عادي

احترام الخصوصيّات

23:16 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

الخصوصيّة لها من المعاني الكثير، والّتي تعني حقّ الشّخص في تحديد مساحته الشّخصيّة واحتفاظه بأسراره ومعلوماته بعيداً عن الآخرين، فاحترام خصوصيّات الآخرين أمرٌ في غاية الأهمّيّة، وفي الأغلب ينتج عدم احترام الخصوصيّات عن الجهل، فعدم المعرفة بماهيّة الخصوصيّة تدفع الآخرين لانتهاكها من دون قصدٍ، ممّا يؤدّي إلى سوء العلاقات، والتّطاول على أمورهم، وبالتّالي اختراق الحدود المسموح بها.

إنّ احترام خصوصيّة الأشخاص يخلق المناخ السّليم والآمن للحياة ويحقق الأمان والرّاحة النّفسيّة، وحرّيّة التّصرّف من دون خوف من الانتقادات الموجّهة له، وأغلب النّاس يعدون عدم احترام خصوصيّاتهم تطاولاً واعتداءً عليهم يولّد الثّأر والانتقام، فمثلاً الموظّف في الشّركة يقوم بعمله على أكمل وجه، يرنّ هاتفه دون وجود إجابةٍ منه لانشغاله بعمله فيتطفّل أحد أصدقائه ويجيب على المكالمة وينهيها دون إذنٍ من صاحبه، ومن ثمّ يخبره بما حدث، مثل هذا التّصرّف يدفع الشّخص للغضب العارم والانتقام في أحيانٍ كثيرة.

هذا الاحترام للخصوصيّات يُعد أسلوب حياةٍ، وسلوكاً راقياً، وهذا السلوك يجب أن يكون مستمرّاً دائماً، لا يتوقف عند عمر معيّن أو موقف ما أو علاقة محدّدة، كما أنّه لا يتقادم؛ بل يستمرّ مع استمرار الحياة على الأرض.

وهنا فمن واجب الإنسان المسلم أن يتحلّى بأخلاق الإسلام، لا يتدخّل فيما لا يعنيه، ولا يسأل عن أحوالهم الدّاخليّة، قال تعالى: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً).

وقد أكّد الإسلام هذا الأدب الرّفيع، حرصاً منه على تنظيم العلاقات بين النّاس ليعيشوا حياتهم مطمئنّين بحرّيّة، بعيداً عن الخوف والقلق، وكذلك بعيداً عن عيون وتفاهات المتربّصين بهم، ولقد حثّ النّبيّ الكريم على عدم تتبّع عورات النّاس، علماً أنّ هذا السّلوك من خصال المنافقين، وقد رسّخ الإسلام ضمن مبادئه في المحافظة على أسرار النّاس وستر عوراتهم وحرماتهم، فليكن الإنسان المسلم منارةَ حبّ لغيره ولا يكون جهاز مراقبة عليهم، قال النّبيّ الكريم: (من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nhjwytpc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"