الابتكار نهج وهدف

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

لو تمعنّا في فعل «ابتكر»، رأينا أنه يعني أخذ أول الشيء. الإمارات منذ تأسيسها أخذت على عاتقها إنجاح كل مشروع وفكرة، وابتكار ما يرفده بمقومات الاستمرار والتميز، بحيث شكّل الابتكار في هذا الوطن نهج عمل، فطال كل مقومات الحياة وبناها التحتية وأدوات عمل حكومتها، حتى بلغت ما تصبو إليه في مقدمة الدول وصولاً إلى المريخ والقمر، وقمة مؤشرات التنافسية العالمية.
واستمرت الحال هكذا، فصار الابتكار نهجاً مؤسسياً، وشكّل عام 2014 نقطة تحول رئيسية في هذه المسيرة، بإطلاق «الاستراتيجية الوطنية للابتكار» التي تضمنت ثلاثين مبادرة وطنية تنفّذ خلال ثلاث سنوات في مرحلة أولى، تشمل مجموعة من التشريعات الجديدة، ودعم حاضنات الابتكار، وبناء القدرات الوطنية المتخصصة، ومجموعة محفزات للقطاع الخاص، وبناء الشراكات العالمية البحثية، وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار.
استهدف الابتكار سبعة قطاعات: الطاقة المتجددة، والنقل والصحة، والتعليم والتكنولوجيا، والمياه والفضاء. وهذه القطاعات هي التي يستند إليها أي مجتمع، لينعم أبناؤه بالراحة والطمأنينة والأمن والأمان.
تبع ذلك تأسيس مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، لتحفيز هذه الثقافة وهذا النهج، عبر منظومة متكاملة لتعزيز تنافسية الحكومة، لتكون ضمن الحكومات الأكثر ابتكاراً في العالم.
ثم اعتُمدت عام 2015 السياسة العليا في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتضمنت 100 مبادرة وطنية، وميزانية تزيد على 300 مليار درهم حتى عام 2021، لتغيير معادلات الاقتصاد الوطني، ودفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية، عبر الاستثمار في الإنسان؛ لأنه أساس الحضارة والتقدّم والارتقاء.
وفي المجال الثقافي أُطلقت الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية عام 2021 للنهوض بها، وتعزيز حجمها وإمكاناتها، لتكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية في الدولة، وزيادة نسبة إسهامها لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2031.
وتنطلق يوم الأربعاء المقبل، فعاليات «الإمارات تبتكر 2023» في دورتها الثامنة التي تشهد هذا العام، تنظيم مئات الفعاليات والنشاطات في جميع مدن الدولة ومناطقها طوال شهر كامل، بمشاركة واسعة حكومية ومن القطاعين الخاص، والأكاديمي، وأفراد المجتمع، فضلاً عن مشاركات عالمية من دول عدة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3e49z2h3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"