامعة. وصمم النصب الذي يبلغ حجمه 16 متراً مربعاً بطريقة هندسية مبتكرة، ويضم 7069 اسماً من أسماء الخريجين الحاصلين على معدل امتياز من مختلف الكليات والتخصصات على مدار ال 25 عاماً الماضية، ويشغلون حالياً أهم المناصب الإدارية المتعددة في مختلف بلدان العالم.

ونفّذ النصب بمواصفات عالية من مواد الرخام والغرانيت والأسمنت ومسحوق الألمنيوم المطلي، ويتوسط التصميم رمز لخريج وخريجة وخلفية تصميم على شكل كتاب مفتوح، ثم نُقشت الأسماء بجدرانه باستخدام أفضل تقنيات الحفر الغائر وبطريقة مفهرسة ومتسلسلة حسب سنوات التخرج.

الصورة

نصب المقاومة

عند مدخل مدينة خورفكان وعلى مساحة 393 متراً، يقف «نصب المقاومة» شاهداً آخر على مجد هذه الدولة العظيمة وعراقتها؛ فعلى إحدى القمم الجبلية الواقعة قبالة ميدان خورفكان، يرتفع نصب المقاومة التذكاري بشكله المميز الذي يشبه الخوذة ليروي للجميع قصص التضحيات والبطولات الملحمية لأهالي المدينة أثناء الغزو البرتغالي عام 1507. وتوفر الممرات المحيطة بالنصب رؤية بانورامية للمدينة، ما يجعلها مكاناً مثالياً لاستحضار عظمة الماضي.

ويشكل النصب، الذي شيّد على شكل خوذة عسكرية ذاكرة حية توثق البطولة في المعركة التاريخية التي خاضها بواسل خورفكان، ويُذكر بالشهداء الذين ارتقوا في سبيل الدفاع عن أرضهم، ويرسخ مفهوم الانتماء والولاء والدفاع عن الوطن والهوية، فضلاً عن تعريف الزوار بالتاريخ التليد لأهالي المدينة العريقة، ويضم المبنى استراحة للزوار والسياح، وصالة تمت إحاطتها بالكامل بالزجاج، لتوفير المتعة البصرية بالمناظر الساحرة التي تتمتع بها مدينة خورفكان، ويضم المبنى مقتنيات دلالية ترمز لأدوات القرن الرابع عشر، التي استخدمها أهالي المدينة في نضالهم ضد الغزو الآثم.

أما أسفل الجبل الذي يرتفع فوقه النصب، فيقع متنزّه ميدان خورفكان البديع الذي يمتد على مساحة 163 ألف متر مربع، ويضم الكثير من الخدمات والمرافق الترفيهية. وفي المساء، يتألق النصب بأضوائه الساحرة، ما يتيح للزوار التقاط أروع الصور التذكارية في هذا المكان الفريد.

الصورة
1

القرآن الكريم

يزداد عدد الأنصاب التذكارية في امارة الشارقة يوماً بعد يوم، ومن أهم أنصابها التي أصبحت معالم حضارية، «القرآن الكريم»، الذي يسمى «دوار الكتاب» المقام في ميدان فسيح تكتظ جوانبه بالمؤسسات الثقافية. ويبلغ ارتفاع مجسم القرآن الكريم بميدان الثقافة، سبعة أمتار، وقد نقشت على صفحتيه المفتوحتين بعض آيات القران وأصبح هذا النصب واحداً من أشهر معالم الشارقة. وقد شيّد النصب بالخرسانة المسلّحة، وارتفاعه سبعة أمتار، ويضم النصب القرآن الكريم مفتوحاً؛ حيث زيّن بشكل جميل بالفسيفساء الزجاجية والكساء الأخضر، ويبلغ قياس الصفحتين 4.20 × 2.40 متر. وقد نقشت على صفحتيه المفتوحتين آيات من الذكر الحكيم؛ حيث يقع النصب القرآني في قطعة منقسمة مثمنة تحيط بها المسطحات الخضراء والزهور التجميلية. وحول النصب أحواض في شكل مثمن في ثلاثة مناسيب. ​

وقد كسيت الجدران ببلاط سيراميك، وتشتمل الآيات المنقوشة على صفحتين كاملتين من القرآن الكريم، كما أن الواجهة الوسطية تعطي صورة رائعة للتصميم الإسلامي إلى جانب الأقواس المكونة من الرخام باللونين الأخضر والأحمر الوردي، كما أن صفحتي القرآن الكريم مكونتان من القيشاني.

الصورة
1

ميدان الكويت

النصب التذكاري لميدان الكويت يبقى على الدوام رمزاً حياً للعلاقة الأخوية الحميمة التي تربط بين أشقاء تجمعهم أواصر القربى ووحدة العقيدة واللغة والماضي المشترك والحاضر الزاهر والمستقبل المأمول. وافتتحه صاحب السموّ حاكم الشارقة عام 1990، هذا النصب التذكاري أقيم في الميدان الذى يحمل اسم «الكويت»، وهو أكثر الميادين حيوية وحركة؛ حيث تتقاطع عنده بعض الشوارع الرئيسية التي تموج بالحركة الدائمة المتجهة من قلب المدينة وإليها، وتبلغ المساحة الكلية لهذا الميدان 15 ألفاً و400 متر مربع، ويتكون من لوحتين فنيتين من الخرسانة المسلحة، إحداها تمثل ماضي الكويت، وتضم مجموعة من القطع الفنية للمساكن والقلاع القديمة مثبتاً عليها من الجهتين لوحات من النحاس، تضم نقوشاً تحكي تراث الكويت القديمة، أما اللوحة الثانية فتمثل حاضر الكويت، وهي قطع فنية لأبراج الكويت السياحية، مثبت عليها من الجهتين لوحات من النحاس تضمّ نقوشاً للعمارة الحديثة بالكويت والصناعات البترولية والناقلات الحديثة. ويتوسط اللوحتين نموذج لمركب شراعي «البوم» طوله ستة أمتار، وارتفاعه مع أشرعته ثمانية أمتار. ويوجد هذا المركب وسط بركة من المياه، أما اللوحة الجانبية للنصب وهي أربع لوحات فنية متميزة ومتكاملة، فتحكي بالرموز والشواهد قصة الكويت عبر مسيرة تاريخها الطويل.

الصورة

نصب التعاون

أقيم نصب «التعاون» التذكاري تخليداً لمعاني وقيم التعاون والعمل المشترك التي تربط الدول الأعضاء بمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتزامن تدشين نصب التعاون في الحادي والعشرين من ديسمبر 2002 مع انعقاد اجتماعات قادة دول مجلس التعاون بالعاصمة القطرية الدوحة في الدورة الثالثة والعشرين للقمة.

وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد اقترح الفكرة، وتم تكليف الفنان الإسباني المشهور كارلوس ماريناس في صيف عام 2001 بتنفيذها.

ويبلغ طول النصب ثلاثين متراً، وتم تصميمه على مرحلتين الأولى في إسبانيا، بينما تم إنجاز المرحلة الثانية في الشارقة. وتضم قاعدة التمثال شعارات مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست، وشعار الأمانة العامة للمجلس، وقد استخدم في تشييد هذا النصب الفريد الرخام والمرمر والبرونز المشغول وحجر الجرانيت، بالإضافة إلى السيراميك والفولاذ.

الصورة
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32d3pcmn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"